جهود تربوية لوزير العدل لمحاربة الترخيص العشوائي للجامعات

Tuesday, 22 January 2013 - 1:37pm
تبدو لافتة الجهود التربوية التي يبذلها وزير العدل شكيب قرطباوي، وخصوصا دعوته المتكررة الى وقف اعطاء التراخيص لاي جامعة او كلية في انتظار صدور المراسيم والقوانين الجديدة التي تعدّ في وزارة التربية. وفيما يعوّل على صدور قانون ضمان الجودة كونه الاهم في هذا الاطار، يؤكد لـ"النهار" ان "المسؤولية مشتركة بين المدارس والجامعات والاهل والطلاب والحكومة والادارات المعنية".

لا يعتبر قرطباوي ان اهتمامه او حتى جهوده في هذا الاطار فيهما تعدّ على مسؤوليات وزير التربية، انما "انا اطلب ان نساعده في هذه الورشة الوطنية والتي لا تخص حزبا او طائفة بل تخصنا جميعا"، منوها بـ"الجهود الجبارة التي يبذلها الوزير حسان دياب في هذا الاطار" وبالمراسيم والقوانين الجديدة التي اعدها ويعدّها لتنظيم الوضع الجامعي، ولعل اهمها مشروع قانون ضمان الجودة كي لا يفقد لبنان ميزته الاساسية بل ثروته وهي المستوى العلمي لشبابه"، مشيرا الى انه يعلم ان "المستوى الجامعي الى تدنّ عالميا، لأن الشباب اصبحوا يتلهّون بامور كثيرة لم تكن موجودة سابقا، ولكن علينا في لبنان الا ندع التساهل يودي بنا الى الهاوية".
وعن سبب اهتمامه بموضوع جودة التعليم العالي رغم انه لا يصبّ في اطار عمله، قال: "القضية تشغل بالي منذ العام 1995 اي عندما انتخبت نقيبا للمحامين ولاحظت ان مستوى الطلاب المتقدمين الى مباراة الدخول الى نقابة المحامين غير مقبول(...) وما ينطبق على الحقوق ينطبق بالتأكيد على التخصصات الاخرى. فتم التنسيق في حينه بيني وبين نقباء المهن الحرة (محاماة، هندسة، طب، طب اسنان، صيدلة) وقمنا بالتعاون مع الحكومة انذاك في العمل على اتخاذ اجراءات لرفع مستوى الداخلين الى الجامعات في هذه التخصصات بحيث يخضعون الى امتحان جدارة في التخصص الذي ينوون الانتساب اليه وان ينالوا 12 على 20 على الاقل في هذا الامتحان(...) ولكن فوجئنا انه في ايار 1997 الغى مجلس الوزراء المراسيم الاربعة هذه في شكل مفاجئ يرجّح ان يكون السبب ضغوط مورست في حينه على الحكومة".
أضاف: "بقيت اتابع الموضوع وارى المستوى يتدنى في الجامعات واستمرار الترخيص العشوائي للكليات والجامعات، وارى لافتات على الطرق عن جامعات جديدة وتقديمات تعرضها لجذب الطلاب، بما لا يليق بصورة التعليم الجامعي(...)". واشار الى نقاش علني دار بينه وبين الرئيس الشهيد رفيق الحريري عن "الطفرة الجامعية": "اتفق معي على بعض النقاط ولكنه لم يقنعني كثيرا بالاجوبة التي حاول اقناعي بها آنذاك".
تابع: "وعندما أصبحت وزيرا صرت اعارض في مجلس الوزراء اعطاء تراخيص لكليات جديدة في جامعات قائمة او تراخيص لجامعات جديدة . وفي معرض مناقشة الموضوع، اعطي امثلة مختلفة عن تدني المستوى الجامعي منها مثلا نجاح 4 طلاب مجازين فقط في اختبار اجري في نقابة المحامين في طرابلس من اصل 243 تقدموا اليها وكذلك نجاح 90 من اصل 480 في بيروت، وكذلك في معهد القضاة، فاز اثنان فقط من اصل نحو 450 طالبا تقدموا الى المباراة الاخيرة التي أجريت في عام 2012، وايضا في مباراة الدخول الى معهد الدروس القضائية (القضاء الاداري) فاز اثنان فقط من اصل 170 متقدما (...)" .
وأكد قرطباوي انه لا يلوم جهة معينة في هذا الموضوع بل هو يطلق صرخة ليتم التكاتف "لدرس هذه الظاهرة اللافتة ولمساعدة وزير التربية في جهوده. والاهم ان نتوقف عن اعطاء اي ترخيص لاي جامعة ولاي كلية في انتظار صدور القوانين الجديدة".