خريطـة صحّيـة تحـدد المعطيـات والحـاجـات

Thursday, 31 January 2013 - 11:36am
يرتبط مفهوم الخريطة في كثير من الأذهان بتحديد موقع المناطق الجغرافية والأقضية، غير أن وزارة الصحة العامة أنجزت في الشهر الحالي المسح الجغرافي للمراكز الصحيّة في المناطق اللبنانية، استنادا إلى نظام المعلومات الجغرافي «geographic information system».

ارتكز المشروع، الذي أطلقته الوزارة بالتعاون مع «منظمة الصحة العالمية» قبل عام، إلى إحصاء 1789 مركزاً صحّياً، ما يعادل نسبة ثمانين في المئة من مجمل المراكز الصحية في لبنان، ومنها: 139 مستشفى خاصاً وحكومياً، 246 مركز علاج فيزيائي، 398 مختبراً، 818 مستوصفاً ومركزاً للرعاية الصحيّة الأولية، 188 مختبر أسنان.

قام أطباء الأقضية التابعين لوزارة الصحة، وفق منسّق المشروع الدكتور حسام بيطار، بجمع المعلومات والمعطيات عن المراكز الصحية الموجودة في القضاء، مثل نوع الخدمات الطبيّة التي يقدّمها المركز، نوع المعدّات الطبيّة والأجهزة، تاريخ التسجيل في الوزارة، الملكية، رقم الهاتف، وغيرها. ثم نجح الأطباء، بواسطة أجهزة ونظام «تحديد الموقع العالمي GPS»، بتحديد النقطة الجغرافية للمركز على الخريطة بشكل دقيق وعلمي.
يساهم المشروع في تحقيق أهداف عدّة: جمع المعطيات الصحية إلكترونيا على الخريطة، تنظيم التراخيص للمنشآت الصحية، تفعيل جهوزية الوزارة والمعنيين خلال الكوارث الطبيعية والحروب والأوبئة، وتنظيم الاستجابة الصحية خلال الطوارئ، التحديث الدوري للمعلومات في شأن توزيع المراكز الصحية والخدمات التي توفّرها.
يشرح بيطار أن تلك الخريطة تبيّن الحاجات الصحيّة لسكان المناطق من خدمات ومراكز. إذ تستطيع الوزارة، بواسطة تلك الخريطة، تحديد حاجة السكان في منطقة معيّنة لمركز أشعة أو مختبر دم. وتساعد الخريطة في توزيع المراكز والخدمات والأجهزة بشكل علمي ومتوازن ومنظّم. فعلى سبيل المثال، تظهر البيانات أن عدد مراكز جراحة القلب المفتوح، وعدد أجهزة الأشعة المقطعية بالكمبيوتر (CT Scan)، وعدد أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) في لبنان مرتفع، بينما ينخفض عدد بعض المنشآت الصحية في المناطق البعيدة عن بيروت.
يوجب حصول مركز صحي على ترخيص، بناء على تلك الخريطة، توافر شروط أساسية، مثل تلبيته حاجة صحية في المنطقة، إذ لا لزوم لإنشاء مركز صحي متخصص في طب الأسنان في حال كان عدد المراكز كافيّا، فمن الأفضل بالتالي إنشاء مركز صحي يقدّم خدمة أخرى أو دمج الخدمات في مركز واحد. وتوجب الوزارة تحديد موقع المركز الجديد بواسطة «الجي بي أس» على الخريطة الجغرافية الصحية.
يضيف بيطار ان تلك الخريطة تسهّل حصول جميع الأفراد على الخدمات الصحيّة، وتنظّم توزيع المراكز نسبة إلى عدد السكان. يشكّل المسح الصحي بنك معلومات يرتكز عليه مشروع التغطية الصحية الشاملة، ويساهم في ترشيد الإنفاق المادي، ما يحدّ من الإسراف أو الإنفاق المادي غير المدروس.
يعتبر المشروع وسيلة أساسية لتطوير الإحصاءات الصحية في لبنان بشكل دقيق ومتكامل، إذ يمكن للمركز الصحي، من خلال النظام الإلكتروني المعمول به، أن يسجّل جميع المعطيات عن انتشار الأمراض مثل سرطان الثدي أو السكري وغيرهما.
يعمل القيّمون على المشروع، وفق بيطار، على تحليل جميع المعطيات الصحية التي تم جمعها في سبيل تحديد المؤشرات الصحية في لبنان نسبة لعدد السكان في مختلف المناطق.
يطلق وزير الصحة العامة علي حسن خليل نتائج المسح والأطلس الصحي في الفترة المقبلة. يضمّ الأطلس معلومات عن الخدمات الصحيّة المتوافرة في كلّ منطقة، ويوفّر معلومات في شأن المراكز الصحية (بنوك دم، تصوير أشعة...) الموجودة التي ستساعد مؤسسات عدة، مثل الجيش، على تسهيل مهمّاتها خلال الكوارث أو الحروب.