مشهد سوريالي في «يوم عيد المعلم»: من يتظاهر ضد من؟ ومن يهتف ضد من؟

تحوّل المهرجان الذي نظمته «هيئة التنسيق النقابية» لمناسبة «يوم عيد المعلم» في الأونيسكو يوم أمس إلى خطابي سياسي بامتياز، حيث شنّت فيه الحملات الانتخابية وأدلى كل طرف سياسي بدلوه وكال المحبة للهيئة في نضالها المستمر منذ سبعة عشر يوما من أجل إحالة سلسلة الرتب والرواتب إلى مجلس النواب.
من جهتهم، رفض الأساتذة أن يتحول عيدهم إلى منصة لتوجيه الرسائل بين الإطراف المتخاصمة، فبرزت سلسلة اعتراضات على الكلام الخطابي «الرنان»، ووصفوا ما يجري بأنه «حفل نفاق سياسي»، و«ووصمة عار على جبين هيئة التنسيق»، وبرزت اسئلة منها «لماذا لم نرهم معنا في الساحات، بينما كانوا ضدنا من خلف مكاتبهم؟». ولم يشأ الأساتذة أن يكون الاعتراض من داخل قاعة القصر فحسب، فاعتلى أحد الأساتذة المنبر قائلاً «هذا ليس مؤتمرا للانتخابات، شبعنا غزلاً... إذا كنتم معنا، فمن هو ضدنا، هل ميقاتي وحده ضدنا؟»، فيما انسحب عدد كبير منهم الى خارج القاعة.
ونتيجةً لذلك، تدخّل رئيس «رابطة اساتذة التعليم الثانوي» حنا غريب، ليطلب من الأستاذ النزول من المنبر والدخول الى القاعة، وتوجه إلى الحضور بالقول: «أعتذر من الضيوف الذين وجهنا لهم الدعوة، هذا واجبنا، وهذا حقنا، وهؤلاء نواب ووزراء شئنا أم أبينا، إلا أننا سنأتي بالسلسلة منهم وليس من القمر». وخلص الاحتفال الى توصية دعت إلى «عقد مجالس المندوبين لأساتذة التعليم الثانوي الرسمي في المحافظات يومي الجمعة والسبت المقبلين، وإعلان الثلاثاء يوماً لطلاب الشهادات الرسمية في لبنان حيث تقام اعتصامات أمام المناطق التربوية». (السفير، الأخبار، النهار، المستقبل 8 آذار 2013)