نشرت صحيفة النهار مقالا يلقي الضوء على توقيع الحكومة، قبل نحو أسبوعين من استقالة رئيسها نجيب ميقاتي في 22 آذار، وتحديداً في الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء يوم الثلثاء الواقع في 5 آذار 2013 على رخصتين، الأولى لإنشاء "جامعة العزم للعلوم والفنون" في طرابلس -التابعة لرئيس الحكومة المستقيل-، والثانية لصالح رهبانية القلبين الأقدسين وتقضي بإنشاء "معهد راهبات القلبين الأقدسين الجامعي للتكنولوجيا" في أدما.
وقد برر وزير التربية السابق حسان دياب انذاك الترخيص لكل من الملفين، عازياً أن كلاً منهما يستوفي الشروط القانونية ويلتزم التعهدات التي حددها مجلس التعليم العالي، علماً ان هذين المرسومين الصادرين يخضعان الى قانون تنظيم التعليم العالي الخاص الصادر في تاريخ 1961، فيما اعتبر البعض ان الخطوة تضرب بعرض الحائط الجهود الجبارة التي بذلت لإقرار قانون التعليم العالي الجديد والعصري والذي "يرقد" اليوم منسياً في ادراج مجلس النواب أو ينتظر جلسة عامة لإقراره.
وبعيداً عن البعد السياسي للتراخيص، ترى النهار ان المشكلة الحقيقية تكمن في زيادة عدد المؤسسات الجامعات الخاصة الذي تجاوز مجموعها الـ44 مؤسسة، علماً ان معظمها لا يستوفي الحد الأدنى من الشروط المطلوبة، وان عملية التراخيص باتت تعكس مدى توغل المحاصصة الطائفية والسياسية في الخريطة التربوية في لبنان.
والجدير ذكره انه، سبق ان تم ايضاً وبعيداً عن الاضواء، الترخيص لانشاء "جامعة فينيسيا الدولية" التابعة للجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين والتي ترأسها السيدة رندى بري، وذلك بتاريخ 10 تشرين الأول الماضي، وبموافقة كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي.
أما حالياً، فاللجنة الفنية تدرس ملفاً جديداً لجمعية المركز اللبناني للعلوم والثقافة والتراث التي تقدمت بطلب تأسيس جامعة باسم "الجامعة الأميركية في المتوسط"، والتي من مؤسسيها القاضي أنطوان سليمان، شقيق الرئيس ميشال سليمان. (النهار 29 اذار 2013)