Wednesday, 20 February 2013 - 1:12pm
نبأ «سارّ» لأهالي تلامذة المدارس الملتزمة بالإضراب: صارت المدرسةpart time (دوام جزئي). ليست هذه العبارة مزحة، بما أنها واقع يعيشه التلامذة وأهاليهم منذ أن انطلقت إضرابات المعلمين مطلع العام الدراسي، ولا بشرى عن نهايتها إلى الآن.
أمس، أعلن الإضراب المفتوح. صار التعطيل الدراسي مفتوحاً أيضاً. لا شيء سيوقفه. سيضرب التلامذة أياماً جديدة، تضاف إلى تلك الأيام السابقة وأيام التعطيل الرسمية. وما أكثرها. ومعهم، سيضرب الأهل عن دفع الأقساط؟ ربما.
المعادلة صعبة، ولكنها ستحصل عاجلاً أو آجلاً في المدارس الملتزمة بقرارات هيئة التنسيق النقابية، مثل «الليسيات» الفرنسية والمدارس الرسمية. فبعد أيام طويلة من التعطيل التي أصبحت تساوي أيام الدراسة، وقد تفوقها في الفترات المقبلة، استحال «الاستياء غضباً لدى الأهالي»، تقول سلمى، الأم الخائفة على مصير ابنتها من الرسوب في الامتحانات الرسمية. «كلّما قالوا إضراب مفتوح، تلجأ الأم إلى كتب ابنتها. تفلفشها». تضيف إلى جعبتها «الدروس التي طارت إلى الآن». تعرف تلك السيدة أنه مع المفتوح «يصعب التعويض»، فالسبت لن يعوّض عن الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة. أضف إلى ذلك إن هناك إشكالية في التعليم نهار السبت تحديداً «فهذا اليوم هو الوحيد للأمهات العاملات للبقاء مع أولادهنّ، هذا أولاً. أما ثانياً، فشو خصّو الولد ليتعلّم بنهار عطلته؟»، تقول شذا. لكن، هناك ما هو أسوأ من هذا كله، «من سيقنع الطالب بعد أيام التعطيل بأن غداً مدرسة؟». ترى السيدة أن ولديها «فقدا الانسجام الدراسي، بحيث لم يعد هناك روتين حياتي منظّم للدراسة». ومن تبعات هذا الروتين المفقود، «بات علينا بعد أيام التعطيل البدء من جديد مع الولد». هكذا، قلبت الإضرابات نظام الحياة كلياً. صارت العطلة مفتوحة طوال أيام الأسبوع، ليلتحقوا بالصفوف الإضافية في عطلة نهاية الأسبوع. لكن، مع رضى الأمهات بالتعويض أيام السبت، إلا أن أساتذة بعض المدارس، ومنها الليسيات، يرفضون التعويض، «وعندما نسألهم لماذا، يجيبون: لشو عم نعمل إضراب؟»، تتابع. وهنا، يأتي سؤال الأهل: «كيف التعويض إذاً؟ وماذا عن طلاب الشهادات الرسمية؟ ومن يعوّضنا الأقساط والزودات التي دفعناها؟».
كل هذه الأسئلة طرحت أمس في اجتماع لجنة الأهل في إحدى الليسيات الفرنسية الذي تعقده لاتخاذ خطوات لإنقاذ العام الدراسي.
وربما كانت الحال في هذه المدارس أصعب منها في المدارس الرسمية. ففي الليسيه «الأيام بمصاري، أنا أدفع على ولدي في المدرسة 11 ألف دولار أميركي، فإذا حسمنا أيام الإضرابات والمناسبات الرسمية اللبنانية والفرنسية أيضاً، بطلع دافع عن نصف عام دراسي»، يقول شادي، متسائلاً «شو بهدّ الأهل إلا مصروف المدرسة؟».
فلنبدأ من المصروف. هذا الذي يتعدى الأقساط إلى الزودات وخبريات الرحلات وغيرها «فحتى الآن، لا يزال الأهالي يرزحون تحت عبئها، بعد تقسيمها دفعات»، تقول عبير. من المصروف إلى التعطيل «الذي يثير اليوم غضب الأهالي». وهذا الغضب مرده إلى سببين أساسيين «أولهما أنه منذ بدء الإضرابات، هناك مواد توقّف تدريسها بسبب مصادفة ساعاتها مع أيام الإضراب، ومواد أخرى تدرّس ساعة من أصل ساعتين أو 3 مرصودة لها في الأسبوع»، تتابع عبير. أما الأزمة الكبرى هنا، فهي أزمة التعليم عند المدرّس اللبناني أو الآخر الفرنسي «فالفرنسي يكمل برنامجه بشكل طبيعي لكونه يلتزم بقرار دولته، أما الأستاذ اللبناني فملتزم بهيئة التنسيق، وهذا يحدث شرخاً بين طلاب المرحلة الواحدة: طلاب ملحقّين وطلاب مقصّرين»، تتابع. على أن الأزمات لا تقف هنا، فتلامذة هذه الليسيات سينهون إضرابهم المفتوح، ليضربوا أسبوعاً على «نية الثلج»، إذ من المفترض أن تبدأ عطلة الثلج لديهم الأسبوع المقبل.
على فكرة
في مقابل الإضراب المفتوح، فتح أهالي الطلاب في إحدى الليسيات الفرنسية جبهة المواجهة. وأمس، عقد هؤلاء اجتماعاً عاجلاً تمحور حول كيفية العمل على إنقاذ العام الدراسي لأبنائهم. وقد خرج المجتمعون بعد أكثر من ساعة من الوقت... والصراخ، متّفقين على نقطة واحدة وهي العمل على توقيع عريضة من أهالي الطلاب تقضي بامتناعهم عن دفع القسط الثالث لإدارة المدرسة في حال الاستمرار بالتزامها بالإضراب. وقد وقّع على العريضة «في أول دخولها» 150 عائلة.