Saturday, 23 March 2013 - 12:00am
حتى الآن لا تعلم أماني ماذا ستفعل مع عائلتها المشردة في الشارع منذ نحو أسبوعين. أماني النازحة من مخيم اليرموك، وهي أردنية الأصل ومتزوجة من فلسطيني. وتزامناً مع تفاقم الأزمة السورية، نزحت مع أولادها الأربعة وزوجها إلى الحدود السورية الأردنية، حيث لم يسمح لها الأمن العام بإدخال عائلتها، ولم يكن من السهل عليها العودة إلى سوريا بسبب شدّة القصف. اضطرت أماني للبقاء في الخيم التي نُصبت للنازحين السوريين على الحدود السورية الأردنية، لكنّها لم تتحمل الوضع هناك لوقت طويل، فقررت النزوح إلى لبنان، وفي بالها أن وضع النازحين فيه سيكون أفضل.
حضرت العائلة إلى لبنان، باحثة عن مأوى تسكنه. لكن سرعان ما وجدت نفسها في خيمة جديدة نصبها الفلسطينيون النازحون من سوريا لليوم العاشر على التوالي أمام مقر «الأونروا» في بئر حسن. ومن الخيمة هذه، تناشد أماني ملك الأردن عبد الله بن الحسين السماح لها بإدخال عائلتها إلى الأردن، حيث يمكن أن تجد لها مأوى، بدلاً من البقاء في الشارع. عشرة أيّام ولا جديد في خيمة الفلسطينيين النازحين من سوريا. بل على العكس، فمن المتوقع أن ينصب المعتصمون خيمة ثانية اليوم، بعد استمرار توافد العائلات إلى موقع الاعتصام بسبب عدم قدرتهم على إيجاد مكان يسكنون فيه. ما زال هؤلاء ينتظرون أن تتجاوب «الأونروا» لمطالبهم وأهمّها تأمين السكن، الطعام والطبابة. إلّا أن الأخيرة تنتظر مساعدات الدول المانحة، وهي ستقدم دفعة جديدة من المساعدات مطلع الشهر المقبل.
وانتقد عدد من المعتصمين تصرف «الأونروا» اللامبالي تجاههم، ولا سيّما مديرة الوكالة آن ديسمور «التي فصلت باب الوكالة عن مكان الاعتصام بالسواتر، كي لا نستعمل الحمام، ونضطر إلى اللجوء إلى مبنى مجاور قيد الإنشاء لهذه الغاية»، وفق أحد المعتصمين الذي يقول إن «ديسمور لا تتنازل لمقابلتنا، بخلاف المدير السابق للوكالة سلفاتوري لومباردو الشيوعي الذي كان يدعم مطالبنا»، مؤكداً أنه «لم يخرج احد للاطمئنان علينا حين أمطرت السماء وطافت الخيمة بالمياه».
من جهته، يلفت رئيس «مركز الأطفال والاخوة» محمد عباس، أن «ديسمور قابلت وفداً من أهالي المعتصمين أمس الأول ودعتهم إلى فك الاعتصام»، مؤكدة أنّها «تحاول إيجاد حل لقضيتهم». وأشار عباس إلى أن «المعتصمين خرجوا غاضبين من الاجتماع بعدما خاطبتهم ديسمور قائلة: دعوا من نصحكم بنصب خيمة أمام الأونروا يجد لكم مكاناً تسكنون فيه».
أضاف عباس إن «المركز، إضافة إلى مجموعات أخرى من المخيمات، تتولى مساعدة المعتصمين من خلال تقديم الطعام والفرش لهم». وأكدّ أن «خيمة جديدة ستٌنصب الأسبوع المقبل أمام المدخل الثاني للوكالة، في حال لن تتجاوب الأخيرة مع المطالب».
وزار المعتصمين أمام «الأونروا» وفد من «مركز التنمية الإنسانية» أعرب عن تضامنه وتأييده لمطالب المعتصمين المحقة، واستغرب تجاهل «الأونروا» هذه المطالب، خصوصاً بعد الأحداث الأخيرة التي تشهدها سوريا.
لبنان ACGEN السغير حقوق الفلسطينيين