Friday, 22 March 2013 - 10:41am
تجاوب الموظفون والأساتذة والمعلمون في القطاعين الرسمي والخاص، مع دعوة «هيئة التنسيق النقابية» في «يوم الزحف الكبير» إلى مفرق القصر الجمهوري، على الرغم من بعض المحاولات السياسية التي جرت لتعطيل الاعتصام، والدعوات التي وجهت عشية اليوم النقابي الموعود، لعقد الجمعيات العامة، بدلا من المشاركة في الاعتصام دفاعا عن حقوق الأساتذة والموظفين، في إعادة لتكرار سيناريو الاتحاد العمالي العام ومفاوضاته مع الحكومة وخروجه بعيد منتصف ليل الإضراب العام، من دون إبلاغ هيئة التنسيق.
وامتد جمهور هيئة التنسيق على طول الطريق المؤدي من مستديرة الصياد إلى مفرق القصر الجمهوري، ما شكّل، وفق عدد من المشاركين، أكبر حشد عابر للطوائف في لبنان، وأسقط الرهان على ضرب وحدة هيئة التنسيق. وأكد التفاعل الجماهيري في الاعتصام، رفض أي محاولة لدق إسفين بين مكونات هيئة التنسيق، بغض النظر عما إذا كانت السلسلة ستقر أم لا.
وكشفت مصادر نقابية لـ«السفير» ان الغاية من البلبلة التي حصلت عشية يوم «الزحف الكبير»، عبر إرسال رسائل نصية إلى آلاف المعلمين، لاستبدال الاعتصام بعقد جمعيات عامة، هدفت إلى إضعافه، وإظهار عجز الهيئة في حشد الجماهير، وان الكلمة هي للقوى السياسية، غير أن هذه التوقعات لم تأت ثمارها، فكانت حشود بشرية، لم يشهد لبنان مثيلا لها، شاركت بكل قناعة تحت راية هيئة التنسيق وقيادتها النقابية. ولوحظ مشاركة نسائية لافتة، حضرن للتأكيد أن لا معنى لعيد الأم العاملة من دون أن تنال حقوقها...
وسجل التزام بالإقفال في معظم المدارس الكاثوليكية في قرى ومناطق قضاء بعبدا تلبية لدعوة «نقابة المعلمين في المدارس الخاصة» وهيئة التنسيق. وشاركت لجنة المتابعة للعاملين في «الجامعة اللبنانية» مع كل الموظفين والأجراء والمتعاقدين والمدربين وحشد من الطلاب في اعتصام مبنى الإدارة المركزية للجامعة في المتحف، ثم انطلقوا في مسيرة من المتحف إلى مفرق القصر الجمهوري.
حشود ولافتات
على وقع الهتافات والأناشيد الشعبية المناهضة للحكومة والهيئات الاقتصادية، و«رجعنا الإنسان وضوينا سراجو... والظلم في لبنان حطمنا سياجو»، و«يا ميقاتي نشفت دمي وعرقي والسلسلة بدنا إياها اليوم»، ومئات اللافتات التي تطالب بإحالة السلسلة كاملة إلى مجلس النواب وضمن الالتزامات والاتفاقات السابقة، لا كما سرب عن طرحها في جلسة مجلس الوزراء بعد الظهر مجتزأة».
بدأ التجمع قبل ساعة من الموعد المحدد، عند الحادية عشرة قبل الظهر، واستهل بكلمة «رابطة التعليم الأساسي» ألقاها كامل شيا الذي قال: «لا تخافوهم، لا تخافوا رؤوس الهيكل. عندما طالبناهم بحقوقنا منذ 16 عاما كسروا أيديهم. هذه أموالنا... أحيلوا السلسلة كما أقريتموها في مجلس الوزراء مع هيئة التنسيق ولا تتراجعوا عن تواقيعكم». وحيا نقيب «المعلمين في المدارس الخاصة» نعمة محفوض جميع المعلمين في المدارس الخاصة وفي القطاع العام والمتقاعدين والقوى الأمنية والأسلاك العسكرية. وشكر رئيسي الجمهورية ومجلس النواب ميشال سليمان ونبيه بري على الجهود الذي بذلت من اجل وضع السلسلة بندا أول على جدول أعمال مجلس الوزراء، وقال: «إذا كانت الإحالة ستتم على أساس تمويلها من جيوب الفقراء، فلا نريدها من جيوب ذوي الدخل المحدود». وحذر من المساس بمكتسبات المعلمين التاريخية، ومن المس بتناقص ساعات التدريس، والدوام والمحسومات ونظام التقاعد والتدرج».
ووجه رئيس «رابطة موظفي الإدارة العامة» محمود حيدر، التحية لـ«أصحاب الرؤوس المرفوعة»، وقال: «تؤكدون أن لبنان لن يموت، انتم رمز السلم الأهلي في لبنان، ابقوا هكذا ليستمر لبنان. وتوجه الى المسؤولين بالقول: «ما تجرونه عبر الإجراءات الإصلاحية يظهر أنكم ترضخون للهيئات الاقتصادية». وقال: «لا تمولوا السلسلة على حساب الفقراء ولا على حسابنا، بل من جيوب الذين سرقوا البلد. لا تمسوا المعاشات التقاعدية... ولن نوافق على زيادة الدوام ووقف الترقي، كل ذلك تدمير للإدارة». وأكد أن الموظفين الإداريين خرجوا من القمقم كالمارد ولن يتراجعوا.
وأمام المد البشري، خاطب رئيس «رابطة التعليم المهني والتقني» إيلي خليفة المعتصمين وقال: «في هذا اليوم، لكم ربيعكم الزاهر ولهم خريفهم. ما فتئوا يشوهون السلسلة، ولكننا لن نقبل بما دون الالتزامات والتعهدات. يحاولون بعثرة الحقوق والمكتسبات ولكننا سنعيدها».
أضاف: «نهتف أحيلوها لكنهم ماطلوا. عالجوا الجرح ولا تغرزوا فيه السكين. نريدها سلسلة محقة من دون تشويه، وإما استدراج لمعركة نقابية جديدة وثورة جديدة تدك العروش إن مست بحقوق المعلمين والمتقاعدين. فليكن تمويلها من جيوب الأغنياء لا الفقراء».
وعلى وقع أصوات المعتصمين، الداعية له «الله معك يا حنا» وجه رئيس «رابطة التعليم الثانوي» حنا غريب ألف تحية طيبة إلى كل المعتصمين الذين لبوا نداء هيئة التنسيق رغم الضغوط، و«ألف شكر لمن انتصر لوحدة الهيئة وحماها رابطة رابطة وهيئة هيئة. فكنتم اليوم قلب هيئة التنسيق وصخرتها التي تتكسر عليها كل المواقف ومحاولات ضربها وشقها. ها أنتم اليوم موحدون أكثر من أي وقت مضى، تمر عليكم التجارب لكنكم تخرجون من كل الاستحقاقات أكثر قوة ومناعة. أنتم الأبطال والصخرة، القرار الحر النقابي المستقل الذي لا يقهر. أنتم اليوم في هذا الموقف الصحيح تبنون للبنان، لوحدته واستقلاله رأس حربة ضد الفتنة المذهبية والطائفية. لو لم يكن هناك سلسلة كنا اخترعنا ألف سلسلة لحماية وحدة الوطن واستقلاله ضد الفتنة».
أضاف: «عندما نطالب بإحالة السلسلة إنما نطالب كل الوزراء والمسؤولين وخصوصا الرؤساء سليمان وبري وميقاتي والوزراء ونقول لهم: هذا هو شعب لبنان، كونوا مسؤولين عنه ولبوا طلباته كما هي. ها هم الموظفون ينادونكم بالجباه المرفوعة، إنها كرامتهم تأبى عليهم أن يخضعوا لأي كان في هذا البلد، لن نركع لحيتان المال».
وتمنى على الوزراء «التصويت على السلسلة حتى نعرف الخيط الأبيض من الأسود، ولتكن المواقف معروفة للجميع».
تابع:« لن نغير مواقفنا. قلنا أحيلوا السلسلة حسب الاتفاقات. لكنهم تراجعوا ولم يحترموا تواقيعهم. وعلى طاولة مجلس الوزراء يطرح اليوم (أمس): خفض السلسلة 5 في المئة، التقسيط والتجزئة حتى 2016 والدرجات حتى 2018، الانقضاض على الحقوق المكتسبة، قانون التناقص في ساعات التعليم، زيادات المحسومات التقاعدية من 6 إلى 8 في المئة، فرض ضريبة على معاشات التقاعد، زيادة دوام العمل حتى الرابعة بعد الظهر. وقف التوظيف في الدولة. الانقضاض على المتعاقدين وعلى حقوقهم في عدم زيادة أجر الساعة لهم. فإذا أرادوا إحالة السلسلة وفق ما ينادون فليتحملوا هم المسؤولية، ولن تتحمل الهيئة، وسنتابع المعركة وفق قرار مجلس الوزراء».
وأوضح غريب أن «تنفيذ الاعتصام قبل الظهر وليس عند الرابعة من بعد الظهر مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء هو بادرة حسن نية وإفساحا في المجال أمام الوزراء للاستجابة للمطالب». وختم: «الأهل والطلاب عيناي، ولا أحد يمون علينا إلا التلامذة وأهلهم». ورأى رئيس «رابطة المتقاعدين في التعليم الثانوي» عصام عزام أن «الحكومة لا تخاف إلا من حملة السلاح الذين يقطعون الطرق. ولكن نحن سلاحنا القلم الذي بواسطته علمناهم وأوصلناهم الى مراكزهم، فغدروا بنا وحرمونا من حقوقنا المشروعة».
وفي الختام كانت كلمة تضامنية لطلاب الشمال، ألقاها الطالب أنس خضر وقال: «لا يمكننا أن نفهم كيف لهذه الحكومة أن تتجاهل مستقبل طلاب لبنان وحقوق المعلمين»، مؤكدا أن «أي مماطلة وتلاعب بموضوع الشهادات الرسمية خصوصا يعنيان القضاء على مستقبل لبنان بكامله».
وعلى وقع «باقين وعزيمتنا مش رح بتلين» ورفع علم لبناني كبير، انطلقت مسيرة من مفرق القصر الجمهوري صعودا في اتجاه المدرسة الحربية، ثم عادت نحو مستديرة الصياد، لتختتم بالدعوة لانتظار ما سيصدر عن جلسة مجلس الوزراء.
لبنان ACGEN اجتماعيات السغير حقوق نقابات