Friday, 8 March 2013 - 12:00am
تحول «يوم عيد المعلم» إلى مهرجان خطابي سياسي بامتياز، شنّت فيه الحملات الانتخابية، وأدلى كل طرف سياسي بدلوه، وكال المحبة لـ«هيئة التنسيق النقابية» في نضالها المستمر منذ سبعة عشر يوما من أجل إحالة سلسلة الرتب والرواتب إلى مجلس النواب. وأيد جميع الخطباء من فريقي 8 و14 آذار، هيئة التنسيق في طرحها ومواقفها، وحراكها، من خلف منبر «قصر الاونيسكو»، بعدما كانت هذه القوى غائبة عن ساحات الأساتذة والموظفين والمتعاقدين والمتقاعدين، طوال فترة الإضراب المفتوح.
ورفض الأساتذة أن يتحول عيدهم إلى منصة لتوجيه الرسائل بين الإطراف المتخاصمة، فبرزت سلسلة اعتراضات على الكلام الخطابي «الرنان»، ووصفوا ما يجري بأنه «حفل نفاق سياسي»، و«ظهر الكل أنه مع السلسلة»، وبرزت اسئلة منها «لماذا لم نرهم معنا في الساحات، بينما كانوا ضدنا من خلف مكاتبهم». وسألوا «إذا كان الجميع معنا، من هو ضدنا، هل هو (رئيس الحكومة) نجيب ميقاتي ضدنا فقط؟».
ولم يشأ الأساتذة أن يكون الاعتراض من داخل قاعة القصر فحسب، فأعتلى أحد الأساتذة المنبر وقال: «هذا ليس مؤتمرا للانتخابات، شبعنا غزلا... إذا كنتم معنا، فمن هو ضدنا، هل ميقاتي وحده ضدنا؟». وتابع: «21 آذار لن يبقى بلد... لقد شبعنا كذبا ونفاقا...».
وتدخل رئيس «رابطة اساتذة التعليم الثانوي» حنا غريب، ليطلب من الأستاذ النزول من المنبر، وتوجه إلى الحضور بالقول: «أعتذر من الضيوف الذين وجهنا لهم الدعوة، هذا واجبنا، وهذا حقنا، وهؤلاء نواب ووزراء شئنا أم أبينا، إلا أننا سنأتي بالسلسلة منهم وليس من القمر...».
وخلص الاحتفال الى توصية دعت إلى «عقد مجالس المندوبين لأساتذة التعليم الثانوي الرسمي في المحافظات يومي الجمعة والسبت المقبلين، وإعلان الثلاثاء يوما لطلاب الشهادات الرسمية في لبنان حيث تقام اعتصامات أمام المناطق التربوية».
المهرجان
استهل المهرجان الخطابي لهيئة التنسيق، بدخول علم لبناني كبير، طاف به الأساتذة، في داخل قاعة القصر، التي غصت بالحضور، جلوسا ووقوفا، للدلالة على الوحدة اللبنانية، ثم دخل رؤساء روابط هيئات الأساتذة والمعلمين والموظفين، المكونين لهيئة التنسيق، على وقع التصفيق، في حين رفعت لافتة كبيرة بعنوان «يوم عيد المعلم، يوم للتضامن مع هيئة التنسيق النقابية من أجل إحالة سلسلة الرتب والرواتب إلى مجلس النواب حسب الاتفاقات والتعهدات».
بداية، توجهت مارتا دحداح باسم «رابطة التعليم الثانوي» إلى السياسيين بالقول: «انتم تزرعون القيم الثورية داخل كل لبناني محبط يحلم بوطن جميل. لقد استنهضتم هممنا بتجاهلكم، شكرا لكم، بفضلكم زدنا عددا. لن نسكت بعد اليوم، انفجر الغضب، لن نسكت بعد اليوم، إنها معركة وطن يريد شعبه أن ينهض به...».
وأكد رئيس «رابطة التعليم الأساسي» محمود أيوب، باسم هيئة التنسيق الاستمرار في الإضراب المفتوح حتى إحالة السلسلة، وفق الاتفاق بين هيئة التنسيق واللجنة الوزارية، وحفظ حقوق المتقاعدين ومكتسباتهم وإنصاف المتعاقدين والأجراء». وشدد على أن «الهيئة أثبتت استقلالية قرارها وحرية حركتها». وحمّل الحكومة مسؤولية كل يوم من أيام الإضراب، مشددا على أن «لا امتحانات رسمية قبل إتمام البرامج الدراسية».
وكرر وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب المواقف التي سبق وعبّر عنها وتتمثل في تأييده لوضع سلسلة جديدة للرتب والرواتب تشمل جميع موظفي الدولة والعاملين فيها من بينهم «نحو 26 ألف معلم في القطاع الرسمي وحده، يضاف إليهم المعلمون في القطاع الخاص».
وتمنى وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي ممثلا كتلة «جبهة النضال الوطني»، لو حصل المعلم على حقوقه بما يحفظ كرامته، وقال: «إن تجربة هيئة التنسيق في هذه المرحلة بالذات هي التجربة المشرقة الأولى منذ اندلاع الحرب في لبنان ولذلك هي أمانة ومسؤولية بأن نحافظ عليها»، داعياً الى «إعادة إحياء الحركة النقابية على أسس سليمة ولرؤية جسم نيابي متماسك فاعل».
وقال عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي بزي «ليس جديداً على كتلتنا الانحياز التام إلى جانب هيئة التنسيق، معلمين أو متقاعدين وأجراء وموظفين»، متوجهاً إلى هيئة التنسيق قائلاً: «سمعنا كلاماً كثيراً ولكننا نشد على أياديكم، هذا الوطن هو وطنكم والدم دمكم والحق حقكم والسلسلة هي سلسلتكم ويجب أن تحال إلى مجلس النواب».
وعايد عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب نوار الساحلي المعلمين بعيدهم «ولو كان فيه غصة»، آملا أن «تتحقق مطالبهم في اقرب وقت». ودعا إلى «إحالة السلسلة الى مجلس النواب وألا يعتبر أحد أن هناك غالبا ومغلوبا، فالمطالبة بالحق واجب ومن يطالب به فهو منتصر».
ورداً على الاعتراضات التي صدرت من عدد من الأساتذة على المهرجان الخطابي السياسي، أشار النائب سيمون أبي رميا ممثلا «كتلة التغيير والإصلاح» إلى أن كلمته لن تكون سياسية، وشكر هيئة التنسيق ردا على شكرها للسياسيين «شكرا لكم لأنكم أخرجتم الطبقة السياسية من حالة العفن التي تتصدع فيها». وقوطع أبي رميا عندما بدأ بالحديث عن الأملاك البحرية و«الهيئة العليا للإغاثة» بالقول: «شبعنا حكي»، ورد «نحن كمان شبعنا حكي، لا تحكوا عن الكل، إنهم سارقون ومشاركون في الجريمة بحقكم»، فحصل عندها هرج ومرج.
وتوجه المنسق العام لقطاع التربية والتعليم في «تيار المستقبل» نزيه الخياط للمعلمين في عيدهم، بالقول: «أنتم في أوج تحرك نقابي قل نظيره في هذا الزمن الرديء الذي يمر به وطننا لبنان. إن التفافكم حول هيئة التنسيق كونها تعتبر خط الدفاع الأخير عن نضالكم واستقلاليتكم، وبعيدة كل البعد عن التجاذبات السياسية والطائفية والمذهبية».
وأكد النائب مروان فارس ممثلا كتلة «الحزب السوري القومي الاجتماعي»، أن «قضيتكم هي قضية جميع الوطنيين اللبنانيين ومجرد إحالة السلسلة الى مجلس النواب يعني إقرارا لها».
وهنا حصل تململ في صفوف الحضور احتجاجا على كثرة الخطابات السياسية والتطرق الى مواضيع غير السلسلة.
واعتبر العميد وهبة قاطيشا ممثلا «القوات اللبنانية»، أن «عيد المعلم هو عيد الشعب اللبناني كله»، وقال: «أخرجوا حنا غريب من الشارع قبل أن يتحول الى (ليخ) فاليسا».
وأعتبر الأمين العام لـ«لحزب الشيوعي اللبناني» خالد حدادة، أن كل فرد من أفراد هيئة التنسيق ليس فاليسا، بل لولا (الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا) الذي أصبح جمهورية، وجمهوريتنا هي جمهورية فساد».
ودعا إلى «عدم الخضوع لمنطق الاحتيال والتأجيل»، وقال: «لا نضمن أن هذه الطبقة السياسية ستبقي بلدنا بخير حتى 21 آذار لذلك لا مطالب إلا مطلب واحد: أحيلوها». وختم: «فلتحل السلسلة وبعدها نحاسبكم على التمويل».
وسأل مجيد العيلي ممثلا «حزب الكتائب»: «من يعارض السلسلة حتى الآن؟». وأجاب: «الكل يؤيدها خارج مجلس الوزراء ويعارضها داخله». ولفت الى أن «عيد المعلم هذا العام هو عيد المعلم الحقيقي».
واتهم سليم مصلح ممثلا «الحزب الوطني الديموقراطي اللبناني» الحكومة بـ«الانحياز والرضوخ للهيئات الاقتصادية»، وأعلن دعم هيئة التنسيق «في كل تحركاتها».
وألقى رئيس مجلس الأهل في «ثانوية زاهية سلمان» حسين المولى، والطالب عمر عثمان باسم طلاب لبنان، وثريا هاشم باسم «الهيئات النسائية»، أكدوا فيها الوقوف إلى جانب هيئة التنسيق.
لبنان ACGEN اجتماعيات السغير تربية وتعليم