اظهرت الدراسة التي اعدّها الأستاذ المشارك في السياسة والإدارة الصحية في كلية العلوم الصحية في "الجامعة الأميركية" في بيروت، فادي الجردلي، والمتعلقة بثقافة سلامة المرضى في لبنان، ضعف اداء لبنان في كثير من المجالات المتعلّقة بسلامة المرضى، ولاسيما في ما يختص بالردّ غير العقابي على الخطأ الطبي، وعدم جود عدد كافٍ من العاملين الصحيين، والمستوى المتدني للتواصل مع المرضى، وضعف سياسات تعزيز سلامة المرضى.
وبحسب الدراسة التي شارك فيها 68 مستشفى و6807 اشخاص يعملون في تلك المستشفيات، ومتوزعين على النحو التالي: 3934 ممرضاً (57,8%)، 251 طبيباً (3,7%)، 69 صيدلياً (1%)، 930 تقنياً (13,7%)، 115 مسؤولاً عن الجودة والسلامة (1,7%) و204 موظفين اداريين (3%)، اعتبر 81,7% من الكوادر الطبية والموظفين، أن الأخطاء الطبية تُستعمَل ضدّهم، كما تخوّف 82,3% من أنّ هذه الأخطاء، حتى لو لم يكونوا المسؤولين عنها بل جاءت نتيجة ضعف في إدارة الخدمات الصحية والنظام الصحي، تُحفَظ في ملفّاتهم الشخصية بدلاً من استعمالها من أجل الدفع نحو التغيير. وقد أشار أقل من 40% من المشاركين في الدراسة إلى توافر عدد كافٍ من الموارد البشرية في أماكن عملهم للنهوض بأعباء العمل، وبينما يعمل 66،9% من كوادر الطواقم الصحية لساعات طويلة، في حين يرغم 72،7% على القيام بأمور كثيرة بسرعة كبيرة عندما يتعرّضون لضغط شديد في العمل. وقد توصلت الدراسة الى تحديد الكثير من المشاكل الاخرى، لاسيما النقص في تبادل المعلومات عبر الأقسام والوحدات داخل المستشفى، وذلك وفقاً لما ورد على لسان 72،6% من المشاركين. واضافت الدراسة، ان 38,9% فقط من الكوادر الطبية يُفصحون علناً عن الاخطاء لدى اكتشافهم الاشياء التي يمكن ان تؤثر سلباً في رعاية المرضى، بينما يخشى 43.1% طرح الاسئلة عندما يشعرون بأن هناك خللاً او خطأ ما. كذلك اعتبر اكثر من 60% ان الاخطاء لا تحصل بالصدفة، واجاب نحو 60% انه لا يتم التبليغ عن الاخطاء الطبية.
وخلص الجردلي في دراسته الى ان "ثمة حاجة ماسة بأن يضع صانعو السياسات الصحية والعاملون في مجال الرعاية الصحية، اجراءات موحدة قابلة للمقارنة لتقويم اداء المستشفيات والمؤسسات الصحية ورصده، بما في ذلك الممارسات المتعلقة بسلامة المرضى، وإلا سيظل عدد كبير من المرضى يفتقد الى السلامة والامان، ويبقى المسؤولون عن رعايتهم غير خاضعين للمساءلة".