Saturday, 27 April 2013 - 12:00am
سبعة في المئة من تلامذة لبنان هم من ذوي الصعوبات التعلمية، يحتاجون إلى الرعاية والاهتمام، ويعانون بسبب رفض معظم المدارس استقبالهم ولصعوبة إيجاد مدارس لديها برنامج دامج وأقساطها معقولة وعلى مسافة قريبة من مكان السكن. وإذا وجدت المدارس المتخصّصة يتكبّد الأهل العناء الشديد ويضطرون إلى دفع مبالغ طائلة تصل إلى ملايين الليرات لأن معظم الحالات تتطلّب تدخّل أكثر من اختصاصي، ولأن الأقساط ترتفع في حالة هؤلاء بنسبة قد تصل إلى 40 في المئة (بين 5 آلاف و10 آلاف دولار أميركي سنويا).
ومن اللافت أنّ هنالك عددا من المبادرات التي تعمل على تحقيق الدمج المدرسي لذوي الاحتياجات الخاصة، وفقًا للمعايير الدولية. في القطاع الرسمي مثلا، أطلقت وزارة التربية العام 2005 «مشروع الدّمج المدرسي» لتقديم مدارس نموذجية دامجة وإنتاج «سياسة وطنية للدمج». وأصدرت وزارة التربية قرارا يقضي باعتماد خمس مدارس حكومية لمدة تجريبية خلال السنة الدراسية 20112012 في صفوف الروضات والحلقتين الأولى والثانية، بنسبة 15 في المئة، كحدٍّ أقصى داخل كل صف. وبادرت وزارة التربية إلى تأليف لجنة مهمّتها تكييف البرامج التعلمية وتنظيم الامتحانات الرسمية لتتلاءم ومختلف أنواع الصعوبات والإعاقات التعلمية.
وفي شباط 2012 أطلقت وزارة التربية الخطة الوطنية لدمج ذوي الحاجات الخاصّة في التعليم الرسمي. وفي القطاع الخاص، عمد عدد من المدارس إلى مبادرات تهدف إلى دمج ذوي الإحتياجات الخاصة، بمن فيهم ذوو الطاقات التعلمية المختلفة.
ومن باب دعم وتقوية تلك المبادرات، ودفع مسيرة تخفيف المعاناة، تشارك «المركز التربوي للبحوث والإنماء» و«المركز الثقافي البريطاني» و«مركز سكيلد» (أولاد أذكياء ذوو فروقات تعليمية)، بإطلاق اليوم الوطني للتلامذة ذوي الصعوبات التعلمية والذي حُدّد في 22 نيسان، و«المشروع الوطني لدمج ذوي صعوبات التعلم في المدارس الرسمية».
وأوضح منسق المشروع ومدير «مركز سكيلد» الدكتور نبيل قسطه، أن الهدف من اليوم الوطني هو توعية الأهل والمجتمع المحلي على ثقافة الدمج التربوي، وأهميته وكيفية تطبيقه للتلاميذ الذين يعانون صعوبات تعلمية، وحث المؤسسات التربوية الخاصة على إيلاء الموضوع عناية خاصة من أجل تجنيب التلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلمية المعاناة بسبب إما الرسوب أو البحث عن مدرسة تقبل استيعابهم وتقديم التربية المختصة لهم. وأشار لـ «السفير» إلى أن أكثر من سبعين ألف تلميذ في لبنان لديهم حاجات خاصة، وهؤلاء يحتاجون للرعاية وليس للشفقة، على أن يتم إيجاد مناهج تربوية موحدة، وليس متفرقة كما هو حاصل، وهذا ما يعمل من أجله المركز التربوي للبحوث.
ولفت إلى أن الحديث يكثر عن «الدمج»، في حين أن الواقع يؤكد أنه من الصعوبة تطبيق الدمج من دون التحضير الجيد للأجواء. وانطلاقا من الخطة التربوية التي وضعها المركز التربوي لذوي الحاجات الخاصة، ستكون بداية العمل. ويدعم «سكيلد» المركز التربوي بالخبرات التي اكتسبها في المدارس الخاصة، ونقلها إلى المدارس الرسمية، مشيرا إلى أن عملية مسح المدارس قد بدأت في عدد من المدارس الرسمية. وتوقع قسطه من خلال تعاون المراكز الثلاثة (التربوي، والثقافي البريطاني، وسكيلد)، أن يصار في غضون خمس أو ست سنوات الى تدريب جميع اساتذة التعليم الرسمي.
وقد أعلن وزير التربية حسان دياب، في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في الوزارة أمس، عن إطلاق المشروع، بحضور المدير العام للتربية فادي يرق، ورئيسة «المركز التربوي للبحوث والإنماء» الدكتورة ليلى فياض، وعدد من أركان وزارة التربية، ومديرة «المجلس الثقافي البريطاني في لبنان» باربرا هويت، وسفير الأمم المتحدة للنيات الحسنة الفنان راغب علامة، ووفد من اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة برئاسة الأب بطرس عازار، وعدد من الخبراء في حقل التربية المختصة، وممثلين عن المجتمع المدني.
ورأى دياب أن التلامذة ذوي الصعوبات التعلمية قادرون على التعلّم إذا ما كان هنالك بين التربويين في المدارس من يدرك ما هي هذه الصعوبات وكيف يجب التعامل معها حتى يتمكن التلميذ من أن يتعلم ويكمل المراحل الدراسية كافة. وشدد على أن الدمج هو حق أساسي من حقوق الطفل خصوصا التلامذة ذوي الصعوبات التعلمية وتحقيقه ليس مستحيلا، إنما يحتاج إلى التخطيط وتهيئة الكوادر البشرية المختصة وإلى التوعية.
وأوضحت هويت أن المجلس وجد في لبنان من أجل تقديم الدعم على صعيد الثقافة وفي مجال التربية، وهو يعمل على موضوع الدمج من منظور بريطاني، ومشاركة خبرات الاختصاصيين البريطانيين في مجال الدمج والتربية المختصة مع الاختصاصيين التربويين في لبنان. ووعد علامة بتقديم ما يتيسّر له من دعم لذوي الحاجات الخاصة وذوي الصعوبات التعلمية، إن كان ماديا أو معنويا. وقال: «أنا من اليوم أعتبر نفسي سفيرا لقضية التلامذة ذوي الصعوبات التعلمية».
لبنان ACGEN اجتماعيات السغير حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة