حكاية كوخ صار مدرسة

Friday, 19 April 2013 - 11:21am
متوسطة نجاة حمزة
يوم تسلمت نجاة نسيب حمزة إدارة «متوسطة الهلالية الرسمية» في المتن الأعلى، في 20 تشرين الأول 1996، لم يكن ثمة مدرسة في البلدة، إنما مجرد بناء مؤلف من أربع غرف لحقت به أضرار كبيرة من جراء الاحتلال الإسرائيلي (1982- 1983)، فاضطرت وقتذاك إلى اقتراض بعض الطاولات من الاهالي لتبدأ العام الدراسي الأول مع 34 تلميذاً. وأبعد من ذلك اضطرت مع تطور المدرسة في السنوات التالية إلى تحويل «كوخ المرطبات» إلى صف لتستوعب التلامذة الوافدين. وتمكنت المدرسة من أن تحقق نسبة نجاح مئة في المئة في الشهادة المتوسطة، وتتفوق أيضاً بمعدلات النجاح المسجلة على مستوى لبنان كمستوى علامات على المواد الدراسية كلها.
«بدأنا من صف الروضة إلى الرابع ابتدائي، وكل سنة كنا نزيد صفاً حتى وصلنا إلى صف البروفيه»، تقول حمزة. وتضيف: «لدينا في العام الدراسي الحالي 186 طالباً وطالبة».
وعرضت لانطلاقة المدرسة يوم اضطرت إلى «إقفال شرفتين وتحويلهما إلى صفين وبناء ثلاث غرف جديدة من صندوق لجنة الاهل. وقمنا بتسوية الملعب وصبه بالاسمنت».
وتتذكر «كوخ المرطبات»: «كان لدي 14 تلميذاً في الابتدائي الثالث، ولم يكن البناء يتسع فوضعت في الكوخ طاولات صغيرة للتلامذة وطاولة للمعلمين. وظلّ الكوخ أربع سنوات يستخدم صفاً». وقالت: «في تلك الفترة كان وزير التربية عبدالرحيم مراد ومدير المنطقة التربوية في جبل لبنان غابي قسطون ودعوتهما إلى المدرسة وشاهدوا أنني أعلم في كوخ، وهناك وثائق في بعبدا تؤكد ذلك. وكما ترون في هذا المكتب شهادات تنويه كثيرة بالمدرسة من المسؤولين التربويين في الوزارة، ونحو عشرة تنويهات من مديرية المنطقة التربوية».
وتروي باعتداد عن حصول المدرسة على شهادة تنويه من مديرة التعليم الابتدائي في الوزارة سيدة شارلوت مقدسي لتحقيقها نسبة نجاح في الشهادة المتوسطة مئة في المئة في العامين الدراسيين 2007-2008 و2009-2010»، ولفتت إلى «أنه في العام الدراسي الماضي احتلت مدرستنا المرتبة الأولى في لبنان في معدلات المواد التعليمية ولم يرسب تلامذتنا في أي من هذه المواد».
وتمكنت المدرسة من استقطاب التلامذة من «قرى بعلشميه، العبادية، شويت، رويسة البلوط ومدينة عاليه». ولكن «لا يمكننا استقبال أعداد أكبر من الطلاب، لأننا نراعي عدد الغرف وحجمها».
وترى أن «المدرسة الرسمية بحاجة إلى أساتذة كفوئين بخبراتهم وأخلاقهم وأن يكونوا يداً واحدة وفريق عمل واحد مع الإدارة لتتمكن من التصدي لمن ينظر إلى المدرسة الرسمية وأساتذتها وتلاميذها نظرة دونية، بالرغم من أن اساتذتها يعلمون في المدارس الخاصة وجميعهم من حملة الشهادات والإجازات». وقالت: «نحن عائلة واحدة وكان معظم المعلمين متعاقدين باستثنائي أنا والناظرة يمنى الدنف. والآن لدينا أحد عشر معلماً مثبتين».
«ما ميّز تجربتنا»، تقول، هو «احتضان المجتمع الاهلي بمخلتف توجهاته. فنحن المدرسة الوحيدة التي لم تحصل على مساعدات مالية من أي جهة لأن الهلالية لا يوجد فيها مجلس بلدي. هناك مبلغ 70 الف ليرة للجنة الاهل ومن خلال ما يتجمع لدينا من مال تمكنا من اضافة غرف وإنجاز الملعب واستئجار صفوف الروضات».
طبق أساتذة المدرسة المثل القائل، وفق حمزة، «المعلم الناجح ليس من يشكو بأن ليس ثمة وسائل إيضاح وإنما من يبتكر وسائل الإيضاح. فقد احضرنا كثيراً من وسائل الإيضاح التي كنا نصنعها كتلامذة وأساتذة». وتؤكد «أننا نتابع تلامذتنا في دراستهم الثانوية ومعظمهم في ثانوية العبادية الرسمية». وقالت: «طالبتنا أريج ابو شقرا، تابعت دراستها من صفوف الروضة وحصلت أخيراً على منحة من الجامعة اللبنانية لمتابعة دراسات عليا في فرنسا في اللغة الفرنسية ومعظم طلابنا حققوا نتائج مهمة في جامعاتهم».

لبنان ACGEN اجتماعيات السغير تربية وتعليم