Monday, 8 April 2013 - 12:00am
تشرشل وبيكاسو واينشتاين ودافنتشي عظماء عانوا ما عانوه من الإضطرابات التعليمية، إلا أنهم رغم ذلك أبدعوا وتميّزوا بنجاحهم الباهر، حتى دخلوا التاريخ! الا ان هذه الإضطرابات لا تنتج عن تأخّر عقلي أو اضطراب نفسي أو حسي أو خلل في الإنخراط الإجتماعي بل هي تكوينية، يعاني من 6% إلى 8% من سكان العالم منها. والنتيجة رسوب في الدراسة و هنا بيت القصيد من سلسلة معاناة متراكمة عند الاهل دون توقف.
الوراثة قالت كلمتها
تتفاقم الاضطرابات التعليمية خصوصا" عند الطفل، فيصبح عاجزاً عن التعلّم ويعاني عسراً في القراءة والكتابة، فضلاً عن التأخّر اللغوي واضطراب في الخط وعسر في الحساب والمنطق والحركة. وهذه المشكلة تزداد في بعض الدول و لبنان خاصة ، حيث لا يتوافر لهؤلاء الأطفال فرصة التشخيص المبكر أو حتى المتابعة الدقيقة، ما يزيد حدّة الاضطراب لديه و احتمالات الفشل المدرسي، من دون أن ننسى ضرورة أن تشمل المناهج التعليمية هذه الفئة من الأطفال، لمساندتهم. فآخر الدراسات تشير عن ان ثمة جين وراثي مسؤول عن الإضطرابات التعليمية، خصوصاً عند زواج الأقارب، وهو يظهر بنسبة عالية عند الذكور أكثر من الإناث. بعدما اظهرت الدراسات أن 60% من الأطفال الذين يعانون إعاقات تعليمية لديهم آباء أو أشقاء يعانون من المشكلة نفسها، بينما تتكرّر لدى 25% منهم هذه المشكلة لدى أحد أقاربهم. وهناك دليل آخر على تدخّل الوراثة في الإعاقات التعليمية، إذ أوضح البحث الذي أجري على التوائم أن 50% من غير المتطابقين منهم يعانون من الإعاقة نفسها، في حين أن 70% من المتطابقين لديهم الإعاقة ذاتها. بالمقابل، فقد أثبتت دراسة علمية اخرى أن بعض الأسباب تعود ايضا" إلى عوامل غير معروفة، فضلا" عن الظروف المنزلية والمدرسية التي تلعب دوراً هاماً في تحديد ما إذا كانت تلك الإعاقة بسيطة أم أنها قد تتحوّل إلى إعاقة حقيقية معطّلة. وفي هذا الإطار، اكدّ الإختصاصي في العلاج النفسي الحركي الدكتور جان ميشال باريل:" بأن "الأسباب متعدّدة، بعضها ذات منشأ عصبي، المواد الكيميائية السامة المسبّبة للتشوّهات والتغييرات أثناء الحمل وبعد الولادة كإصابة الأم بالحصبة الألمانية أو تناولها للمواد المخدّرة أو الأدوية أثناء الحمل أو وراثية، فيما بعضها الآخر هو عبارة عن إصابات دماغية أثناء الولادة، تأخّر في النمو، اضطرابات حسية". بينما المنظّمة الأميركية للنطق واللغة والسمع تعتبرأن اضطرابات التعلّم التي يكون سببها عسر لغوي في الناحتين اللفظية والكتابية، أي حين يشخّص الطفل بأن لديه صعوبة تعلّم محدّدة إذا ما كان معدّل نضوج اللغة لديه يبلغ حوالي 12 شهراً أي أقل من عمره الزمني، لا ينتج عنها ضرورة اضطرابات حسية أو ذهنية أو خلل في السلوك.وتبرز مشكلات اللغة لدى الأطفال ذوي صعوبات التعلّم، كصعوبة في فهم المفردات واستخدام قواعد اللغة بشكل سليم وسرد القصص وفهم القراءة والكتابة كبناء نص أو جمل أو ضعف في التهجئة وضبط كتابة الكلمات، من دون أن ننسى الضعف في الخط والحروف المكوّنة بطريقة رديئة، مع مسافات غير متناسبة بين الحروف وخلط بين خط النسخ وأخطاء في استخدام تشكّل الحروف.
"الديسلكسيا" الاكثر انتشارا"
فمن بين الاضرابات التعليمية الاكثر انتشارا" الا و هو الديسلكسيا عند الاطفال هذا ما لمسناه عند معاناة الاهالي الذين ضاقوا ذرعا" خوفا" على مستقبل اولادهم خصوصا" و ان هذه المشكلة تعيق اولادهم في الكسب الدراسي .فمصدر الديسلكسيا من أصل يوناني استحدثها رودولف برلين عام 1800 وتعني صعوبة في القدرة على القراءة في العمر الطبيعي، وهي ليست نتيجة تدنٍ في الذكاء، إنما تعني صعوبة في القراءة والكتابة بما يتفاوت مع مستوى الذكاء والقدرة العقلية." وتبدو هذه المشكلة لدى حوالي 10% من الأولاد، ويعاني منها الذكور نتيجة عدم التوازن في مركز اللغة في الدماغ أي عدم الفعالية بالربط بين القسم اليمين والقسم اليسار للدماغ، حيث تكون خلايا الدماغ مركّبة بشكل مختلف عن باقي الأولاد. فهي تتكاثر في المجتمعات المكتظّة بالسكان وفي المناطق الفقيرة." على حد قول الاختصاصية في الامراض النفسية الدكتورة نازك الخوري.
دور المعلّم اساسي
هنا تترتّب صعوبة على المعلّمين في التعامل مع هؤلاء الأطفال، خصوصاً من تتجاوز أعمارهم الست سنوات، وأحياناً ينعتونهم (ولو عن غير قصد) بالكسالى! مع العلم انه يجدر بالمعلّم أن يتبع التعليمات التالية: كدعوة هذا الطفل إلى الجلوس في الصف الأمامي. و التكلّم معه بوضوح. ومنحه وقتاً إضافياً عن بقية الأولاد لإنجاز المهام الكتابية والمشاركة في الأمور الشفهية قدر الإمكان، من دون إثقال كاهله بالواجبات المنزلية.
ضرورة التقويم
بالمقابل، إن أبرز الحالات التي تستدعي تقويم النطق تتمثّل في اضطرابات اللفظ، التي يبدأ علاجها في مرحلة الطفولة. التأخّر في الكلام أو في النطق لدى الأولاد "التأتأة" التي تبدأ عادةً في سنوات الطفولة، وتظهر بصورة واضحة عند الانفعال. عدا صعوبة في القراءة والكتابة خلال السنوات الدراسية الأولى. واضطرابات التحليل والمنطق والرياضيات. فضلا عن صعوبة في التركيز والإفراط في الحركة حيث يتمّ العلاج في عيادة خاصة أو في مؤسّسة لتقويم النطق، ويشمل فريقاً من الإختصاصيين كالمعالج النفسي والمعالج الفيزيائي ومعالج الحركة، فضلاً عن المرشد الإجتماعي. كما ويستغرق العلاج جلسات عدّة، تمتدّ كل واحدة منها على أربعين دقيقة، علماً أن المدّة العلاجية تختلف بين حالة وأخرى وفقاً لنوع الإضطراب وحالة المريض وسنّه. والجدير ذكره انه ينصح الأهل بعدم منع الأطفال الذين يعانون من التأتأة أو اضطرابات في اللفظ من متابعة الكلام، أو تتمّة الجملة نيابة عنهم. أما بالنسبة إلى دور المدرسة، فيتمّ التنسيق عادة بين الفريق المعالج والمعلّمين لمراعاة وضع التلميذ الذي يعاني من مشكلات النطق كعسر القراءة أو الكتابة، على سبيل المثال. وكذلك، يطلب من المعلّمين مراعاة الوضع النفسي للطفل ومنع رفاقه من توجيه النقد أو الملاحظات الساخرة بحقّه.
ACGEN اجتماعيات الديار تربية وتعليم