Tuesday, 28 May 2013 - 10:27am
مركز البحوث التربوية يُصدرها... ووزارة التربية لم تبتّها بعد
جديدة بنظامها وسبل تعلّمها، ولا تشبه الشهادات المعتمدة في بلدنا. إنها شهادة البكالوريا العربية الدولية الـ (IAB). شهادة بدأ تطبيقها في عام 2010، في مجموعة مدارس خاصة حازت اعتماد مركز البحوث التربويّة، وتنتشر في لبنان، الأردن، مصر والسعوديّة، على أن يعمّم التطبيق في عدد أكبر من المدارس المعتمدة في هذه الدول وغيرها، وفق تقديرات رئيس مجلس إدارة مركز البحوث التربوية حبيب صائغ.
ما هي هذه الشهادة؟ ماذا يميّزها عن اللبنانية والفرنسية ومن يعترف بها ما دامت وزارة التربية اللبنانية لم تبت في شأنها بعد؟
"إنها من أهم الشهادات التي تؤهل حامليها لدخول أي جامعة في العالم". هكذا استهل ابرهيم أبو هلّون، مدير مشروع شهادة البكالوريا العربية الدولية (International Arab Baccalaureate) في مركز البحوث التربوية حديثه لـ"النهار"، مستفيضاً في الكلام عن أهمية هذه الشهادة ومفهومها، "فهي شهادة جديدة، ذات مستوى رفيع، تُمنح للتلامذة الذين ينهون التعليم الثانوي العام في إحدى المدارس المعتمدة في العالم العربي، وترتكز على خبرة المركز في تطوير المناهج الدراسيّة والقياس التربوي في العديد من الدول العربيّة".
وأطلقت فكرة شهادة الـ(IAB) كفكرة شهادة مشتركة موحدة بين الدول العربية المختلفة انطلاقاً من مركز البحوث التربوية".
ويرى صائغ أن هذه الشهادة تعمل على تجاوز عقبتين كبيرتين لهما علاقة بالتعليم: تكمن الأولى لدى إجراء التلميذ بحوثه الدراسية في الدول العربية وغيرها، ما يدل الى أن نجاحه في الشهادات الرسمية أو في الامتحانات المدرسية حصل من دون اظهار هذا النجاح، ومعبّراً عن حقيقة مدى تعلّمه وفهمه للمواد الدراسية التي يخضع لها في الامتحانات. وبالتالي لا تعبّر الشهادة التي ينالها عن واقع مدى قدرة تعلّمه في شكل مجد للمواد الدراسية. ويعود السبب وفق رأيه إلى "تركيز الامتحانات على المعلومات لا على تنمية المهارات، القيم والميول الأساسية التي يحتاج إليها التلميذ تحقيقاً للنجاح في حياته العلمية والعملية والاجتماعية".
والعقبة الثانية تتعلق بكيفية اجراء الامتحانات، وخصوصا الرسمية منها، "ففي لبنان تعطى الشهادة للتلامذة على أساس امتحان ساعاته محدودة، وبنتيجة هذا الوقت القصير يُحكم على مستقبل هؤلاء، ويتم تقويم عملهم بطريقة غير مباشرة للعملية التربوية التي تمت على مدار 12 سنة من التعليم. وبهذه العملية أيضاً تأتي مسألة العدالة التربوية، لأنه لا يمكن تقويم اي إنسان من خلال امتحان يخضع له في عدد محدود من الساعات من نهاية المرحلة الثانوية"، فيما العدالة التربوية تقضي بمتابعة تطور التلميذ يوماً بـعد يوم. لذلك، يقول: "وضعنا منظومة البكالوريا العربية الدولية ونعمل على تطبيقها مع المدارس المشاركة في المشروع، شريطة أن تتابع التلميذ بصورة مستمرة من خلال الاختبارات الدائمة في الصف بالتعاون مع الأساتذة والمعلمين". وقد بوشر تطبيقها في المرحلة الثانوية كخطوة أولى، وستغطي في الخطوة اللاحقة كل مراحل التعليم، من الروضة حتى الصف الثاني عشر. وبناء على المتابعة الدائمة خلال ثلاث سنوات من التعليم الثانوي يتمكن التلميذ من الحصول على هذه الشهادة.
ومن يعترف بالشهادة إذن؟ "يتم الاعتراف بالشهادة على مستوى الحكومات في الدول العربية. وثمة دول تجاوزنا معها "الشوط" بسرعة اكثر من غيرها، وفق تأكيد أبو هلّون، "وهذه السنة، قد تكون المرة الأولى التي تعطى هذه الشهادة في شكل رسمي في نهاية المرحلة الثانوية لحوالى 900 تلميذ من مدارس خاصة من لبنان ودول عربية تصدر عن المركز. وتمنح هذه الشهادة على أساس كل عمليات التقويم التي تجرى خلال مرحلة التعليم الثانوي وليس انطلاقاً من تقويم السنة الأخيرة فقط".
وماذا عن مستوى لبنان؟ توقف أبو هلّون عند نقطة أساسية يراها ضرورية قبل الإجابة عن سؤالنا، قال: "هذه الشهادة هي بمثابة منظومة تربوية، والهدف الأساسي منها تعزيز المناهج الوطنية. ونحن لا نطرح أنفسنا كبديل للمنهج الوطني اللبناني، بل على العكس نعمل من خلال المنهج اللبناني على أساس المحتوى، والأمر عينه ينسحب على سائر الدول العربية".
أما على مستوى لبنان، "فكانت لدينا تجربة مميزة لجهة تطبيق هذه الشهادة في بعض المدارس الخاصة، ومنذ بداية السنة الدراسية الحالية ونحن نخوض التجربة عينها في 11 ثانوية رسمية على أن نستكملها في السنة المقبلة". وأمل في أن تعمم هذه التجربة على كل مراحل التعليم وفي عدد أكبر من المدارس اللبنانية الخاصة والرسمية. ويعتبر أبو هلّون أن شوطاً كبيراً قطعه المركز مع وزارة التربية، وفضل عدم الدخول في تفاصيل المراحل الأساسية التي مرّ بها المشروع مع الطرفين تاركاً الأمر للوزارة.
التربية لم تحسم أمرها بعد
وفي اتصال لـ"النهار" بعضو فريق عمل الإشراف على تطبيق منظومة البكالوريا العربية الدولية في وزارة التربية نجوى داغر للاطلاع منها رسمياً على موقف الوزارة، وعمّا إذا كانت موافقة على اعتماد هذا النوع من الشهادة أو الإعتراف بها رسمياً في نظام التعليم؟ قالت: "كل عرض جديد يقدم إلى الوزارة يتطلب درساً معمقاً، وهذا يحتاج إلى وقت تفادياً للوقوع في مطبات. لذلك، وافق الوزير حسان دياب على خوض تجربة هذه المنظومة المتطورة للمرحلة الثانوية في 11 ثانوية رسمية في المحافظات كافة قبل البت بها رسمياً". وهل موافقة الوزير دياب على خوض التجربة في بعض الثانويات أمر يدفع وزارة التربية إلى الإعتراف بها واعتمادها رسمياً؟ تجيب داغر: "هذا لا يكفي، فالمسألة تتطلب مرسوما. غير أن الإيجابية في الموضوع تكمن عندما استشار مركز البحوث التربوية المركز التربوي للبحوث والإنماء واطلعه على منهج هذه الشهادة، فتبيّن للأخير أن محتوى هذه المنظومة هو نفسه ولا يختلف عن محتوى المناهج اللبنانية أو يتعارض معها، وهذه بادرة جيدة". إذن، ليس لدى وزارة التربية اي موقف جازم بعد في ما خص هذه الشهادة مع أنها تدرس طلبها منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وداغر لا تستطيع الجزم لا سلباً ولا إيجاباً في ما خص البكالوريا العربية الدولية، فلا قرار في شأنها بعد واللجنة لا تزال تدرس البعد التربوي والإداري لها... فهل ثمة قرار في الوقت القريب؟
لبنان ACGEN النهار تربية وتعليم