Saturday, 25 May 2013 - 12:00am
اعتبر عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" الوزير السابق حسن منيمنة أن "تحويل الجامعة اللبنانية الى محاصصة طائفية هو إنهاء لمشروع بناء الدولة"، لافتاً الى أنه "هناك فريق سياسي معين ممسك بإدارة الجامعة اللبنانية في كل الفروع وبمركز القرار في الجامعة، ويعارض أي إصلاحات تقدم بشأن تطوير الجامعة اللبنانية ومن بينها تقسيم الجامعة الى جامعات وفروع مستقلة كما هو حاصل اليوم في فرنسا". ودعا الطلاب الى "مزيد من التضحيات والى المثابرة في العمل الطلابي لأنها الأساس في تطوير الجامعة وإنهاء كل أنواع المعاناة الموجودة فيها".
كلام منيمنة، جاء خلال لقاء أقامه قطاع الشباب في تيار "المستقبل" لطلاب الجامعة اللبنانية أول من أمس، تحت شعار: "الجامعة اللبنانية.. معاناة مستمرة.. كفى"، في مبنى تيار المستقبل سبيرز.
حضر الحفل منسق عام قطاع الشباب في تيار المستقبل وسام شبلي ومنسق مكتب الطلاب المركزي في القطاع طارق الحجار، وأعضاء من مكتب القطاع وحشد من الطلاب.
الحجار
قدمت الحفل الطالبة ريم الخطيب.و بعد النشيد الوطني ودقيقة صمت عن روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء الثورة السورية، كانت كلمة بإسم قطاع الشباب لمنسق مكتب الطلاب المركزي طارق الحجار، اعتبر فيها أن "شعار اللقاء "الجامعة اللبنانية.. معاناة مستمرة" ولد من رحم المعاناة التي يعيشها يومياً طلاب الجامعة اللبنانية". ولفت الى أنه "لا يوجد وطن بدون جامعة وطنية جامعة لكل المواطنين، ولا يوجد نهوض لأي وطن بدون جامعة وطنية تدعم هذا النهوض عبر تخريجها أجيال تساهم في تطور البلد وإزدهاره، جامعة تحترم طلابها وأساتذتها والعاملين فيها".
وإستذكر "الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كانت له اليد البيضاء في إعمار مجمع الحدث الجامعي، الذي وللأسف حولته بعض القوى السياسية الى مقرات حزبية وسياسية".
وتوجه بالتحية الى طلاب الجامعة اللبنانية في الشمال الذين منعهم القتال الدائر في عاصمة الشمال طرابلس على إقامة لقاء بالتزامن مع هذا اللقاء وتحت الشعار عينه"، لافتاً الى ان "لغة السلاح والقتل ساهمت في إقفال المدارس والجامعات في الشمال منذ أكثر من يوميين وحتى اليوم".
ودعا الطلاب الى "إكمال هذه الصرخة وجعلها واقعية على الأرض، من أجل القول كفى للسلاح وكفى للحرمان في الجامعة اللبنانية"، لافتاً الى ان "تيار المستقبل وقطاع الشباب يعول ويراهن على حركتكم الطلابية وعلى تضحياتكم من أجل النهوض بالجامعة الى الأفضل".
مداخلات الطلاب
بعد ذلك، كانت مداخلات للعديد من الطلاب من مختلف الكليات في الجامعة، عرضوا فيها للمعاناة اليومية في الجامعة اللبنانية ومنها: حرية الرأي والتعبير السياسي، ونظام الـ LMD، والمشاكل في الأبنية والمختبرات، وكذلك في الكفتيريات في الجامعة التي تسيطر عليها بعض العائلات الموالية لحزب الله، ومشكلة موازنة الجامعة.
كما كان عرض لفيلم قصير عن وضع الجامعة اللبنانية اليوم والمعاناة التي يعيشها الطلاب داخل الجامعة، بدءاً من الشعارات الحزبية الموالية لحزب الله في الجامعة وصور رموزه السياسية داخل الحرم الجامعي.
منيمنة
وتحدث منيمنة فقال: "الحديث يطول عن المعاناة الموجودة داخل الجامعة اللبنانية، وما تطرق اليه الطلاب هو جزء من الواقع المأسوي في الجامعة"، لافتاً الى أن "حركة إنهيار الجامعة اللبنانية بدأت منذ دخول الجيش السوري وأزلامه الى لبنان، الذين أدخلوا معهم منهجهم العسكري والميليشياوي الى داخل الجامعة، عبر تعيين عمداء تابعين وموالين لهم، حينها إنقسمت الجامعة الى كانتونات طائفية ومذهبية"، مشددا على ان "تحويل الجامعة الى محاصصات طائفية ومذهبية هو إنهاء لمشروع بناء الدولة، وأن مسيرة الجامعة اللبنانية موازية تماماً لمسيرة الوضع السياسي الموجود في البلد".
وتطرق الى البدايات الأولى للجامعة اللبنانية، لافتاً الى أن "الجامعة بدأت مع بداية إستقلال لبنان ". واشار الى أنه "في تلك السنوات، بدأت مطالب الناس بإيجاد تعليم جامعي، ما دفع بالدولة الى الإهتمام أكثر بالجامعة اللبنانية، ما أدى الى نمو التعليم الرسمي الى جانب التعليم الخاص".
ولفت الى أن "الحركة الطلابية هي التي فرضت كل هذا التطوير في الجامعة، ولم تبزغ اي كلية إلا بعد معاناة وتضحيات من قبل الحركة الطلابية والحركة الشعبية، التي فرضت إقامة كليات عملية الى جانب الكليات النظرية".
وتابع: "رغم أن النظام السياسي كان آنذاك نظاما طائفيا ومذهبيا، بقيت الجامعة اللبنانية محافظةعلى المستوى التعليمي العالي لها ولجأت الى أساتذة أجانب، ما أدى الى إستقطاب طلاب من الجامعات الخاصة، وكان هذا بمثابة إقرار تام بالمستوى العالي للجامعة اللبنانية".
وتطرق الى كيفية معالجة وضع الجامعة من قبل الحكومات التي ترأسها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، رغم العرقلة التي فرضها الجانب السوري، وإصرار الرئيس الحريري على بناء صرح تعليمي جامعي لكل اللبنانيين، لافتاً الى أن "بعد غياب هذا الرجل، لم يعد التعليم الرسمي يشكل أولوية عند السياسيين اللبنانيين".
وشدد على أن "هناك مشاكل هائلة في الجامعة اللبنانية ولكن لا يوجد إمكانية لتغييرها نظراً للوضع السياسي في البلد"، مضيفاً "الجامعة اللبنانية تحولت الى مزارع سياسية لدى بعض الاحزاب، إن كان من حيث الفساد المستشري داخلها أو عبر الإدارات التابعة لهذه الأحزاب".
ولفت الى أنه "من الصعب أن تدار الجامعة اللبنانية بإدارة مركزية واحدة في ظل الوضع السائد في لبنان، وفي ظل غياب الرقابة والمحاسبة عن إدارات الدولة"، مشيرا الى أن "المخرج لهذه المشاكل جميعها هم الطلاب ونضالات الطلاب، التي تشكل المدخل الرئيسي والمهم لتطوير الجامعة ولفت الإنتباه إليها".
ودعا الطلاب الى "إكمال دراساتهم العليا ونيلهم شهادة الدكتوراه من الجامعة، لأن هذا الأمر يخولهم تبوء المناصب العليا في الجامعة وخارجها والنهوض بالجامعة نحو الأفضل، والإستمرار بعملهم النضالي داخل الجامعة وخارجها". وفي الختام، أقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.
يشار الى أن لقاء مماثلا كان سيقام في التوقيت نفسه في عاصمة الشمال طرابلس، لكن الوضع الأمني في المدينة حال دون قيامه، فما كان من الطلاب إلا أن وضعوا شعار لقاء الشمال داخل القاعة تضامناً مع زملائهم في الشمال.
ACGEN اجتماعيات المستقبل تربية وتعليم