Saturday, 29 June 2013 - 12:00am
اثارت مطالبة هيئة التنسيق النقابية الدولة، قبل اسبوعين، بعد انتهاء ورشة عن مناهضة عمل الاولاد، باعطائها دورا فاعلا كشريك اساسي في صنع القرار ووضع التشريعات المناسبة للحد من عمل الاولاد ومنع التسرب المدرسي، ردود فعل في الاوساط التربوية اقلها اسئلة عن جدية هذا المطلب والنيات الحقيقية من خلفه.
وفي هذا الاطار، تحدث لـ "النهار" امين سر بطريركية بيروت للروم الارثوذكس المشرف على مدارسها (الثلاثة اقمار والبشارة الارثوذكسية وثانوية السيدة الارثوذكسية) الاب جورج ديماس الذي توجه مباشرة الى نقابة المعلمين خصوصا في هيئة التنسيق.
بداية، ثمّن ديماس "موقف نقابة المعلمين الذي اتخذته إثر الورشة التي أقامتها لمناهضة عمالة الأولاد والتسرب المدرسي. ورأى إن هذا الموقف دليل وعي لدى المعلمين لأنه يتوافق مع طبيعة رسالتهم التربوية. ولا بدّ أيضاً من التنويه بإعلان نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض عن سعيه الجدي لتحويل النقابة نقابة مهنية تصبح شريكاً أساسياً في صنع القرار وفي وضع التشريعات المناسبة لمتطلبات المهنة".
اضاف: "إن نقلة نوعية كهذه تستحق الثناء والدعم من كل أعضاء الأسرة التربوية لأنها ستجعل العمل النقابي أكثر مهنية وترفع من المستوى الاحترافي لرسالة التعليم وتحجب عن الطارئين على المهنة-الرسالة الدخول إليها من دون جدارة. نقلة نوعية كهذه سوف تعطي المعلم حقه المعنوي والمادي وترفع عنه الغبن وتجنبه النزول إلى الشارع للمطالبة بحقوقه. وفي هذا المجال لا تكفي المواقف والنيات بل المطلوب خطة عمل ومثابرة وإبعاد القضية النبيلة عن السياسة حتى لا تفسد. كما إن تمهين نقابة المعلمين سينعكس حكماً على تمهين المدارس ورفع مستواها وإلى إقفال تلك القلة التي ستثابر على التعامل بالشأن التعليمي من منظار تجاري".
وقال مستغربا: "إلا أن ما استوقفنا أيضاً هو الموقف المعلن ضد تسرب التلامذة، ليس لخطأ فيه ولكن لأنه يتناقض مع الممارسات النقابية خلال السنة الدراسية المنصرمة والتي عطّلت الدراسة على التلامذة مدة تزيد على الشهر. أوليس التعطيل تسرباً مقنّعاً؟ أين الأيام التي وعدت النقابة بتعويضها؟ هل مُددت السنة الدراسية شهراً كاملاً في المدارس الخاصة التي أُقفِلَت، وستة أسابيع في المدارس الرسمية التي التزمت التزاماً كلياً بالتعطيل؟ لقد صمّت الآذان من تأكيد النقابيين للأهل أن المعلمين سوف يعوّضون على التلامذة أيام الإضراب بأيام دراسية كاملة. وعد النقابيون (المرشحون للانتخابات) وفاخروا بأنهم لن ينهجوا نهج السياسيين، ففرحنا. وها هم ينكثون بأول وعد قطعوه".
وختم: "المطلوب أن تقترن مواقف النقابة وأقوالها بالأفعال لنرى ونؤمن. وما التهديد الأخير الذي أطلقته النقابة بأخذ تلامذة المرحلة الثانوية رهائن من خلال مقاطعة الامتحانات الرسمية، مناظرة وتصحيحاً، في حال عدم إحالة السلسلة إلى مجلس النواب والكلام قبل احالتها، سوى تأكيد على أن الحديث عن الفضيلة لا يجعل من المتحدث عنها فاضلاً. لا ينفع أن يقال لنا اليوم إن ذنوب النقابة مغفورة لأنها صرفت النظر عن ممارسة أخذ الرهائن كون السلسلة أحيلت، ذلك أن من يفترض فيه أن يكون قدوة بالقول والعمل لا يليق به توسل الابتزاز للحصول على مبتغاه ولو كان المبتغى حقاً مستحقاً".
لبنان ACGEN النهار تربية وتعليم