Wednesday, 5 June 2013 - 11:03am
وضعت منطقة الدريب الأعلى في قضاء عكار على الخريطة الصحية للدولة، بوضع الحجر الأساس للمستوصف المتطور، في بلدة مشتى حسن بتمويل من دولة الكويت عبر «بيت الزكاة»، وبالتعاون مع «هيئة الإغاثة والمساعدات في دار الفتوى» الذي تبرع بإنشاء المبنى.
ويعتبر المشروع مقدمة لإنشاء المستشفى الحكومي، الذي تم إقراره في مجلس الوزراء في العام 2012، وذلك بهبة مقدمة من الاتحاد الأوروبي إلى الحكومة اللبنانية ممثلة بـ«مجلس الانماء والاعمار»، و«صندوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية»، على أن يكون المستشفى تحت وصاية وزارة الصحة التي تتعهد بمتابعة العمل.
وتأتي هذه الخطوة بعد سنوات من الحرمان والإهمال، تحملها ما يزيد عن 150 ألف شخص، وهم عدد السكان في قرى وبلدات وادي خالد والمشاتي وشدرا، الذين يفتقرون حتى لمستوصف يلبي حاجاتهم الصحية، ما يجبرهم على قطع مسافة تزيد على 15 كيلومتر للوصول إلى أقرب مستشفى خاص في بلدة القبيات، أو تحمل مشقة الذهاب إلى المستشفى الحكومي الوحيد في حلبا أو الانتظار أمام المستوصفات من أجل تلقي العلاج.
وينقسم المشروع إلى قسمين، وسيتم في القسم الأول إنشاء مستوصف متطور من المفترض أن يكون جاهزاً لاستقبال المرضى في أقل من سنة، ويضم قسم توليد، ومختبر أشعة، وقسماً للطوارئ، وعيادة طب أسنان وقسم العيادات الخارجية، على أن يستكمل العمل في المرحلة اللاحقة لإنشاء المستشفى الحكومي وتجهيزه بالمعدات الضرورية.
حلمٌ طال انتظاره من جانب العكاريين لتحقيق الإنماء المتوازن، وإنصاف المنطقة في المجالات التنموية والصحية، حيث تضم محافظة عكار بمناطقها الأربع مستشفى حكومياً وحيداً في حلبا مركز المحافظة، بينما من المفترض أن تكون حصتها بالحد الأدنى أربعة مستشفيات على اعتبار أن لكل 100 ألف نسمة مستشفى حكومياً.
ويمكن القول إن تنفيذ المشروع جاء بعد معاناة وجهود للمجتمع المحلي في منطقة الدريب الأعلى، بالتنسيق مع بلدية مشتى حسن التي قدمت 10 آلاف متر مربع لإنشاء المبنى.
تم وضع الحجر الأساس بحضور رئيس «هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية» رياض العيتاني، ومدير إدارة النشاط الخارجي في «بيت الزكاة» عادل خالد الجيري، ورئيس بلدية مشتى حسن حمزة الأحمد، وعدد من رؤساء البلديات والفاعليات الاجتماعية.
وألقى الجيري كلمة لفت فيها الى «أن الهدف من هذا المشروع هو تخفيف المعاناة الجسدية والنـفـسـيـة عن المحتاج عبر التكفل بالمريـض وتـقـديـم العـلاج لـه، وبهدف توفير مستقبل زاهر للخدمات الصحية التي تأتي في اطار العلاقات الاخوية المتينة التي تربط لبنان والكويت». وأضاف: «إن الصرح الصحي يعتبر إضافة جديدة لتقديم الخدمات الصحية والعلاجية للمرضى في منطقة عكار، بما يسهم في إيجاد نقلة نوعية في مستوى تقديم الخدمة الصحية للقطاع الإستشفائي في لبنان يخدم فيه جميع شرائح المجتمع بكل أطيافه وإنتماءاته»، مشدداً على «ضرورة إقامة مشاريع إنسانية أخرى توطد العلاقة بين بلدينا الشقيقين».
وألقى الأحمد كلمة تحدث فيها عن أهمية المشروع بشقيه، مشددا على «ضرورة الاسراع في بناء المستشفى الحكومي لتخفيف المعاناة عن المواطنين الذين يعانون الأمرين جراء استغلال المستشفيات الخاصة، كما أن البعض منهم يموتون على أبواب المستشفيات قبل تلقي العلاج». وأضاف «إن هذا المشروع هو ثمرة تعاون بين البلدية والمجتمع المحلي، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي أدرك حاجة المنطقة الصحية»، لافتا الى أن «المستشفى المذكور لا يلبي كل احتياجات أبناء المنطقة، إلا انه سيساعد في توفير الضروريات، لجهة وجود قسم طوارئ قريب منهم للحالات المستعجلة، فضلا عن غرف التوليد، والعيادات الخارجية»، آملا «أن يشكل افتتاح المستشفى بداية لتدشين وضع الحجر الأساس لمشاريع مماثلة كثر الحديث عنها، لكنها مؤجلة لأسباب سياسية وانتخابية».
لبنان ACGEN استشفاء السغير