أطلقت مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان خطة عمل لسنتين، ممولة من الوكالة الاوسترالية للتنمية الدولية، تعطي الاولوية لنشر السلوكيات الصحية الحسنة بين الشباب عبر تأهيلهم وتدريبهم على مكافحة تعاطي المخدرات ونشر مبادئ الصحة الانجابية السليمة. وتزامن اطلاق هذه الخطة مع عرض نتائج دراسة تقويمية عن برامج الوقاية من تعاطي المواد المخدرة المختلفة ومنها المخدرات، التبغ والكحول.
وكانت المؤسسة قد أجرت تلك الدراسة مستخدمة المراجع والمنشورات المتوفرة، كما أجرت مقابلات مع الجهات المعنية من منظمات مدنية ومؤسسات حكومية، بالاضافة الى بحث الوضعين القانوني والتشريعي المتعلقين بمتعاطي المخدرات.
وخلصت الدراسة المسحية، على الرغم من المعلومات الشحيحة المتوفرة، الى ازدياد أعداد المتعاطين وتفاقم مشكلاتهم، التي عزتها المؤسسة الى سهولة الوصول الى المواد المخدرة والى التطور التكنولوجي. كما اظهرت الدراسة أن حملات التوعوية المدرسية تشكل غالبية برامج الوقاية الحالية، وهي تعتمد اسلوب التلقين التقليدي. كما تبين ان عددا محدودا من المنظمات يقيم نشاطات وقائية، فيما يقتصر عمل الجمعيات الاخرى على تقديم خدمات علاجية. ولوحظ ايضاً ان المطبوعات الوقائية ليست موحدة، وأن أيا منها لا يشير بوضوح الى تأثير هذه المواد على الفرد. واخيراً اكدت الدراسة على ضرورة صوغ سياسة وطنية موحدة تختصّ بمكافحة تعاطي المواد المخدرة وتعزيز التواصل والتشبيك بين القطاعين الرسمي والمدني، منوهة بالجهود التي أفضت الى صياغة "وثيقة السياسة الشبابية" التي أقرها مجلس الوزراء في شهر نيسان الماضي.