Monday, 29 July 2013 - 10:11am
في مقر "جمعية الشبيبة للمكفوفين"، موعد مع فتاة وشاب يشقان طريقاً نحو عالم الشعر بأوجهه المختلفة من الكتابة عن حب الآخر، لا بل البحث عنه وصولاً إلى عشق التراب.
فالكلام مع هدى مراد ومحمد دايخ شمل رواية كاملة للشابين، فيها بحر من الشوق للحياة والحب والكثير من العتب على دولة تناست حقوق الإنسان عموماً وذوي الحاجات الخاصة خصوصاً الى المشكلات في التعليم وغيرها من الأمور.
نبض الآخر والحياة
جاءت هدى على الموعد من دون أي تأخير حاملة بعض قصائدها المكتوبة بلغة البرايل.تعكس هدى "بروفايل" إمرأة قوية جداً واثقة من خطواتها. تقول أنها حائزة على ماجستير في الأدب العربي من الجامعة اللبنانية وماجيستر آخر في الدراسات الإسلامية. تهتم هدى بالرواية وهي موضوع أطروحتها، لا بل تركز في مضمونها على إتجاهات الرواية وروائيي اليوم وطبيعة كتاباتهم.
تحب هدى الأديبة إميلي نصرالله التي تناولت في كتاباتها حقوق المرأة.." تتعجب هدى عند سؤالنا عن سبب "شغفها بالأديبة نصرالله "فتجيب:" أنا أحب إميلي نصرالله.... أحبها "كلها"، هي مميزة بتنوع رواياتها. "لا يتوقف حب هدى للرواية عند الأديبة إميلي نصرالله بل يشمل وفقاً لها حباً لا متناه لتوفيق يوسف عواد، نجيب محفوظ ، شكري أنيس فاخوري وكلوديا مرشيليان.
لكن كيف تابعت هدى دراستها في الجامعة؟ تجيب بثقة لافتة أنها كانت تحفظ المحاضرات على آلة تسجيل وتسمعها. كما أنها لم تنس مساعدة زملاء الصف ومساندتهم لها في متابعة الدروس طبعاً.
عما إذا كان للجمعية دور مهم في حياتها تقول: الجمعية بيتي الثاني لا بل هو المكان الذي أحب كثيراً التردد إليه بعد "أسرتي"، بيتي الأول طبعاً. تطورت في الجمعية شخصيتي وتعززت ثقتي بنفسي بفضل دعمهم لنا. تعلمت هنا قضيتي وطرق الدفاع عنها. أدركت هنا أنني كإنسان لدي حقوق وعلي واجبات". أما في ما يتعلق بالدولة فلهدى مطالب عدة منها أن يساوي المسؤولون ذوي الحاجات الخاصة مع المواطنين، داعية إياهم الى دفعهم نحو الإنخراط في الحياة الإجتماعية وتوفير فرص عمل لهم تتعدى نسبة الـ 3 في المئة الملحوظة في القانون الخاص بهم.
نتوقف لبرهة لنسمع شيئاً من شعرهدى . تفتح بعض كتاباتها الشعرية لتقرأ لنا مقتطفات من قصيدة بعنوان "حكاية عن بيروت" تقول:
بيروت يا نجمة أمل عودي لنا عودي
ما عاد فينا عالدما بدنا نجافيها
ما عاد فينا عالبكي والوجع والاهات
عودي لنا زهرة عمر بالحب نسقيها
على كتاف الدني بالدم نحميها نجمة
ما زال نحنا بهالدني بدنا نخليكي
تعلق على كتاباتها قائلة: "أحب الكتابة الشعرية عن المجتمع والوطن . لكن المحور الأهم في حياتي هو الرجل. أتغزل بنبرة صوته وبطريقة تفكيره وأرسم الصورة التي أحبها عنه بغض النظر عما إذا كان ذلك صائباً أو لا".
وتقول هدى أنها تطمح لدخول عالم المشاهير من خلال نيلها شهادة الدكتوراه في الأدب العربي. أما اليوم فتعمل مقدمة لبرنامج في إذاعة "الفجر" وإنتقلت من برنامج اجتماعي إلى برنامج آخر متخصص للأطفال.
في المقلب الآخر محمد. رجل طموح جداً يعيش ثورة على مجتمع تحكمه الوساطة والمحسوبيات. يمضي وقته في العمل التطوعي مع جمعيات عدة تعنى بالأدب والشعر...ويفخر بنفسه كثيراً عند حديثه عن الشاعر الكبير سعيد عقل الذي هو برأيه أفضل شعراء القرن العشرين". يقدم نفسه مولعاً بالشعر عموماً وبشعر بدر شاكر السياب خصوصاً. يقول عنه: "هو شاعر مبدع يجمع بين الرومانسية والإبداع الحديث." لمحمد إلمام بالتاريخ والأدب وهو مجاز بالآداب من الجامعة اللبنانية وحائز على ماجستير في العمل التربوي من الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم من خلال منحة دراسية كاملة منحته إياها إدارة الجامعة المذكورة.
يتطلع محمد إلى العمل في قطاع التربية لأنه يهوى هذا التخصص بكل جوانبه. بالنسبة الى الجمعية، يرى محمد أنه المكان الذي يجتمع به مع الرفاق و يوفر له القواعد الأساسية لمعرفة حقوقه وواجباته. في جانب آخر، يعشق محمد الحب والمرأة التي يطمح أن يلتقيها ويحبها ويبني معها الآمال والآحلام والبيت السعيد.
هو يكتب الشعر، ولا يؤمن بأن الفن للفن بل الفن وجد للإنسان ولهدف محدد. من جهة أخرى، لمحمد اندفاع ملحوظ لحب الوطن ويقول:" الوطن ليس أحجاراً مقدسة بل أنا أرى نفسي حاضراً لأضع دمي وأقاتل من أجله وأدافع عن أهلي وعرضي ووطني".
ختاماً، لمحمد طموح أن توفر له الدولة كل حقوقه وتؤمن له فرصة عمل ليبني عائلة صالحة تلتزم قيم الأخلاق ومبادئها.
لبنان ACGEN النهار حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة