Tuesday, 30 July 2013 - 11:42am
منشورات وقَسَمْ وأناشيد تواكب التحرك الثالث لعمّال الكهرباء
بالتصفيق والأغاني الوطنية، وبعبارة «ادعموا حقوق المياومين» على القمصان البيضاء، استهل مياومو ومياومات «كهرباء لبنان» تحركهم الاحتجاجي الثالث في أقل من شهر، تزامنا مع انعقاد الجلسة التشريعية لمجلس النواب التي تأجلت للمرة الرابعة إلى 20 آب المقبل.
وإذ كان الرابط الأساس بين كل تحركات المياومين والمياومات التي تعود إلى أكثر من سنة ونصف السنة، هو إقرار قانون تثبيتهم في ملاك «مؤسسة كهرباء لبنان»، وفق الصيغة التي حازت التصويت القانوني من قبل النواب في جلسة 2 تموز 2012، ولم تزل عالقة في مكتب المجلس، إلا أن التحركات الثلاثة الأخيرة (1 و16 و29 تموز)، وفق مصادر مواكبة لملف المياومين، كان لها حوافز رديفة، وهي:
أولا: في تحرك 1 تموز: اشعال المياوم حسين علام النار في نفسه، وتسريب مشروع قانون معجل مكرر يرمي إلى ملء شواغر المراكز في المؤسسة، موقّع من النواب: إبراهيم كنعان، علي عمّار، علي بزي، يحرم حوالي ألفي عامل من حقهم بالتعويضات عن سنوات خدمتهم في المؤسسة، إذ يستثني من حق التعويض، العمّال الذين تم استخدامهم لدى الشركات العاملة لمصلحة المؤسسة، أي شركات مقدمي الخدمات، التي لم يوافق العمّال على التعاقد معها أواخر السنة الماضية، إلا بعد اتفاق سياسي رعته الأطراف المعنية بعد الاعتصام التاريخي الذي انتهى في 3 آب 2012، ودام 94 يوما. كما أن المشروع لا ينصّ على إجراء مباريات محصورة لملء المراكز الشاغرة في مديريات المؤسسة كافة بما فيها مديريتا التوزيع في بيروت وجبل لبنان والمناطق، التي تضم العدد الأكبر من العمّال، ولا يراعي عند إجراء المباريات، سنوات الخدمة وطبيعة العمل التي يقوم بها من يتقدم لإجراء هذه المباريات.
ثانياً: في تحرك 16 تموز: تسريب كتاب لوزير الطاقة والمياه جبران باسيل يعود تاريخه إلى نيسان الماضي، يطلب فيه من شركة كهرباء قاديشا «النظر بإمكانية إجراء عقود مباشرة مع عمّال غب الطلب»، ما اعتبره المياومون، «ازدواجية في التعاطي مع ملفهم»، و«نوعا من أنواع الكيدية التي تمارس في حقهم على مبدأ صيف وشتاء تحت سقف واحد».
ثالثا: في 29 تموز (أمس): إقرار لجنة المال النيابية برئاسة إبراهيم كنعان نفسه، قانون لتثبيت حوالي 3 آلاف عنصر في الدفاع المدني، إضافة إلى «تعاونية موظفي الدولة»، ما اعتبره المياومون أن «القضية ليست قضية توازن طائفي»، معلقين على ما قاله كنعان في هذا الخصوص، عن «حقوق مزمنة لعناصر الدفاع المدني، وتضحياتهم الكبيرة في كل المناطق»، التي لا ينكرونها، بالقول: إن قضيتهم المزمنة تعود إلى أكثر من 15 سنة، وقد سقط منهم العديد من الشهداء والمصابين بجروح وحروق خطرة على أعمدة الكهرباء في كل المناطق».
8 إشارات في تحرك أمس
أمام هذا الوضع، برز أيضا العديد من الإشارات في تحرك أمس، وقد لخّصته المصادر لـ«السفير»، وفق الآتي:
أولا: استباق المؤتمر الصحافي للمياومين، بالنشيد الوطني اللبناني وتوزيع الأعلام اللبنانية، أي التأكيد على أنهم «لبنانيون، وانتماؤهم هو للوطن، وليس لحزب أو طائفة أو مذهب، كما يحاول بعض المعنيين الإيحاء به في أكثر من تصريح له».
ثانيا: التأكيد على أن لا مشكلة بين المياومين وموظفي «كهرباء لبنان» الثابتين، باعتبار أن هؤلاء يدركون تماما أن مطالب المياومين محقّة ومشروعة. كذلك تأكيد المياومين أن «مؤسسة كهرباء لبنان هي بيتنا الذي نحارب من أجل الاحتماء تحت سقفها».
ثالثا: توزيع المياومين، وللمرة الأولى، منشورات على العابرين أمام مقر المؤسسة، كتب عليها: «يا شعب لبنان العظيم، طالبوا معنا بحقنا المسلوب في التثبيت داخل مؤسسة كهرباء لبنان». والعبارة واضحة في دلالاتها. مع الإشارة في الوقت نفسه، إلى تمييز مياومين بين مصطلحي مياوم ومساوم، «فالأول هو العامل المدافع عن حقّه وحق زملائه في وجه طغاة العصر وحيتان المال والسلطة»، أما الثاني فهو «الوصولي الرخيص الذي يأتمر بأوامر زعيم طائفته أو حزبه، بائعا أخوته الذين شاركوه سنوات القهر والجوع، ليرضي ولي نعمته وولي أمره».
رابعا: تأكيد المياومين على حقهم في التثـبيت، واعــتبار أنفســهم «في حلّ من أي اتفاق سابق»، أي الاتفاق السياسي الذي على أساسه رفعوا الاعتصام التاريخي العام الماضي.
خامسا: مناشدة رؤساء الجمهورية العماد ميشال سليمان، ومجلس النواب نبيه بري والحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي، بالقول: «نحن أولادكم جميعا، ونحن مظلومون، وما نريده هو حق لنا بعد 25 عاما من الخدمة في مؤسسة كهرباء لبنان»، ما يعني التزام المياومين بسقف الدولة والقانون، بعيدا من الاعتبارات الأخرى التي يحاول البعض أيضا، تسويقها للإيحاء بأن المياومين «قاطعو طرق، ومجرمون، ويحتلون مؤسسة عامة».
سادسا: أن المياومين «لا ناصر لهم ولا معين»، وأن «قضيتهم هي بحجم الوطن، بينما بعض الزعماء حجمهم على مستوى «زاروب أو حي» وعلى «مستوى صفقات مشبوهة».
سابعا: عدم رهان المياومين على الاستمرار في «شركات مقدمي الخدمات sp»، التي اضطروا للعمل فيها، في انتظار صدور قانون تثبيتهم، مشيرين إلى أنّ «مصيرهم بات على المحكّ، والمؤامرة باتت مكشوفة علناً من جهات عدّة»، وأصبحوا «في موقع لا يسمح لهم بإهدار الوقت»
أين رئيس «الاتحاد العمالي العام»؟
ثامنا: السؤال عن رئيس «الاتحاد العمّالي العام» غسان غصن، الذي غائب عن كل تحركات المياومين، ولم يظهر إلا عشية توقيع الاتفاق السياسي في العام الماضي، وقد دفع المياومون ثمن موافقتهم على هذا الاتفاق المشبوه، انتظارا ووقتا ضائعا، مع احتمال خسارة إمكانيتهم في الترشح لملء المراكز الشاغرة في المؤسسة وفق المباراة المحصورة، في حال أقرّ قانون النائب كنعان.
اعتصام في بيروت والمناطق
إذاً، أمام مقر «مؤسسة كهرباء لبنان» في بيروت، ودوائرها في المناطق كافة، احتشد مئات المياومين صباح أمس، تزامنا مع جلسة مجلس النواب، لإطلاق صرخة تحذيرية جديدة.
ووسط إجراءات أمنية مشددة، استهل التحرك بقسم للمياومين، ومما جاء فيه: «نقسم بالله العظيم مسلمين ومسحيين، أن نبقى ثائرين حتى تثبيت المياومين». وبعدما دعا أكثر من مياموم «شرفاء الوطن، والجمعيات المدنية والأهلية لدعمهم في نيل حقهم المسلوب»، وجهوا نداء إلى «كل الأجراء والمياومين على كل الأراضي اللبنانية، لإلغاء بدعة مياوم».
وفي بيان تلاه بلال باجوق باسم المياومين وجباة الإكراء، أشار إلى أن المياومين «لم يجدوا آذانا صاغية»، ولم يسمعوا «أي جواب شاف بما يتعلق بموضوع مشروع القانون المسرّب الذي هو قانون مجلس الوزراء، وليس القانون الذي أقرّ في مجلس النواب»، مضيفا أن المياومين شعروا أن «مذكرة تثبيت عمّال قاديشا ما هي إلا نوع من أنواع الكيدية التي تمارس في حقهم، على مبدأ صيف وشتاء تحت سقف واحد».
وقال: «لأننا لم نعتد الصمت والسكوت عن حقوقنا المشروعة، ولأننا أدركنا أن القضية ليست قضية توازن طائفي والدليل قانون تثبيت 3 آلاف عنصر في الدفاع المدني الذين نتمنى لهم كل الخير والتوفيق، قرر المياومون وجباة الإكراء أن يكون يوم 29/7/2013 صرخة تحذيرية».
وأكد أن التحرك «لن ينتهي عند هذا الحد»، داعيا «جميع المعنيين من اتحادات نقابية وسياسيين أن يكونوا على مستوى القضية في ملف المياومين».
وإذ تمنى أن «يكون رئيس الاتحاد العمالي غسان غصن إلى جانبهم في هذا التحرك المطلبي المحق والمشروع»، أشار إلى أن المياومين يرفضون إهمال قضيتهم، «وعدم إعطائهم الأهمية المطلوبة»، مؤكدا أنهم يعتبرون أنفسهم في حلّ من أي اتفاق سابق، «إذا لم يعتمد القانون الذي صدّق عليه في مجلس النواب»، مجددا المقولة السابقة لهم: «وإن عدتم عدنا».
قول غاندي.. والقلب الأبيض
وقبل أن يختم البيان، بالقول المأثور لغاندي: «علمني الحسين أن أكون مظلوما فأنتصر»، تقدم باجوق باسمه وباسم المياومين، بالاعتذار من كل المواطنين الذين علقوا في زحمة سير أمام مقر المؤسسة بسبب توزيع المنشورات، نافيا في الوقت نفسه ما أشيع عن اعتداء على زملائهم في المؤسسة، مؤكدا أن «هؤلاء أهلنا، ويدركون المطالب المحقة التي نطالب بها». وقال: «إن قلبنا أبيض كالقمصان التي نرتديها»، مضيفا «لا نطالب سوى بحقّنا في التثبيت، الذي لن يكسر ميزانية الدولة».
لبنان ACGEN اجتماعيات السغير حقوق