Monday, 29 July 2013 - 10:42am
شكّل تظهير ما يعاني منه «مستشفى حمود الجامعي» في صيدا، وما نشر حوله، صرخة لإنقاذ هذا الصرح الطبي الذي يعدّ قيمة مضافة ميّزت عاصمة الجنوب عن غيرها من المناطق من خلال وجوده منذ نحو خمسة عقود، إلى جانب عدد من الصروح الطبية «الممتازة» في المدينة.
فبعدما كثر الحديث عن تداعيات وصعوبات مالية كبيرة، وفوضى إدارية يعاني منها المستشفى تهدد بقاءه، تدعو مصادر طبية في المدينة إلى تسريع المبادرات على صعيد الدولة، وكل المؤسسات والهيئات الضامنة الرسمية والخاصة لمدّ يد العون للمستشفى، ودفع المستحقات المتوجبة عليها أو المباشرة بسدادها من خلال تقسيطها على دفعات أو غير ذلك.
وترى المصادر أنه «إذا كان ما طفح وما علم عن وجود فوضى إدارية عارمة في المستشفى، صحيحا، فإن هذا الأمر يعتبر شقا داخليا وعلى مؤسس المستشفى ومالكها ومستشاريه الاستعانة بفريق اختصاصي لمعالجة مكامن الخلل، ووقف الهدر، ووضع اليد على مفاصل سوء الإدارة، وأين تقع بهدوء وروية ووضع حد لها».
الهيئات الضامنة
لكن في المقابل، تضيف المصادر «أما إذا لم تدفع وتجدول المؤسسات والهيئات الضامنة الرسمية والخاصة المستحقات المتوجبة عليها، والإيفاء بالتزاماتها المالية العائدة للمستشفى الذي وصل إلى هذا الحدّ من التعثر، وفق أمد زمني محدد وضمن روزنامة شهرية، فهناك انهيارات قد تحصل على الصعيد المعيشي في المدينة، ومحيطها، وتشكل هزة اجتماعية، لأن هذه الأزمة تهدد بقاء أكثر من 1000 موظف يعملون في المستشفى، ويعيلون مئات العائلات في صيدا والجنوب والاقليم، ويصبح مصيرهم في مهب الريح، إضافة إلى مئات الأطباء والكادرات الطبية التي تعمل وتعتاش من المستشفى، كذلك الأمر بالنسبة لعشرات المحال التجارية التي انتشرت في محيط المستشفى والتي تؤمن خدمات متعددة لزوارها ليلا نهارا، فإنها هي أيضا مهددة بالإقفال».
وبلغت ديون المستشفى المستحقة على الدولة والهيئات الضامنة كـ«صندوق الضمان الاجتماعي» ووزارة الصحة و«تعاونية موظفي الدولة» وغيرها أكثر من 40 مليار ليرة، عدا مستحقات الهيئات الضامنة الخاصة كـ«مؤسسة الحريري» و«منظمة التحرير الفلسطينية» وغيرها.. كما على المستشفى ديون للمصارف وللموردين توازي مستحقاته من الهيئات الضامنة.
السنيورة يلتقي حمود
وجال الرئيس فؤاد السنيورة في «زيارة تضامنية»، في المستشفى والتقى رئيس مجلس إدارتها الدكتور غسان حمود بحضور الطاقمين الطبي والإداري، واعدا بأنه «سيحاول» التواصل مع وزير المال محمد الصفدي، «من أجل معالجة المستحقات المالية المتوجبة على الدولة».
وبعدما أشار إلى «سلسلة من الشائعات صدرت بشأن المستشفى وإمكاناته المالية، وبالتالي قدرته على الاستمرار»، أوضح السنيورة أن «هناك مشكلة تعاني منها المؤسسات الاستشفائية في لبنان، وهناك تأخر مستمر في دفع المبالغ المتوجبة على الهيئات الضامنة وعلى رأسها الدولة».
ورأى أن هذا التأخير «له تداعيات كثيرة على كل المؤسسات الاستشفائية، فكيف الحال مع مستشفى يعتبر من أكبر المؤسسات الاستشفائية في لبنان في عدد الأسرة، وفي عدد الذين يرتادونه، ويتلقون العلاج فيه؟».
وكرر السنيورة الدعوة إلى «كل المؤسسات الضامنة، بأن تدفع ما يتوجب عليها، لان تأخرها يؤدي إلى إرباك هذه المؤسسات الاستشفائية مالياً»، آملا أن «يصار إلى الاستماع إلى هذا الأمر، والعمل على تلبية هذا المطلب، لأن نتائجه وخيمة على صعيد المؤسسات، وعلى صعيد العاملين فيها، كذلك على صعيد الخدمات الطبية التي يمكن أن تلبيها لمرتادي هذا المستشفى».
اجتماع موسع
وكان حمود قد شرح في اجتماع موسع، لممثلين عن أقسام المستشفى والكادر الطبي والجهاز الوظيفي والإداري والصيانة، الظروف التي يمر فيها المستشفى، وما تم تداوله من معلومات «تتعلق بالوضعين المالي والإداري».
وفي بيان صادر عن إدارة المستشفى، اعتبرت أن «المستشفى يتعرض هذه الأيام إلى حملة تهدف إلى النيل من السمعة التي اكتسبها عن جدارة بشهادة المرضى والمؤسسات الطبية العالمية».
لكنها أضافت ان «الوضع الاقتصادي المتردي في لبنان كله يلقي بثقله على كل القطاعات، وفي مختلف المناطق، بما فيها القطاع الصحي والاستشفائي، ومن الطبيعي أن تواجه المستشفيات صعوبات كبيرة جراء هذا الواقع، ومستشفى حمود الجامعي جزء من هذا القطاع، لكنه بالرغم من العوائق يواصل مسيرته التي بدأها منذ الستينيات بثبات وبإصرار في أقسى الظروف وأصعب المراحل التي مر بها الوطن».
يشار إلى أن «مستشفى حمود» مضى على وجوده في صيدا نحو خمسة عقود، وتحول إلى مستشفى جامعي بكل المعايير، وأمّن الطبابة والاستشفاء لكل من طلبهما، ليس على صعيد صيدا فقط بل على امتداد الجنوب وشرق صيدا والشوف. وشملت عملياته الجراحية مرضى من بيروت وصولا إلى الشمال، بعد أن قدم خدمات طبية نوعية متقدمة شملت زراعة القلب التي أجربت في المستشفى لأول مرة في لبنان منذ أكثر من عقد ونيف، وغيرها من عمليات نقل الأعضاء، وكل الجراحات غير التقليدية.
لبنان ACGEN اجتماعيات استشفاء السغير