مستشفيات الهرمل تعاني من نقص فادح في الكادر البشري والتجهيزات والاهتمام الرسمي

بينت صحيفة "الاخبار"، في تحقيق نشرته اليوم الواقع في 12 شباط، ان التفجيرين الإرهابيين في الهرمل، أعادا التذكير بضعف القطاع الاستشفائي في تلك المنطقة، إذ لا يوجد فيها سوى ثلاث مستشفيات، احداها حكومي واثنتان خاصتان (العاصي والبتول)، لا تعمل بالشكل اللازم، مما اضطر المسعفون بعد التفجيرين إلى نقل عدد من المصابين/ات إلى مستشفيات خارج الهرمل. وعزت الصحيفة أسباب ذلك الضعف الى امور كثيرة، في مقدمها سياسة الإهمال التي تنتهجها الدولة والنقص الفادح في الكادر البشري وفي التجهيزات وبالتالي القدرات الاستيعابية المحدودة.
وفي هذا الاطار، اشار مدير مستشفى الهرمل الحكومي، الدكتور سيمون ناصر الدين لـ "الاخبار" قائلاً: "هناك عند حدود الوطن في أقصى البقاع الشمالي حيث تنأى جغرافيا الهرمل وقراها عن بقية قرى قضاء بعلبك، وكذلك تنأى الدولة بإداراتها عن الاهتمام بشؤون مواطنيها ومرضاهم، تتموضع المستشفيات الثلاثة، التي "تفتقر إلى أغلبية المقومات الطبية والتمريضية الاستشفائية، سواء البشرية منها أو التقنية، التي إن توافرت فمن الممكن أن تكرّس ثقة أبناء المنطقة بها، وتدفعهم/ن إلى التخلي عن الانتقال إلى مستشفيات بعلبك والبقاع الأوسط".
من جهته، اشار الدكتور علي شاهين، مدير مستشفى البتول في الهرمل، الى أن العديد من الحالات الطبية تنقل خارج الهرمل، بعد تثبيت وضعها الصحي وتقديم الإسعافات الأولية لها، عازياً عدم الإبقاء عليها في مستشفيات الهرمل إلى "غياب الكادر الطبي الاختصاصي بالحروق والقلب وجراحة الشرايين والأورام، وقد باءت محاولاتنا لاستقدامهم بالفشل لبعد المسافة". واضاف شاهين قائلاً: "حتى الكادر التمريضي في المنطقة تنقصه الخبرة العملية؛ لأنه متخرج في معاهد المنطقة، لا الجامعة اللبنانية، ومن أجل ذلك نجهد منذ سنة لتاهيل طواقم تمريضية في بيروت". وختم شاهين قائلا: "اللافت أن بعلبك ـ الهرمل بأكملها تفتقر بنحو رئيسي إلى بنك دم، وهذا ما يصنفه الأطباء "تقصيراً فاضحاً من قبل الدولة"، ذلك أن المركز الوحيد في البقاع يقتصر على زحلة. بدوره اشار مدير مستشفى العاصي، علي علام، الى مشكلة إضافية تدفع المريض الهرملي إلى التوجه إلى بعلبك، مرتبطة بغياب الدولة عن توفير مكاتب للجهات الضامنة في الهرمل، فضلاً عن السقوف المالية المحددة من قبلها لتلك المستشفيات. (الاخبار 12 شباط 2014)