Wednesday, 15 July 2015 - 12:18pm
كيف نقارن نظامنا التعليمي ومناهجنا مع عدد من الدول العربية؟ والمقارنة ضرورية اذا عرفنا أن بعض الدول لديها مناهج تدفع التلامذة الى تبني التكفير ضد الأديان والمذاهب بسبب التنشئة في الأنظمة التعليمية. كيف يعمم تعليم الدين وبالتالي التكفير في بعض البلدان، وهل نظامنا التعليمي في لبنان محصّن ضد التطرف؟
رأى رئيس الهيئة اللبنانية للعلوم التربوية الدكتور عدنان الأمين في حديث لـ"النهار" أن "للتكفير إطاراً فكرياً وقيمياً يعتقد صاحبه أنه عليه القضاء على كل شيء مختلف عنه وذلك وفقاً للطريقة التي تحللها له جماعته". ولفت إلى أن "التكفير ممكن بأمر فردي وينتقل تباعاً لمحاربة دولة أو جيش أو مواطن ضمن إطار فكري إسلامي يعود إلى ألف عام".
وحدد جمهور هذه الجماعات الأصولية المسماة إرهابية بأنه من أبناء الأرياف، وهذه الجماعات يمكن أن تتحالف مع قوى اجتماعية وعسكرية نافذة. فقيادة تنظيم "داعش" في العراق هي مثال لهذه الجماعات، "هي تقوم على خليط من ضباط كبار تحالفوا مع التنظيم، وهم نواة الدعم العسكري لها، الى مجموعة أخرى من رجال يعملون في السياسة وهم ينتمون إلى القاعدة".
وتوقف الامين عند تعليم الدين في لبنان والذي لا تنطبق عليه الصفات التكفيرية المطبقة في مدارس الأزهر واليمن والتي تدخل في ثنايا تعليم اللغة العربية وهي المرجع الأساسي لتعليم الفن والشعر والرواية. ولفت إلى أن "ثمة ظاهرة عربية تدمج تعليم الدين وتعليم اللغة العربية من خلال معلم واحد، وهي مشبعة في المادتين بنص ديني وأحاديث نبوية واجتهادات دينية، تزود المتعلم بإطار شبه تكفيري.
ولفت إلى الواقع المغاير في لبنان، وهو "يقوم على تنوع ديني ومنع أي مزج بين مواد تعليم اللغة العربية ومادة تعليم الدين". وبرأيه، "ثمة فرق بين تعليم اللغة القائم على الذوق والتقنية وبين تعليم الدين المرتكز على القيم والإيمان". وتوقف عند المناهج في لبنان التي توفر تعليم اللغة العربية في حصص متنوعة وكتب خاصة في مواد القراءة، القواعد، والأدب، من خلال ميادين خاصة تشمل أعلام مبدعة في الأدب واللغة على غرار جبران خليل جبران والمتنبي وسواهما". أما تعليم الدين فهو حصة مستقلة ومنفصلة عن اللغة العربية وتعطى في بعض المدارس في وقت محدد أسبوعياً، ولها كتابها الخاص".
وأبدى الأمين خشية من نزعة التكفير الخطيرة التي تزداد قوة في محيطنا. ورأى أن "هذه النزاعات الفكرية وانتاجها التكفير لها صدى عند مجتمعنا اللبناني، لاسيما من خلال أناس ينقلون بهذا الفكر إلى لبنان، لافتاً الى خوف بعض اللبنانيين من هذه الجماعات التي تقلق دولاً أوروبية وعربية عدة".
وإنتقل إلى قوى حية في مصر وتونس والأردن التي تنتقد المنهج التكفيري في محيطنا. وأشار إلى مقالات عدة نشرت في جريدة الغد الأردنية تطرح مشكلات المناهج ونوعية الكتب المدرسية ومنها آلية قراءة اللغة العربية لبعض التلامذة المشبعة بالأحاديث النبوية والإجتهادات الدينية التي تدفع المتعلم الى منحى شبه تكفيري".
ولفت الأمين إلى "دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى إصلاح ما في الأزهر، بالإضافة الى صدور مقالات عن التعليم الأزهري المنشورة في مجلة الثقافة الجديدة المصرية، عدد آذار 2015 الصادرة عن وزارة الثقافة المصرية". وتحدث عن مضمون هذه المقالات التي "تظهر أن التلامذة يتعلمون أفكاراً وقيماً كتبت ووضعت، وكان لها نفوذ في الإسلام في القرنين الثالث والرابع الهجريين، أي قبل ألف عام هجري من يومنا هذا". وتوقف عند المواضيع المثارة "التي تم رصدها في هذه المقالات وهي أفكار تقارب مثلاً سؤال القبر وعذابه، أهوال يوم القيامة، حكم المرتد، حكم تارك الصلاة، تشبيه المرأة بالعبد، وبالعداء لغير المسلم وسواها".
واشار إلى أن "الهيئة اللبنانية للعلوم التربوية نظمت لقاء متعدد الصوت عن" تعليم التكفير" تخلله قراءة لهذه المقالات بمشاركة مجموعة من الأساتذة من خبرات متنوعة في موضوع الدين والمجتمع وما رصدوه عن تعليم التكفير في الكتب المدرسية في مدارس الأزهر والتي ينتسب إليها عدد كبير من أبناء مصر". وأوضح أن" التلامذة يتخرجون من هذه المدارس ليحكموا على الناس وفقاً للخلفية الفكرية المتطرفة التي تعلموها في الكتب". كما يميل البعض الأخر وفقاً له "إلى إكمال دراستهم في الأزهر ليصبحوا شيوخاً مشبعين بهذا الفكر".
لبنان ACGEN النهار تربية وتعليم