دعم مالي عاجل من السعودية وبعض الدول بوادر حلحلة في أزمة «الأونروا» تنقذ العام الدراسي

Saturday, 15 August 2015 - 12:00am
علمت «المستقبل» ان بوادر حلحلة بدأت تلوح في افق الأزمة المالية التي تواجهها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا والتي كانت ستؤدي الى تأجيل العام الدراسي في مناطق عمل الوكالة الخمس (لبنان وسوريا والأردن والضفة وغزة) لعدة اشهر، وان الأونروا بدأت تتلقى مساعدات مالية عاجلة من بعض الدول ولا سيما المملكة العربية السعودية لمواجهة هذه الأزمة. وانه بات بامكان الأونروا حاليا الاكتفاء بتأجيل العام الدراسي لأسبوعين او ثلاثة فقط على ابعد تقدير وليس حتى مطلع كانون الثاني المقبل، كما كان التوجه في ذروة الأزمة، علما ان عدد طلاب مدارس الأونروا في الأقطار الخمسة يبلغ نحو نصف مليون طالب فلسطيني من بينهم 37 الفا في لبنان.

وتوقعت مصادر فلسطينية مطلعة ان يعقد مدير عام الوكالة في لبنان ماتياس شمالي، مؤتمرا صحافيا في المدى المنظور يتناول فيه الأزمة المالية للوكالة وانعكاسها على مختلف الخدمات وان يعلن عن حلحلة جزئية في هذه الأزمة .

لكن هذا الانفراج الجزئي في ازمة الأونروا المالية لا يعني انتهاء ازمات اللاجئين الفلسطينيين المتلاحقة جراء تقليص الوكالة لخدماتها من جهة وجراء بعض القرارات الادارية الجديدة التي اتخذتها مؤخرا والتي اعتبرت مجحفة بحق الموظفين ولا سيما تعديل قانون الاجازات بشكل اصبح بمقدور ادارة الوكالة اعطاء اجازة قسرية من دون راتب لأي موظف. هذا الى جانب بعض التقديمات التي كان اللاجئون اساسا يطالبون بتحسينها مثل الخدمات الصحية والاجتماعية والتخفيف من اكتظاظ قاعات التدريس بالطلاب .

اعتصامات

على اي حال، كل هذه القضايا شكلت امس محور تحركات فلسطينية في صيدا ومخيماتها كان اللافت فيها انها لم تقتصر على مجرد الاحتجاج على تقليص الأونروا لخدماتها وتأجيل العام الدراسي في مدارسها، وانما تخطت ذلك الى التعبير عن مخاوف جدية من ان يكون هذا التقليص مقدمة لإنهاء الأونروا كشاهد اممي حي على قضية اللاجئين، وبالتالي مطالبة المجتمع الدولي بحماية الأونروا وتأمين استمراريتها بما يعني حماية قضية اللاجئين وابقائها حية حتى العودة الى فلسطين .

فبدعوة من إتحاد العاملين المحليين في الأونروا، نفذ موظفو الوكالة في منطقة صيدا اعتصاما في المرأب التابع لها في صيدا شارك فيه ممثلون عن القوى والفصائل الفلسطينية وممثلون عن اتحاد عمال فلسطين واللجان الشعبية والشبابية الفلسطينية. واطلق المعتصمون صرخة مشتركة رافضين تأجيل او ضرب العام الدراسي وحذروا عبر لافتات رفعوها باللغات الثلاث من انهاء الأونروا باعتبار ان ذلك يعني الغاء حق العودة .

مسؤول الملف التربوي في الاتحاد جمال شريدي اكد حق الشعب الفلسطيني في التعليم والحياة الكريمة وعدم المساس بالأمان الوظيفي لـ 22 الف موظف فلسطيني والتربوي لـ37 الف طالب فلسطيني، فيما دعا رئيس اتحاد موظفي الاونروا موسى النمر المفوض العام الى الاستقالة والرحيل في حال أصر على تأجيل العام الدراسي وتقليص الخدمات والقانون الاستنسابي، خاصة وان الأموال بدأت تصل الى خزانة الاونروا، معتبرا ان اي قرار بذلك غير مبرر لانه سيكون سياسيا وليس اداريا او ماديا.

وتلا طه العبد مذكرة باسم المعتصمين موجهة الى المفوض العام للاونروا بيار كرينبول تؤكد رفض اي قرار يطال تأجيل او الغاء العام الدراسي وتعديل قانون الايجازات واعتباره غير موجود لانه احادي الجانب ويمس حقوق العاملين ويحرمهم الامان الوظيفي ..

وفي مخيم عين الحلوة، نفذت القوى الوطنية والاسلامية واللجان الشعبية وهيئات المجتمع المدني اعتصاما امام مدرسة السموع التابعة للاونروا ، القت خلاله الطالبة الفلسطينية ولاء طحيبش كلمة طالبت فيها المجتمع الدولي والدول المانحة بتحمل مسؤولياتهم وتقديم الدعم اللازم لوكالة الاونروا من اجل تمكينها من تقديم خدماتها للاجئين ودعمهم لحين العودة.

ACGEN المستقبل حقوق الفلسطينيين