Friday, 28 August 2015 - 12:00am
مع قرب انطلاق السنة الدراسية الجديدة، خطت رابطة المدارس الإنجيلية في لبنان خطوة نوعية في تطوير طرق التعليم لديها، وأعلنت التزامها البدء في تطبيق نظام الـMAP في عشر مدارس تابعة لها، على أن يجري إعداد المدارس الأخرى تباعا في السنة التي تليها. وهي بذلك تسجل انجازاً مهماً في مسيرتها.

يقول الأمين العام لرابطة المدارس الإنجيلية في لبنان الدكتور نبيل قسطة لـ"النهار" أن الرابطة سعت لتقديم الأفضل لتلامذتها من كل الطوائف والمذاهب، وليكونوا بين المتميزين على مستوى المدارس والجامعات. وهو ما دفع بالرابطة إلى عقد المؤتمرات التربوية كل سنة وتقديم فرص التأهيل والتدريب للمدرسين والإداريين باستمرار.
وكانت للرابطة فرصة للتعرف باختبار على درجة كبيرة من الأهمية يُعرف بالـMAP أي Measure of Academic Progress، وهو اختبار تحصيلي أو ما يُعرف بالـAchievement Test يتقدم له التلميذ 3 مرات خلال السنة الدراسية. وأوضح أن من ميزات الـMAP هي أنه يساعد الأساتذة في سعيهم لمعرفة المعلومات والمهارات التي اكتسبها تلامذتهم في مختلف المراحل في مادتي الرياضيات واللغة الإنكليزية، ويتيحُ للمعلم والاهل والتلميذ معرفة مواطن القوة والضعف ومتابعة التطور الذي يحققه التلميذ في هذه المواد.
ونظمت الرابطة، في اطار سعيها لتطوير العمل التربوي في المدارس الانجيلية، وفي إطار التحضير الجدّي للبدء بتطبيق الـMAP مع بدء السنة الدراسية (2015 – 2016)، دورة تدريب في قبرص لمديري مدارسها تمحورت حول تطبيق البرنامج وتقويم التطور الاكاديمي للتلامذة من خلال الاختبار التحصيلي والذي سوف يخدم في المستقبل القريب اكثر من ٤٠٠٠ تلميذ في مختلف المناطق اللبنانية. وخضع المشاركون على مدى اربعة ايام، لدورة تطبيقية في استخدام الـMAP، لا سيما وأنه من الاختبارات التي يمكن تقديمها من خلال الولوج الى صفحة الـمؤسسة صاحبة الاختبار الـNWEA (North West Evaluation Association) على الانترنت. وتولت التدريب الدكتورة باتريسيا ريدر (Patricia Reeder) وهي مستشارة في التطوير المهني ( Professional Development Consultant) لدى الـNWEA. وانقسمت الورشة الى شق تقني للتدريب على التقديم من خلال مقاربة الـonline testing، وشق تربوي حيث قدمت فيه المدربة شرحاً لأقسام الاختبار وطريقة التنفيذ والمراقبة، الى شرح لطريقة تفسير نتيجة الاختبار ومشاركة التلامذة والأهل. كما استفاد المشاركون من مداخلات الأستاذ خورخي أ. نافارو وهو كبير مسؤولي الحسابات للشركاء الدوليين في جمعية نورثويست للتقييم.
ويلفت قسطة الى ان الرابطة، من خلال تبنيها هذا البرنامج، أصبحت شريكا للـ NWEA في منطقة الشرق الأوسط وفي اكثر من دولة في الخليج العربي وافريقيا واوروبا واميركا. وهذا إنجاز مهم جدا في مسيرة الرابطة لأنه يفسح المجال أمام المدارس الإنجيلية لتنضم إلى مدارس أخرى في لبنان والمنطقة اعتمدت الـMAP. إلا أن طموح الرابطة من خلال هذا الاختبار أن التقدم خطوة مهمة نحو إدخال ثقافة تربوية جديدة، وحض المسؤولين على التجاوب مع عصر التربية الحديثة في التعليم وتغيير الذهنيات. ويرتكز المشروع على تغيير اساليب التعليم والتقييم المتطور، الذي ينعكس حتما على المستوى الاكاديمي في مدارسها ويساعد كل تلميذ على التحصيل السليم وبناء قدراته بطريقة ذاتية.
ويؤكد قسطة ان سعي رابطة المدارس الإنجيلية لاستخدام الـMAP هو من أجل أن يكون لديها اختبار تحصيلي مبني على أسس عالمية يعود إلى قدرته على تأمين فرصة أمام التلامذة، لبناء الثقة بالنفس ومعرفة مواطن القوة والضعف لديهم وتالياً زيادة حظوظ تخطي الصعوبات التعلمية في المواد المختلفة عن طريق تفريد التحصيل التعلّمي (Individualizing Learning Achievements). الابتعاد من نظام التعليم السائد في معظم مدارسنا والذي لا يراعي الانماط التعلمية المختلفة لكل متَعَلّم. والإستفادة من ثقافة تعلّمية أفضل بعيدة من رهاب الامتحانات وأنظمة التقويم التي ترتكز على الحفظ والسقوط والنجاح بمجموع علامات محدد.
ويوفّر الاختبار فرصة مهمة للتلامذة المتفوقين لتحقيق الاهداف التربوية للفئات العمرية من طريق إتاحة الامكانات الفردية لكل متعلم، ويسمح للمدرسين وادارات المدارس بمقارنة نتائج التلامذة بالمقاييس لتلامذة في المراحل العمرية ذاتها في بلدان أخرى.
وفي السنوات الأولى من تبني الـMAP في المدارس الإنجيلية ستكون الفرصة متاحة أمام التلامذة لتحسين أدائهم وتحصيلهم في مادة اللغة الإنكليزية والرياضيات والعلوم. ولكن السعي قد بدأ أيضا ليكون هنالك اختبار تحصيلي من ضمن برنامج الـMAP في اللغة العربية. والرابطة بدأت درس كيفية تحقيق هذا الانجاز في أقرب وقت، علماً أنه مشروع يتطلب تنسيقاً بين الخبراء والمسؤولين عن التربية في البلدان العربية. ولفت قسطة الى أنه بعد 3 أشهر وبعد تدريب مكثّف سيصبح 6 من مدريري المدارس الإنجيلية في لبنان مدرّبين مرخّصين من الـNWEA للتدريب على الـMAP في الشرق الأوسط.
وختم قسطة أن الأدوات التعليمية التي تنضوي تحت نمط الـstandardized testing وسيلة مهمة للابتعاد من التعليم الذي يخوّف ويرهق التلميذ من خلال امتحانات شبه تعجيزية.

لبنان FBO النهار تربية وتعليم