الحراك المدني يرفض القيادة الموحّدة ويكتفي بلجنة التنسيق خشية تقدّم يساريّين صفوفه الأمامية

Tuesday, 29 September 2015 - 12:00am
دخل الحراك المدني في لبنان شهره الثالث بعدما استطاع فرض ايقاعه في الشارع، مما استدعى استنفاراً من السلطة وسط تخبّط غير مسبوق في طريقة التعامل مع التظاهرات التي احتشدت في وسط بيروت. الا ان هذا الحراك، مع توسّعه وانضمام جمعيات وحملات عدة اليه، بات امام تحديات ابرزها التوافق على قيادة موحدة.

لقد شكل المشاركون في الحراك بعد تظاهرتي 22 و23 آب الفائت ما عرف بلجنة التنسيق، على ان تكون مهمتها تنظيم الاجتماعات والدعوة الى التحركات المركزية.
وخلال احد الاجتماعات، اختلف المنظمون على البيان المشترك الذي اصر يساريون على تضمينه عبارة "العدالة الاجتماعية"، الا ان اسعد ذبيان من حملة "طلعت ريحتكم" نفى لـ"النهار" هذه الواقعة ومؤكداً ان التحركات والبيانات والشعارات تدرس خلال اجتماع لجنة التنسيق.

"البروليتاريا والليبراليون يداً بيد"
تختلف الانتماءات الايديولوجية للمشاركين في الحراك المدني، فبعض الحملات يضم اشخاصاً ليبراليين وآخرين اشتراكيين ويساريين وشيوعيين، وبينهم من لا ينتمي الى اي فكر ايديولوجي انما نزل للمشاركة في التظاهرات بعد الاحباط الذي شعر به جراء اخفاق الحكومات المتعاقبة في حل الازمات، وآخرها تكدس النفايات في المناطق.
الا ان التحركات الاخيرة شارك فيها نقابيون وسياسيون معروفون بانتماءاتهم اليسارية، ومنهم الوزير السابق شربل نحاس والنقابي حنا غريب، واستطاع كلاهما جذب المناصرين للمشاركة في التظاهرات.
حضور نحاس وغريب ربما اثار حفيظة بعض منظمي الحراك، وعلت اصوات لعدم تشكيل قيادة للحراك، والاكتفاء بالاجتماعات التنسيقية حتى لا يتجه الحراك الى مكان آخر ويصبح يسارياً، علماً ان اليسار شكل العمود الفقري للتحركات الشعبية الاخيرة. وفي هذا السياق يؤكد ذبيان ان "لا قيادة للحراك وان جميع الحملات مرحب بها وتشارك في التظاهرات، واكثر من ذلك لن تكون للحراك اي قيادة، لكن ذلك لا يعني عدم النقاش لإعداد البيانات والتمسك بالمطالب".
ويعتقد ذبيان ان مغادرة رفيقه مروان معلوف حملة "طلعت ريحتكم" والعودة الى "من اجل الجمهورية" كان بسبب رغبة الاخير وليس لأي سبب آخر، لافتاً الى ان "الهدف الاساسي هو ان يستمر الحراك ولا يصادره احد".
وفي المقابل يرى قيادي يساري ان "المطلوب المزيد من التنسيق وليس الارتجال في التحركات، ولا يحاول احد إظهار نفسه على انه "أم الصبي"، مستعيناً ببعض وسائل الاعلام التي تركز فقط على اشخاص معيّنين لأسباب لا نجد لها تفسيراً".
وفي سياق متصل، أكد الحراك المدني في مؤتمر صحافي امس أن "السلطة حاولت تسويق فكرة ان الحراك الشعبي يقف امام حل رفع النفايات من الشوارع"، ورأى بول أبي راشد أن "الخطة البديلة لمعالجة أزمة النفايات هي وجوب عدم ضغط النفايات لدى نقلها، فيصبح إمكان تدوير 35 في المئة منها"، وعمليات التسبيغ أكثر سهولة متى كانت خالية من المعادن"، داعيا إلى "تحرير أموال البلديات بعد فتح الحساب الخاص بها فوراً". وأوضح أنه "في التخمر الكهربائي تترك النفايات لفترة شهرين أو ثلاثة لتخفيف وزنها وانعدام البكتيريا فيها"، لافتا إلى أن "السلطة تناست انها المسؤولة عن أزمة النفايات وعن إلقائها في الأحراج والأنهار".
بدوره أعلن فريق عمل الجامعة الأميركية في بيروت "أن أي حلّ لأزمة النفايات يجب أن يتضمّن مبادئ خفض إنتاج النفايات وإعادة استخدامها وإعادة تدويرها، بالإضافة إلى التسميد العضوي والطمر في مطامر صحية أو محارق مراقبة ومضبوطة كحلّ أخير. كما أن الحلول يجب أن توازن بين ممارسات عملية ومفيدة للبيئة، وذات كلفة معقولة، وملائمة اجتماعياً". ويرى الفريق أن "فكرة الحلّ الموحّد لمشكلة النفايات لا يمكن أن تعمل بفاعلية على جميع الصعد".

لبنان النهار مجتمع مدني