Thursday, 24 September 2015 - 12:00am
يوما بعد يوم يثبت الحراك المدني أنه يضم بين صفوفه نخبة من المثقفين اللبنانيين والنخب والكوادر القادرة على ملاعبة الطبقة السياسية ومحاربتها بسلاحها، وتمتلك من الكفاءة والقدرة السياسية إلى جانب البراغماتيةما يجعلها لاعباً في صف أبرز السياسيين المخضرمين، وإن اختلفت بالممارسة والأسلوب عن الطبقة السياسية من اللعبة الجميلة التي تهدف إلى تحقيق مصالح الناس، نحو لعبة المحاصصة والزبائنية والمحسوبية والإستزلام البغيضة.
على إيقاع بدء تنفيذ الشق العملي لخطة الوزير أكرم شهيب، ولجنة الخبراء، مع نفي أهالي عين درافيل بيان مختارهم، والتأكيد على مضمون الإتفاق، وبعض «الحلحلة» على مستوى الواقع العكاري في ملف سرار، شهد يوم أمس أيضا تحركا لتجمع «حلو عنا»، في مؤتمر صحافي في مكتب المفكرة القانونية في بدارو، كما شهد أيضا صدور بيان عن «مرصد الحراك المدني» بعد إجتماع منسقيه، فند المشهد على مدى الأيام الماضية، ورد على الإتهامات التي طاولت الحراك بشكل عام، ومحاولة التجريح ببعض الأفراد الفاعلين في الحراك، ومن هنا نبدأ.
}نظرية المؤامرة إفلاس سياسي }
وفي بيان، أعلن توجه مرصد الحراك المدني،بالمعايدة لللبنانيين عموما، والمسلمين خصوصا، بحلول عيد الأضحى المبارك، أعاده الله «على اللبنانيين ولبنان والشرق بالخير واليمن والبركة»، سائلين المولى عز وجل أن يجعل من هذه الأيام المباركة مدخلا إلى تحقيق الإصلاح المنشود في لبنان».
وتوقف الناشطون عند ما حصل في اليومين الماضيين، من «هجمة شرسة تعرض خلالها مجموعة من الناشطين الفاعلين لأسوأ أنواع حملات التشويه والإتهام والتخوين، وصلت إلى حد إتهام بعضهم بالسعي لإثارة الشغب والإرتباط بمنظمات حكومية وأجهزة إستخبارات بهدف إسقاط النظام في لبنان. يهم الناشطون التأكيد، أن مثل هذه الأساليب الرخيصة لم تعد تنطلي على أحد، خصوصا على الشعب اللبناني الذي خرج من القمقم الذي دأبت الطبقة السياسية الفاشلة والبائدة على وضعها فيه، قمقم التخويف والترهيب وخطوط التماس الوهمية، والتي على ما يبدو، يصر المتضررون من إنتفاضة الشعب على الحفاظ عليها، لأن فيها استمرارا لإماراتهم الخاصة، المقامة على أشلاء الجمهورية».
وأثنى الناشطون على «مستوى التعاطي الراقي الذي أظهره أحد عناصر مكافحة الشغب مع أحد الناشطين، والطريقة الراقية التي تليق بأصالة المؤسسة العسكرية»، وطالبوا بمعرفة هوية هذا العنصر ومكافأته وترقيته لما كان لتصرفه من أثر إيجابي. كما وأعلنوا الإنتقال من مرحلة عدم الإصطدام بالقوى الأمنية إلى مرحلة الشراكة مع القوى الأمنية، في تحمل المسؤولية المشتركة في الحفاظ على سلمية الحراك، ومنع أي إصطدام بين المتظاهرين والقوى الأمنية، أو بين المتظاهرين ومجموعات أخرى».
وأكد الناشطون «أن محاولة زج نظرية المؤامرة في النقاش السياسي هو نوع من الإفلاس السياسي الذي يجدر بالمخضرمين في السياسة الإبتعاد عنه حرصا على صدقيتهم وحفاظا على ماء الوجه، خصوصا وأن عددا كبيرا من السياسيين اللبنانيين، ومنهم قيادات من الصف الأول، يحملون إلى الجنسية اللبنانية، جنسيات دول يتهمونها بدعم الحراك وتمويله وغير ذلك، وايضا فإن إتهام الحراكيين بالشيء ونقيضه هو أمر مضحك».
وإنتقد الناشطون «محاولة تصوير البعض منهم على أنهم يقفون وراء ما حصل في بعض دول العالم العربي ضمن ما عرف بالربيع العربي، وأنهم يحاولون إستنساخ ذلك في لبنان»، وأكدوا «أن لبنان لا يشبه أي دولة أخرى، ولا أحد يسعى لربيع عربي في لبنان، فالدستور اللبناني والميثاق الوطني هما ربيع لبنان، وقد كلفا اللبنانيين أكثر من مائتي ألف شهيد، ودستورنا هو أحد أكثر الدساتير تطورا في العالم. والتغيير المطلوب هو تغيير من خلال المؤسسات، وعبر تطبيق الدستور اللبناني وليس إسقاطه.
} «حلو عنا» }
وفي سياق متصل، عقد تجمع «حلو عنا» مؤتمرا صحافيا عرضوا فيه لوقائع الشكوى القضائية المقامة ضد من اعتدوا بالضرب على المتظاهرين في الحراك الشعبي يومي الاربعاء 16 ايلول والاحد 20 ايلول، وذلك «ايمانا بالمؤسسات الدستورية والقضائية اللبنانية والتي نعول عليها في تحصيل حق المواطن وتحصين الوطن ضد من يحاول ان يحوله الى مزرعة».
ورفض التجمع في بيان الرد على الاساءة بالاساءة، مؤكدا أن الحراك الشعبي لم ينجر يوما الى شتم او سب اية شخصية كانت في اي موقع كان».
كما تحدث أحد الناشطين، فعرض شريط فيديو للمعتدين مع صور لوجوههم وهو ما اعتبره «ابلاغا للقضاء للتحرك لتحديد كامل هويتهم»، مشيرا إلى ان الحملة قامت بتزويد القضاء اللبناني ببعض صور المعتدين، وتقدمت باخبار بمثابة افادة للتوسع بالتحقيق مع المطالبة بمحاكمة المعتدين استنادا للمواد 329 و 554 و573 و 317 و547 التي تنص على محاولة القتل.
الديار مجتمع مدني