انتخابات الأميركية: فوز حاسم لـ «8 آذار»

Saturday, 28 November 2015 - 12:00am
تعادل بين المستقلين و«14 آذار»
لم يتقبّل تحالف «٨ آذار» خسارته في انتخابات الجامعة الأميركية في بيروت، العام الماضي، فشمر عن سواعده وقرّر خوض المعركة بشراسة، مكنته من الفوز بتسعة مقاعد في «الحكومة الطلابية» من أصل ١٧. وهي المرة الاولى التي تشهد انتخابات الجامعة نتيجة مماثلة، منذ إبصار تحالفي «8 آذار» و «14 آذار» النور داخل الجامعة، أي منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري. جاءت النتيجة صادمة لتحالف «١٤ آذار» الذي لم يتمكن من الفوز الا بأربعة مقاعد، ليكسب المستقلون الرهان ويتعادلون مع «14 آذار» بأربعة مقاعد من خلال «النادي العلماني»، الذي غيّر المعادلة وحجز مكانه كحزب مستقل له شعبيته داخل الجامعة، حتى أنه تعادل بعدد المقاعد في بعض الكليات مع «٨ آذار»، ليثبت اصراره على التغيير والعمل الدؤوب من أجل تنفيذ برنامج انتخابي جدّي.
للمرة الاولى، انتخب الطلاب «مجلسهم الطلابي» و «الحكومة الطلابية»، في الوقت نفسه، حيث جرت الانتخابات استناداً الى قانون يعتمد نظام الأكثرية، وهو القانون الذي اعتبره معظم الطلاب «غير ديمقراطي»، كذلك للمرة الاولى لجأ الطلاب الى التصويت الالكتروني، الذي لا يسمح بالطعن بالنتائج بعد الاعلان عنها.
وتتألف «الحكومة الطلابية» من ١٧ مقعدا لممثلين عن كليات الجامعة، من بينها مقعد لنائب الرئيس. وجاءت النتيجة على الشكل التالي: كلية الفنون والعلوم (٤ مقاعد لـ «٨ آذار»، ومقعد واحد للمستقلين). كلية إدارة الأعمال (ثلاثة مقاعد لـ «١٤ آذار»)، كلية الزراعة والعلوم الغذائية (مقعدان لـ «٨ آذار»)، كلية الهندسة (مقعدان لـ «٨ آذار» ومقعد واحد لـ «١٤ آذار»)، كلية العلوم الصحية (مقعد لـ «٨ آذار» ومقعد للمستقلين)، كلية الطب (مقعد واحد للمستقلين)، وكلية التمريض (مقعد واحد للمستقلين).
وبالعودة إلى أجواء الانتخابات، فهي لم تشهد زخماً كبيراً ككل عام، وذلك لكونها جرت يوم الجمعة (بخلاف الاعوام الماضية)، وهو اليوم الذي يتواجد فيه معظم الطلاب خارج الجامعة. لكن ذلك لم يمنع الطلاب من أن يتوزعوا على خلايا عمل لتشغيل ماكيناتهم الانتخابية.
تولى مناصرو «١٤ آذار» توزيع لوائح المرشحين، كذلك فعل تحالف «٨ آذار» و«النادي العلماني».
وكان لافتاً الدعم المعنوي المباشر لوزير التربية الياس بو صعب لـ«٨ آذار»، بعدما نشر على صفحته الرسمية على «فايسبوك» صورة لمرشحي التحالف وكتب شعارهم على شكل وسم «طلاب من أجل التغيير». مع العلم أن نجل بو صعب ترشح الى الانتخابات، وحقق فوزاً كبيراً.
من جهتهم، تفوّق المستقلون على التحالفين على صعيد الترشيح، حيث وصل عددهم الى ٦١ مرشحا. وأعرب هؤلاء عن استيائهم لممارسة التحالفين بعض المضايقات تجاههم، بهدف اخفاء صوت المستقلين في الجامعة، وهي مضايقات باءت بالفشل بعد النتيجة المتقدمة لـ«النادي العلماني». وأكدت مسؤولة النادي جومانة تلحوق، أن «أحدهم قام بإرسال رسائل نصية كاذبة من رقم إحدى مرشحات النادي راشيل بطيش، وتطلب الرسالة من الجميع عدم انتخاب بطيش لانها انسحبت من المعركة». وتوقفت تلحوق عند «الابتزاز» الذي لجأ إليه مرشحو الأحزاب، «من خلال إقناع الطلاب بانتخاب المرشحين الذين ينتمون إلى طائفتهم»، بحسب تعبيرها. ولفتت الى اتهام المستقلين بأنهم مدعومون من قبل مجموعة حراك «طلعت ريحتكم»، وهو الامر الذي نفته تلحوق على الإطلاق.
بدوره، اعترف تحالف «١٤ آذار» على لسان رئيس خلية «القوات اللبنانية» جو عقيقي أن» تحالف «٨ آذار» قام بالتحضير للانتخابات بقوة أكبر هذا العام، كردة فعل على خسارته العام الماضي». وكان عقيقي قد وعد بتحقيق بعض المفاجآت في كلية الفنون والعلوم، وهي قلعة «٨ آذار»، بحسب تعبيره، الا أن النتائج خيبت آماله.
من جهتها، كانت نور محيدلي (حركة أمل) قد أملت بتحقيق خرق في «إدارة الاعمال» التي تكون دائماً من نصيب «١٤ آذار»، لكن النتيجة لم تتطابق مع توقعاتها، ورأت أن هناك حضورا أقوى لـ «٨ آذار» هذا العام في بعض الكليات.
وبالطبع لم يخل المشهد الانتخابي من أجواء «سوق عكاظ». اذ انقسم التحالفان بمواجهة بعضهما أمام «الويست هول»، ليقف المستقلون بينهما بشعار واحد «العلمانية هي الحل»، وبعدها كرّت سبحة الهتافات التقليدية التي ينشدها «٨ و١٤» لـ «الزعيم، والحكيم والسيد والجنرال...».
يذكر ان «الجمعية اللبنانية من اجل ديمقراطية الانتخابات» راقبت الانتخابات واصدرت بيانا اشارت فيه الى انها لم ترصد عددا كبيرا من المخالفات، وتوقفت عند «عدد من الحالات التي لم يرد فيها أسماء الطلاب على لوائح الاقتراع بسبب عدم تسديدهم الاقساط الجامعية المتوجبة عليهم بشكل كامل، ما يعتبر تمييزا سلبيا بحق هؤلاء الطلاب ولا يجب ان يؤثّر ذلك على حقّ الطالب في اختيار مرشحيه للهيئة الطلابية».

لبنان السغير انتخابات تربية وتعليم مجتمع مدني