«باي باي سلسلة باي باي هيئة التنسيق»

Wednesday, 4 November 2015 - 12:00am
كل الانقسامات والخلافات التي حاولت هيئة التنسيق النقابية أن تسترها في الفترة السابقة، انفجرت أمس في اعتصامها في ساحة رياض الصلح، حيث غنّت كل رابطة على ليلاها

بناء على «نصيحة» رئيس المجلس النيابي نبيه بري، تقوم هيئة التنسيق النقابية باتصالات مع الكتل النيابية لاقناعها بادراج مشروع سلسلة الرواتب ضمن «تشريع الضرورة»، وكذلك تقوم بتحرّكات على الارض بهدف الضغط. النتائج حتى الآن «كاريكاتورية»، فهي لم تحصل على أي وعد من أي طرف سياسي بوضع السلسلة على جدول أعمال الجلسة التشريعية المزعم عقدها قريبا، فيما الاضرابات والاعتصامات التي تنفذها باتت اقرب الى طريقة «الاتحاد العمالي العام» المصطنعة.

امس، اقفلت المدارس الرسمية، فيما نقابة المعلمين في المدارس الخاصة لم تُشارك، وبدا الاضراب في الادارات العامّة كشبح غير مرئي، ما عدا غياب عدد من الموظفين عن وظائفهم. ونُفّذ اعتصام في ساحة رياض الصلح، شارك فيه عدد قليل جدا من المعلمين والموظفين. وبدلا من لملمة «الخيبة» تحوّل الاعتصام الى منبر لاعلان الخلاف بين رابطة اساتذة التعليم الثانوي الرسمي وباقي مكونات هيئة التنسيق. تلا رئيس الرابطة عبده خاطر بيانا باسم هيئة التنسيق، أشار فيه الى رفض الهيئة اقرار مشروع السلسلة الموجود في المجلس النيابي قبل تعديله، «وذلك حفاظا على المكتسبات التاريخية لكل الفئات الوظيفية». هذا الموقف استدعى من مكونات الهيئة الاخرى عقد اجتماع طارىء واصدار بيان يؤكد «التمسك بمشروع السلسلة الموجود في المجلس النيابي»، واعتبار ما صدر خلال الاعتصام «لا يمثل إلا رأي صاحبه». رأى خاطر في اتصال مع «الأخبار» أن هذا البيان صدر «عما بقي من هيئة التنسيق»، معلنا تمسكه بما صرّح به، «هيدا موقف الرابطة، من أراد ان يضع يده معنا فأهلا وسهلا به، ومن لا يريد، فنحن رايحين نطالب وحدنا».

تحوّل الاعتصام
إلى منبر لاعلان خلاف مكونات «الهيئة»
ما حصل أمس خلال الاعتصام الذي نفذته الهيئة في ساحة رياض الصلح يعطي صورة عن أزمة الهيئة، التي «باتت في تركيبتها السياسية وطريقة عملها أسوأ من الاتحاد العمالي العام»، وفق ما قاله أحد النقابيين ممن شاركوا في اعتصام أمس. ظهرت خلافات الهيئة أمام الميكروفونات والكاميرات، واضطر الصحافيون الى انتظار حل الخلاف بين أعضاء الهيئة على تلاوة البيان لينقلوا الوقائع على الهواء. في هذا الوقت كانت تجري مباحثات ولقاءات جانبية بين الأساتذة والموظفين لـ»لملمة» الموضوع وتخفيف «الجرصة»، وقد نجح خاطر في ان يفرض على الاخرين تلاوة البيان بدلا من رئيس رابطة اساتذة التعليم المهني والتقني عبد الرحمن برجاوي.
بعد حل هذا الخلاف، ظهر خلاف اخر حول الظهور أمام عدسات الكاميرات وقت تلاوة البيان. جميع «قادة الصف الأول»، باستثناء نائب رئيس رابطة موظفي الدولة وليد الشعار، كانوا يتدافعون للاقتراب من خاطر والظهور في كادر الصورة، وتحوّل المصورون الى «أساتذة مدرسة» يعلّمون قادة هيئة التنسيق الوقوف بطريقة منظمة تسهّل النقل المباشر لكلمة الهيئة.
تلاسن آخر حصل بين رئيس نقابة المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض وأحد أساتذة التعليم الثانوي، الذي قال له «روح أضرِب بالخاص بعدين تعا شارك بالاعتصام»، الأمر دفع بمحفوض للطلب من خاطر معالجة الأمر «قبل ما يكبر المشكل». محفوض رد عدم مشاركة التعليم الخاص في الاضراب الى اعتبار القسم الأكبر من الأساتذة نهار الاضراب كأنه نهار عطلة، حيث تكرر عدم مشاركة الأساتذة والموظفين في التحركات التي تزامنت مع الدعوة الى الاضراب، ويؤكد محفوض فرضيته هذه بالاشارة الى حجم المشاركة الخجول جدا في تحرك أمس.
عدد كبير من الأساتذة والموظفين يشاركون على قاعدة «رفع العتب» في اعتصامات هيئة التنسيق النقابية، وما بدر البارحة من قادة هيئة التنسيق استدعى ردودا ساخرة ومنتقدة للهيئة، حيث صرخ أحد النقابيين خلال الاعتصام «باي باي سلسلة ... باي باي هيئة التنسيق».

لبنان ACGEN اجتماعيات الأخبار حقوق