Tuesday, 16 February 2016 - 12:00am
لا يتوافر سجل وطني للأخطاء الطبية في لبنان. ولا معطيات دقيقة عن عدد الأخطاء الطبية التي تسجل دورياً، غير أن لبنان يشهد زيادة في عدد عمليات التبليغ عن الأخطاء الطبية وتغطية أكبر لوسائل الإعلام للأخطاء الطبية والحوادث التي تحصل في مراكز الخدمات الصحية. إذ تشير دراسة علمية، نشرت في العام 2014، إلى تقديم أكثر من ألف شكوى متعلقة بممارسات طبية خاطئة أو غير سليمة إلى نقابة الأطباء بين الأعوام 1996 و2013.
يتم تعريف الأخطاء الطبية على أنها الفشل في تنفيذ أو استكمال خطوات مقرّرة، كما كان ينبغي، أو اللجوء إلى خطوات خاطئة أو غير سليمة لتحقيق هدف. وقد تشمل الأخطاء الطبية جوانب في الممارسات، و/أو المخرجات (outcomes)، و/أو الإجراءات، و/أو الأنظمة.
ركزت التحقيقات التي أجرتها نقابة الأطباء، وفق الموجز المعرفي للسياسات العامة في شأن الأدلة العلمية الموضوعية حول حجم مشكلة الأخطاء الطبية في لبنان وأسبابها الصادر عن «مركز ترشيد السياسات الصحية-K2P Center» في كلية العلوم الصحية في «الجامعة الأميركية في بيروت»، على الأطباء باعتبارهم المسؤولين الرئيسيين عن الأخطاء، بينما ترتبط غالبية الأخطاء الطبية بإخفاقات على مستوى نظام الخدمات من دون أن تكون نتيجة إهمال شخصي أو عدم كفاءة فردية.
يشرح مدير المركز الدكتور فادي الجردلي أن الخطأ الطبي، ووفق دراسات وطنية وعالمية، غير مرتبط بشخص معين (إن كان طبيباً أو ممرضاً أو عاملاً صحياً)، بل يرتبط الخطأ بعوامل النظام الصحي والمؤسسات الصحية.
يفتقد النظام الصحي في لبنان، وفق الجردلي، مؤشرات أداء لسلامة المريض مثل نوعية الخدمات، ونسبة المضاعفات، وتقويم النتائج من دون وجود نظام وطني للتبليغ عن الأخطاء الطبية. ويفتقر لبنان سياسة محددة لتحسين الجودة (مثل أنظمة التبليغ عن الحوادث والأخطاء الطبية)، أو تقديم تقارير على المستوى الوطني في شأن مجموعة من مؤشرات الأداء المعيارية. في المقابل، يعزز الرد غير العقابي ثقافة التبليغ عن الأخطاء الطبية، فلا يشعر الشخص بالخوف من التبليغ، بل يساهم الرد غير العقابي في فهم الأخطاء الطبية وأسبابها، وبالتالي مراجعتها وتفاديها في المرات المقبلة. من جهة أخرى، تركز المناهج المعتمدة في كليات الطب بشكل كبير على تشخيص الأمراض وإدارتها مع اهتمام أقل بالإدارة السليمة لأنظمة الخدمات الصحية وتحسين الجودة وسلامة المريض، إذ ما زالت ثقافة سلامة المريض غير منتشرة بشكل جيد في القطاع الصحي.
يضيف الجردلي أن وزارة الصحة العامة لا تشترط إعادة ترخيص رخصة مزاولة المهنة لمقدمي الخدمات الصحية ومنهم الطبيب، فلا يوجد تقويم للأطباء بعد حصولهم على إذن مزاولة المهنة، ولا يعتبر التعليم الطبي المستمر (continuing medical education) فعالاً بشكل كافٍ.
يقترح الموجز، الذي ناقشه حول طاولة مستديرة ممثلون عن وزارة الصحة العامة، نقابات الأطباء، والمستشفيات، والممرضات والممرضين، والصيادلة، والصندوق الوطني الاجتماعي، ومنظمة الصحة العالمية، والصليب الأحمر اللبناني، وجمعيات غير حكومية، وأكاديميون، وأطباء، عناصر عدة لمعالجة مشكلة الأخطاء الطبية في لبنان ومنها: تعزيز وتحسين نظام الاعتماد الذي يحث على التغيير والتطور المهني، وإدراج مؤشرات أداء لسلامة المريض ضمن الاعتماد، وأن يتم ربط صفة الاعتماد بمحفزات أخرى مثل الحصول على تمويل من الدولة. وتحسّن المبادئ التوجيهية السريرية المبنية على الأدلة والبراهين العلمية مستويات الجودة وسلامة المرضى في مراكز الخدمات الصحية.
يشدد الموجز على أهمية إصدار وتطبيق سياسات تعزز عملية التبليغ عن الحوادث والأخطاء الطبية بشكل سري (مع عدم الكشف عن صاحب/مصدر التبليغ) على مستوى المؤسسات والوطن. تساعد سياسات التبليغ غير العقابية المؤسسات على التعلم وتشجع على التحقيق والرصد بشكل مستمر.
ويلحظ الموجز ضرورة تمكين المرضى وتثقيفهم لتحسين جودة الخدمات وسلامة المرضى، إذ يعزز تمكين المرضى التوافق والتشارك في صناعة القرار، والالتزام بالتعليمات الطبية، والتبليغ عن الأخطاء الطبية. يشير الجردلي إلى دور وسائل الإعلام في تمكين المريض وتثقيفه غير أن تناول الأخطاء الطبية بشكل غير دقيق وسريع يؤذي الطبيب والمؤسسة الصحية.
«الرعاية الصحية الأولية»
افتتح وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور، أمس، مركز الرعاية الصحية الأولية في «مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي»، وقام بجولة على المركز الجديد وأقسام أخرى في المستشفى. ونوه أبو فاعور بالإنجازات التي حققها المستشفى قائلاً «إن الانخفاض الشهري في حجم المترتبات المالية بلغ 550 مليون ليرة لبنانية، وإن معدل الإقامة للمرضى في المستشفى انخفض، وإن عدد المرضى الذين تم علاجهم في المستشفى قد ارتفع بشكل كبير، فهذا أشبه بمعجزة!» وأعلن أبو فاعور عن المشروع المستقبلي المتعلق بالمستشفى الذي يرتكز على زيادة عدد الأسرّة إلى 520 سريرًا ما يعني أن الكثير من آلام وأوجاع والمعاناة اللبنانية على أبواب المستشفيات سيكون لها حلّ. ويندرج افتتاح المركز ضمن أهداف المستشفى في تلبية احتياجات المواطنين ورعاية صحة المواطن قبل بلوغه مرحلة المرض والعلاج.
إحالة خطأ إلى نقابة أطباء الأسنان
أحال وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور، الى نقابة أطباء الاسنان، الشكوى المقدمة من نورا بريدي ضد طبيب الاسنان حبيب. ظ. لتسببه بآلام وتشــوه في اسنان صاحبة العلاقة، وطالب «بالاطــلاع وإجراء التحقيق اللازم واتخاذ الاجــراءات القانونية المناسبة».
ACGEN اجتماعيات السغير صحة