فؤاد أيوب رئيساً لـ«اللبنانية».. «أقفل الملف ولا مفاجآت»؟

Tuesday, 2 August 2016 - 1:00am
في لبنان الأمر للطائفة في كل شاردة وواردة، وإن لم ينص لا دستور ولا قانون على ذلك. هو العرف في التشكيلات والتعيينات من الفئة الأولى إلى آخر فئة في الإدارة والمؤسسات العامة.
تغلغل الطائفية السياسية في كل مفاصل الدولة، قد يبدو طبيعياً في بلد فيه من الطوائف ما يتجاوز أصابع اليد مضروبا باثنين، لكن أن تتحوّل رئاسة أهم صرح تربوي (الجامعة اللبنانية) إلى موضوع طائفي وسياسي بالدرجة الأولى، فتلك المسألة تنسف كل الادعاءات حول أن عملية اختيار رئيسها تتم من خلال اقتراع مجلس الجامعة.
يوضح أحد المسؤولين المعنيين بملف رئاسة الجامعة اللبنانية مباشرة، أن موضوع الرئاسة «بدأ تربويا والآن بات سياسيا بامتياز»، معترفا في الوقت نفسه، أن «كل ملف على أهمية رئاسة الجامعة قائم على المحاصصة السياسية والطائفية وعلى هذا الأساس درج العرف بأن يكون رئيس الجامعة من الطائفة الشيعية، ولن يكون غير ذلك ولو بقوة الاقتراع».
ويشير المعني نفسه، لتأكيد وجهة نظره، إلى أن مجلس الجامعة مؤلف من عمداء بعضهم عيّن بالسياسة، وكذلك ممثلي الأساتذة، وعليه، هناك تنسيق دائم بين العمداء والممثلين ومرجعياتهم السياسية حتى قبل إجراء التصويت لاختيار المرشحين الخمسة لرئاسة الجامعة.
وحول تنوع المرشحين للرئاسة، يشير إلى أن هناك من ترشح بناء لطلب وزير التربية إلياس بوصعب (اثنان من أصل خمسة) وذلك للحفاظ على التنوع السياسي والطائفي الشكلي، «لأننا قد نقبل بالتنوع في التعيينات والمجالس واللجان لكن ليس بالترشيحات لرئاسة الجامعة»، ومن لديه رأي آخر «عليه أن يبحث في إلغاء الطائفية السياسية من جذورها. عندها تصبح كل المراكز خاضعة للنقاش وليس فقط رئاسة الجامعة». أما عن البعد السياسي، فهو يسير بالتوازي مع الأكاديمي، ويستدل بذلك على ترشيح الدكتور فؤاد أيوب الذي جاء بالاستناد إلى ملفه الأكاديمي، مستدركا أن أيوب «هو الرئيس المقبل للجامعة، بحسب منطق الأمور ومسارها»، مشددا على «أننا لا نتوقع أية مفاجآت»!
وإذ يشدد المسؤول التربوي على أن «حزب الله» مكون أساسي ويحق له اختيار مرشحين لرئاسة الجامعة، يوضح أن عدم نيل مرشح الحزب نسبة الأصوات نفسها التي نالها مرشحا حركة «أمل» يعود إلى أن الحركة التزمت بالتصويت لمرشح الحزب لكن هناك بعض الحلفاء الذين قاموا بشطب اسم مرشح الحزب لأن لديهم حسابات سياسية خاصة.
المشهد لناحية إعداده وإخراجه يبدو جذابا، وفق الآلية، صوّت مجلس الجامعة لخمسة أسماء من بين عدد من المرشحين، رفعت الأسماء إلى وزير التربية يوم الجمعة الماضي، وبدوره، سيرفعها إلى مجلس الوزراء مصحوبة بتوصيته، تمهيدا لاتخاذ القرار المناسب.
لوهلة قد تبدو هذه الطريقة تربوية بامتياز، إذ أن قيام مجلس الجامعة المؤلف من العمداء وممثلي الأساتذة بواجب التصويت قد يوحي للبعض أن السياسة أصبحت خارج القاعة التي اجتمعوا فيها، وذلك بخلاف الواقع إذ أن المرشح الأقوى لا يكون من نال النسبة الأعلى من الأصوات بل من اختارته الطائفة!

لبنان ACGEN السغير تربية وتعليم