نتيجة لاربع سنوات من المناقاشات العقيمة حول قانون الانتخابات النيابية، بين موال للنظام النسبي ومعارض له، خلت مسوّدة البيان الوزاري التي أقرها مجلس الوزراء في جلسته يوم السبت الماضي، والتي تضمنت فقرة شددت على ضرورة انجاز قانون انتخاب عصري، من أي إشارة الى "النسبية بعد أدرجت في المسوّدة الأولى. وبحسب مصادر صحفية، فإن سحب "النسبية" من المسوّدة النهائية للبيان جاء بناء على اقتراح من عضو اللجنة ممثل "اللقاء الديموقراطي"، وزير التربية، مروان حمادة، من دون أن يلقى اعتراضاً من أعضاء اللجنة. كذلك، علم ان مصادر نيابية بارزة في “تيار المستقبل، اكدت لصحيفة "السياسة"، ان "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" تحديداً، لن يوافقا على أي صيغة من صيغ قانون النسبية الكاملة التي يريدها "حزب الله" ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، وبالتالي فإنهما يدعمان السير بالقانون المختلط لاعتماده في الانتخابات النيابية المقبلة. وعليه تداعت المرجعيات الدينية، خلال الشهر الحالي، في اطلاق المواقف حول الموضوع، وان من مواقع مختلفة. فقد رأى المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، أن "أولوية الأولويات في المرحلة المقبلة يجب أن تكون في البحث في قانون انتخابي جديد يؤمّن صحة التمثيل لجميع أطياف الوطن، مشيرا الى أن "أي قانون يخفي محاولات عزل سُجابه بالوسائل والطرق المتاحة ". كذلك، افرجت "الرابطة المارونية" عن مشروع قانون الانتخابات التي تراه يوفر المشاركة السياسية لكل الاطراف والذي جاء تحت عنوان: "حول قانون انتخاب النسبية داخل القضاء". وبحسب الرابطة، فالقانون المقترح ينسجم مع المطالبة باعتماد النسبية بطريقة مبتكرة تؤمن تفكيك الكتل الكبيرة "الباحثة عن مصالحها الخاصة"، وتتيح للأقليات التعبير عن رأيها. ومن وجهة نظر واضعي المشروع "فان مصلحة الموارنة والمسيحيين/ات تتأمن متى تأمنت مصلحة جميع اللبنانيين/ات". الى ذلك أعلن "اللقاء الأرثوذكسي" رفضه إجراء الانتخابات النيابية المقبلة على أساس "قانون الستين"، مشدداً على أهمية إجرائها على أساس مشروعه "القانون الأرثوذكسي"، اي اعتبار لبنان دائرة انتخابية واحدة، على قاعدة النسبية، على أن تنتخب كل طائفة نوابها.". كذلك، طالب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ عبدالأمير قبلان، السياسيين ان يعملوا على انتاج قانون انتخابي قائم على النسبية وان يحقق التمثيل الصحيح لكل المكونات السياسية والطائفية. (السفير، النهار، الديار، المستقبل 7 و22، 27 و28 ك1 2016)