اختتمت الحكومة، في 27 ايار الماضي، مشروع موازنة العام 2019، وأحالتها إلى المجلس النيابي حيث يرجح أن تحتدم المعركة حول بنودها. وقد رأى الكثير من المراقبين ان الموازنة التقشفية خلت من اي رؤية اقتصادية، مركزة على الاقتطاع من مخصصات وتعويضات ذوي الدخل المحدود، وتجريدهم/ن من بعض مكتسباتهم/ن من جهة، وعلى فرض المزيد من الرسوم والضرائب على الأفراد، محققة على الرغم من ذلك خفضاً مأمولاً في العجز من 11.4% إلى 7.59% من الناتج المحلي الإجمالي، كما انها لم ترفق مع قطوع الحسابات للسنوات الماضية، أو حتى قطع الحساب للعام الفائت. وتجدر الاشارة الى ان رئيس الجمهورية ميشال عون وقع يوم اول من امس مرسوم إحالة مشروع قانون إلى مجلس النواب الذي يجيز جباية الواردات وصرف النفقات على أساس القاعدة الإثني عشرية حتى 30 حزيران المقبل.
وفي ردود الفعل الاولية على اقرار مشروع الموازنة، رحبت سفارتا فرنسا وبريطانيا به، منوهتان بتقيّد لبنان بالتزامات مؤتمر "سيدر من جهة، بينما "اعتبرت وكالة "ستاندرد آند بورز غلوبال" للتصنيف الائتماني، من جهة اخرى، ان مشروع الموازنة الذي يستهدف خفض العجز المالي إلى 7.6% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام قد لا يكون كافياً لاستعادة الثقة الخارجية، مضيفة ان عدم تحقيق هدف خفض العجز أمر وارد، لا سيما أن أي إجراءات لخفض التكاليف ستطبق فقط في النصف الثاني من العام، كما توقعت ان يبلغ العجز المالي في لبنان 10% في الـ2019. كذلك رأت الوكالة ان ارتفاع الدين العام سيستمر ليتجاوز 160% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2022، صعوداً من 143% سنة 2018، وذلك في غياب تعزيز جوهري للإيرادات وإجراءات خفض النفقات. محلياً، قال الامين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، ان هنلك نقاط جوهرية يرفضها الحزب بالموازنة لانها تمس بعموم الناس وذوي الدخل المحدود، فيما اعتبر وزير الخارجية، جبران باسيل، أن خفض العجز لا يزال نظريا والاهم الالتزام به، بينما اكد نائب رئيس مجلس الوزراء، غسان حاصباني، ان خفض العجز غير كافيا، لافتا الى ان الموازنة تحتوي على عوامل إيجابية لكن تبقى العبرة في التنفيذ. من جهتها، اعتبرت كتلة المستقبل ان الموازنة ترسي قاعدة متينة للانطلاق بالبرنامج الحكومي للاستثمار لوتطوير البنى التحتية الذي اتفق عليه في مؤتمر سيدر. تجدون ربطاً:
https://crtda.org.lb/webfm_send/152 جدول بابرز بنود مشروع الموازنة. (الاخبار، الديار، النهار والمستقبل 24، 25، 26، 28، 29 ، 30 ايار 2019)
اخبار سابقة حول الموضوع:
جلسة الموازنة اليوم في بعبدا هل تكون الاخيرة؟
https://lkdg.org/ar/node/18520
موازنة 2019: احتمال صعود الدخان الأبيض اليوم
https://lkdg.org/ar/node/18503
الكباش حول الموازنة: في الوقت الضائع باسيل يطرح ورقة عمل مالية شاملة وطموحة!
https://lkdg.org/ar/node/18494
مسلسل الموازنة الحكومي مستمر وتحذير من نفاد صبر الجهات المانحة
https://lkdg.org/ar/node/18492
النقاشات الحكومية حول الموازنة تتجنب النقاط "العويصة" وتتلهى بالجمعيات
https://lkdg.org/ar/node/18483
المس بالرواتب يأسر الموازنة والتحركات الاحتجاجية مستمرة
https://lkdg.org/ar/node/18478