منذ اندلاع الحراك الشعبي في 17 تشرين الاول الماضي، ظهر الكثير من المبادرات المدنية الاهلية الهادفة للتخفيف من الفقر. ففي ساحات الانتفاضة، عمدت مجموعات من المعتصمين/ات الى تحويل بعض الخيم، إلى مطاعم ومتاجر وعيادات تقدم خدماتها بالمجان لكل محتاج/ة. في صيدا، أقام متظاهرون/ات في ساحة إيليا منذ أكثر من شهرين، مطبخاً جاهزاً يحضّرون/ن فيه وجبات للفقراء، كما خصصت خيمة لتوزيع الثياب المستعملة على المحتاجين/ات، كذلك فتحت جمعيات أهلية أيضاً "مطعم الخير" لتوزيع الطعام للفقراء على مدى خمسة أيام أسبوعياً. في بيروت وأمام مصرف لبنان المركزي، نصب متظاهرون/ات خيمة تلقوا/ن فيها تبرعات من ثياب إلى فرش ومواد غذائية لتوزيعها على محتاجين/ات، بينما أنشئ في إحدى الخيم في طرابلس مطبخ يهدف إلى تحضير 2500 وجبة يومياً لتوزيعها على الفقراء الذين/اللواتي يتهافتون/ن عليها من كل المناطق. من جهة ثانية، اقر المجلس البلدي لمدينة بيروت في جلسة استثنائية عُقدت في 30 ك1 الماضي تقديم مساعدات اجتماعية عاجلة للمحتاجين/ات من أبناء بيروت، مشكلا لتلك الغاية لجنة من أعضاء المجلس لإجراء استقصاء أسعار أو استدراج عروض لتقديم مساعدات عينية ومواد غذائية لنحو 20 ألف عائلة (معدل أفراد الواحدة منها خمسة أشخاص). وفي حديث مع صحيفة الاخبار، افادت مصادر في البلدية بان تكلفة المشروع حوالي نصف مليون دولار، وهو مرحلة أولى سيتبعها لاحقاً البحث في تأمين أدوية للمحتاجين/ات، فيما اعتبرتها الاخبار بانها رشوة انتخابية من تيار المستقبل لانه تم حصر المستفيدين/ات من تلك المساعدات بحاملي سجل العاصمة على بطاقاتهم/ن فقط. الى ذلك، نفت وزارة الشؤون الاجتماعية في بيانا اصدرته في 29 ك1 الماضي ان يكون لها اي علاقة بحملة "مع بعض مندفي القلوب"، التي أطلقتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة بالتعاون مع عدد من الجمعيات اللبنانية وعلى رأسها كاريتاس - لبنان، والقائمة على تقديم مساعدات نقدية لعدد من العائلات اللبنانية الفقيرة. (الاخبار، الديار، النهار 28، 30، 31 كانون الاول و3 كانون الثاني 2019)