نشرت "السفير" تحقيقاً حول كبار السن في لبنان، الذين يشكلون 9٪ من مجمل شعبه، ويعيشون على إيقاع الانتظار، فتكون زيارة صديق أو حفيد هي كل السعادة التي تخبئها لهم الحياة بينما يحكم الإنتظار بقية الأوقات، وذلك بدلاً من قطاف الثمار والراحة والتمتع بالحقوق الأساسية بعد سنين من الشقاء. وقد وصفت الخبيرة في اللجنة الوطنية الدائمة للسكان التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية الدكتورة حلا نوفل، في حديث ل"السفير"، التقديمات الصحية بالنسبة إلى كبار السن في لبنان بالكارثة، مؤكدةً، بالإستناد إلى المسح الشامل الذي أجرته وزارة الشؤون الاجتماعية عام 2007، أن أكثر من 55 ٪ ممن تخطوا الخامسة والستين لا يستفيدون من التأمينات الصحية، وهو رقم ينخفض إلى 41،5 ٪ لمن تخطوا الثمانين من العمر.
وأشارت "السفير" الى انه تبيّن، من خلال المسح الشامل الذي أعدته الشؤون عام 2004 في شأن صحة الأسرة، أن 43 ٪ من المسنين يقومون بنشاطات مختلفة للأسرة، كالاهتمام بالأطفال أو المساعدة بالأعمال المنزلية، فيما يحصل 60٪ منهم على مساعدات من أولادهم. وعلى الصعيد الصحي، يشير المسح إلى أن 78 ٪ من المسنين يشكون مرضاً، حيث يتقدم ارتفاع ضغط الدم الأمراض الأخرى فيطال 37 ٪ منهم، تليه أمراض القلب بنسبة 23 ٪ ، ثم السكري 22 ٪.
ويشير التقرير الوطني حول الخدمات المتوافرة لكبار السن في لبنان الصادر عن الوزارة عام 2010، إلى وجود 49 مؤسسة تقدم خدمات للمسنين في لبنان، يقيم فيها حوالى 4 آلاف مسن أي 1،5 ٪ من اجمالي عدد المسنين، فيما سجّل نقص حاد في التقديمات الصحية «الأهم بالنسبة إلى المسن». وبحسب التقرير، فإن وزارتي الشؤون والصحة تغطيان تكلفة ثلثي هؤلاء المقيمين، حيث تنفق الشؤون لكل واحد منهم 4 آلاف ليرة يومياً للإيواء و15 ألف ليرة للصحة، علماً أن الحاجات اليومية للفرد الواحد قد تصل كلفتها إلى ستين ألف ليرة. (السفير 24 شباط 2012)