Saturday, 27 April 2013 - 12:00am
يمّين لـ "النهار": مشروع التدريب مستمرّ في ميزانيتنا
مع استخدام التكنولوجيا الحديثة وتطوير المناهج في التعليم، تتحضر المدارس الرسمية والثانويات في لبنان، إلى استبدال اللوح التقليدي في صفوفها بلوحٍ تفاعلي الكتروني. هذا اللوح هو عبارة عن شاشة مرتبطة بجهاز الكومبيوتر الخاص بالأستاذ، وبمسلاط (بروجيكتور) ينقل المعلومات من الكومبيوتر إلى شاشة اللوح. بهذه التقنية يتم استبدال الطبشور بقلم خاص، يستخدمه الأستاذ للتحكّم بالشاشة التي تجعل التلامذة يتفاعلون مع المعلومات التي يتلقونها من أساتذتهم ومعلميهم.
هل يُطبق استخدام هذا اللوح في شكل جزئي أم كلّي في المدارس؟ وهل يتوافر باعداد تلبّي حاجة كل المدارس الرسمية والثانويات؟
يشرح رئيس قسم التعليم المبرمج في المركز التربوي للبحوث والإنماء عبدو يمين لـ "النهار" أهميّة هذا اللوح بالنسبة إلى التلامذة، لافتاً إلى أنه "نوع متطور من اللوحات البيضاء التفاعلية الحساسة، يتم التعامل معها باللمس، وتتميّز في إمكان تشغيل كل برامج "مايكروسوفت أوفيس"، وفي إمكان التحكم بصفحات الانترنت، من خلال إضافة أبعاد ومؤثرات خاصة، وبرامج مميزة، تساعد في توسيع خبرات التلامذة وإثارة اهتمامهم. كما أنه يتيح استخدامات غير محدودة للكتابة والرسم، وإدراج رسوم ومقاطع الصوت والفيديو وغيرها".
ويوضح أن المعايير العالمية التي يتم اختبارها "تشمل التجهيزات التكنولوجية داخل الصفوف وقدرة التلامذة على استخدامها، بالإضافة إلى متابعة دورية ينفذها متخصصون للاطلاع على الدروس التي يلقنها الأساتذة لتلامذتهم في المدارس".
ويذكر أن الشركة أنتجت اللوح للتكيّف مع خبرة المعلّم والمادة الدراسية ونظام التعليم، لاستخدامه في فصول الدراسة، بدءاً من التعليم في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وصولاً إلى التعليم الثانوي والتعليم العالي.
مشروع تدريب الأساتذة مستمر
لا يتوانى المركز التربوي عن تطوير مناهج التعليم إذا ما توافرت الإمكانات المادية والكوادر البشرية، إذ جنّد منذ العام الماضي فريقاً من المتخصصين لتدريب عيّنة من الأساتذة على استخدام اللوح التفاعلي تمثلاً بمدارس دول في الخارج، وسعياً إلى تطبيق هذه التقنية ولو بعد سنوات.
وتأتي هذه الدورة التدريبية تنفيذاً لوثيقة التفاهم الموقعة مع شركة "بروميسيان" العالمية ووزارة التربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء. وتتضمّن، وفق يمين، "إقامة دورة تدريب لـ 50 مدرّباً وتقديم ستة ألواح تفاعلية مع مستلزماتها التقنية إلى ست مدارس رسمية ابتدائية موزّعة على المحافظات كافة، لتكون بمثابة مرحلة تجريبية يتم فيها تطبيق استخدام اللوح التفاعلي في التعليم". ولا يكتفي المركز التربوي بتدريب 50 مدرّباً وفق الإتفاق مع الشركة، ويقول، "طرحنا على رئيسة مكتب الإعداد والتدريب هدى أبو عسلي أن تكون دورة التدريب على هذه التقنية من ضمن البرنامج التابع للإعداد والتدريب، وهي رحبّت بزيادة عدد المدربين وبات يضم حوالى 120 متدرباً في برنامج التدريب المستمر في كل المناطق اللبنانية".
وسيقوم المتدربون في أيلول المقبل، بتحضير دروس رائدة مستخدمين تقنية الألواح التفاعلية في التعليم، وإعداد مشروع الأستاذ من ضمن استخدام هذه التكنولوجيا، فضلاً عن الكفايات والمهارات المبنية على دراسة مركز التربوي.
ومع بداية السنة الدراسية المقبلة، سيتولى المتدربون، من خلال مشروع التدريب المستمر، "تدريب أساتذة ومعلمين في 180 ثانوية ومدرسة رسمية حصلت على ألواح تفاعلية من مؤسسة الوليد بن طلال العام الماضي"، وفق يمين الذي يشير إلى أن إدخال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى الصفوف في المدارس والثانويات يقع في صلب اهتمامات المركز، "ليس فقط لجهة تدريب المدربين على استخدام هذه الألواح بل للتوسع في العديد من المشاريع المتعلقة بالمعلوماتية التربوية في التعليم العام وفي تطوير المناهج وتحويلها رقمية". ولفت إلى مشروع تعميم الكومبيوتر اللوحي بصورة تدريجية، كاشفاً أن وزارة التربية ستتسلم خلال أسابيع قليلة 1500 كومبيوتر لوحي من وزارة الاتصالات للتوسع في استخدام التعليم الرقمي في المدارس.
ولهذا المشروع ميزانية خصصها المركز التربوي للإفادة منه إلى أقصى حدود، ويؤكد يمين أن عملية التدريب المستمر ستخرج عن النمط التقليدي والكلاسيكي، باعتماد وسائل متطورة من طريق تغيير اسلوب الأساتذة في طرق التعليم وابتكار وسائل حديثة بفكر جديد يواكب تطور القرن الحادي والعشرين.
وانطلق المركز التربوي بخطوته هذه لمواكبة بعض الدول المتقدمة مع انه لا يزال في المرحلة التجريبية. وبعد الإنتهاء من تدريبات أساتذة المدارس الرسمية والثانويات التي تستغرق سنة أو أكثر على استخدام اللوح التفاعلي، يختم يمين، "نقف عند هذا الحد ونُبلغ وزارة التربية بالأمر على أن تقوم الأخيرة بدورها باعتماد هذه التقنية الجديدة في التعليم وتطبيقها في مدارسها الرسمية".
لبنان ACGEN اجتماعيات النهار تربية وتعليم