تستمر"الرعاية الاميركية" بالتدخل الفظ في شؤون لبنان اخذة اشكال وعناوين مختلفة. فقد زار رئيس الوزراء، سعد الحريري مطلع الاسبوع الماضي واشنطن، والتقى عددا من المسؤولين الأميركيين، ابرزهم وزير الخارجية الاميركي، مايك بومبيو، الذي ناقش معه عددا من العنواين ابرزها ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان واسرائيل، التهريب، ملف حزب الله والعقوبات. وفيما لفتت صحيفة النهار الى وعد بومبيو باستعداد الولايات المتحدة المشاركة كوسيط للتوصل الى اتفاق في ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية، قالت الديار نقلا عن مصادر، ان من ابرز فحوى النقاشات بين الطرفين، ‎طلبات اميركية متنوعة منها‎: مساعدة ‏الحكومة اللبنانية واشنطن على محاصرة حزب الله عملياً عبر عدم تنسيق أي وزارة داخل الحكومة مع وزارة الصحة ‏ التي يتولاها حزب الله‎، الزام الحكومة حزب الله الالتزام بالمادة العاشرة من القرار 1701 ‏لوقف النار والهدوء على الحدود، الطلب من وزاراتي الاقتصاد والمال ‏مراقبة الشبكات التجارية والصناعية ‏التي تأتي بمردود للحزب. واشارت الديار الى قول بومبيو ان الجيش اللبناني متعاون مع مديرية مخابرات الجيش الأميركي، لكنه شكا ‏من مديرية مخابرات الجيش التي لا تقدم معلومات هامة، كاشفا ان بلاده مستعدة لتقديم 100 مليون دولار مساعدة لمديرية مخابرات الجيش اذا التزمت بإعطاء ‏معلومات عن حزب الله، مضيفا ان الحدود البرية بين لبنان وسوريا غير ‏مضبوطة وفيها اكثر من 150 معبراً فيما لا يستطيع حاجز الجيش التدخل مع سيارات حزب الله التي ‏تمر دون أي تفتيش. من جهته، قال الحريري بعد اللقاء ان الادرارة الاميركية جددت تأكيدها دعم لبنان سياسيا واقتصاديا، لافتا فيما يتعلق بالعقوبات انه لا يمكن للبنان تغيير وجهة نظر اميركا في ماخصها، كما تطرق الى ملف التهريب لافتا الى انه سيتم ايلاء اهتمام خاص لمنعه في موازنة 2020. من جهتها، نقلت الديار عن مصادر قولها ان الحريري ابدى تفهمه للطلبات الاميركية مؤكدا انه سيبحث الازمة مع حزب الله، رغم اقراره ان لا احد يستطيع السيطرة على قرار ‏الحزب في شن حرب على إسرائيل. ‎ ‎‎وحول العقوبات الجديدة، كشفت الاخبار في 19 آب ، نقلا عن مصادر، عن لوائح جديدة ستصدر قريباً يمكن أن تتضمن أسماءً في تيارات وأحزاب سياسية حليفة لحزب الله. من جهته، رأى رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله»، السيد هاشم صفي الدين، ان العقوبات لن تغير في الوقائع شيئ.
وفي وجه صارخ للتدخل الاميركي في الشؤون اللبنانية، صدر بيان سافر عن السفارة الاميركية في لبنان في 7 آب الماضي، طلب بوضوح رفض "أي محاولة لاستغلال الحادث المأسوي الذي وقع في قبرشمون في 30 حزيران الماضي، مطالبا السلطات اللبنانية التعامل مع الأمر بطريقة تحقق العدالة دون تأجيج نعرات طائفية ومناطقية بخلفيات سياسية". يذكر ان حادثة إطلاق النار التي وقعت في قبرشمون بين مناصري الحزبين التقدمي الاشتراكي والديمقراطي (https://lkdg.org/node/18628)، انتجت ازمة سياسية حادة، ادت الى تعطيل انعقاد الحكومة، لم تنفع معها في البدء اي من الوساطات السياسية الداخلية، بينما التدخل الاميركي يبدو انه فعل فعله، فعقد اجتماع "مصارحة ومصالحة" في بعبدا في 9 آب الماضي جمع بين الامير ارسلان والزعيم جنبلاط والرؤساء الثلاث، نجم عنه زوال الازمة واستئناف الحكومة لعملها. (الاخبار، النهار والديار 10 ، 15، 16،17 و19 اب 2019)

اخبار ذات صلة:
اميركا تعاقب نائبين من حزب الله
https://lkdg.org/ar/node/18650
دائرة العقوبات الاميركية على حزب الله تتوسع وتطال الحلفاء
https://lkdg.org/node/18489
لبنان القوي والسيادي(!): املاءات اميركية في ادق التفاصيل الاقتصادية والسياسية
https://lkdg.org/node/18442
حصار اميركي-بريطاني لافقار حزب الله
https://lkdg.org/node/18280
قرار بريطانيا بحظر حزب الله يعزز المخاوف حول المساعدات الدولية للبنان
https://lkdg.org/ar/node/18279
اميركا قلقة من تولي حزب الله وزارة الصحة والامم التحدة تؤكد استمرار دعمها
https://lkdg.org/node/18264
عقوبات اميركية جديدة على حزب الله وتشدد رقابي غربي على لبنان!
https://lkdg.org/node/17836
ضغوط اميركية جديدة على لبنان قد تشمل المساعدات العسكرية
http://lkdg.org/ar/node/17796
الرئيس عون: لبنان يتاثر سلبا بالعقوبات على ايران وحزب اللهً
http://lkdg.org/ar/node/17731