الملف الحكومي مجمد، عودة نغمة الخلاف حول الصلاحيات، الحريري متمسك بموقفه ولن يعتذر

مع تعثر عملية تشكيل الحكومة، عاد التناحر بين الرئيسين الحريري وعون حول الصلاحيات الدستورية الى السطح مجدداً، وذلك مع دعوة الرئيس عون المجلس الدستوري الى تفسير الدستور وعدم الاكتفاء بمراقبة القوانين، مشيراً بذلك الى المواد الدستورية المتعلقة بتشكيل الحكومة وصلاحيات الرئيسين. حول الموضوع، اشارت صحيفة الديار الى ان الخلاف يرتكز مجدداً على تفسير المادتين 53 و64 من الدستور، الاولى تنص انه "يُصدر بالإتفاق مع رئيس مجلس الوزراء مرسوم تشكيل الحكومة"، والثانية على أنّ رئيس مجلس الوزراء "يُجري الإستشارات النيابية لتشكيل الحكومة ويوقّع مع رئيس الجمهورية مرسوم تشكيلها"، موضحة في هذا السياق نقلا عن مصادر ان المادتين  تنصان ان الشركة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف مطلوبة في تشكيل الحكومة ولا يُمكن بالتالي لأي طرف الإستغناء عن دور الآخر أو محاولة إلغائه. دعوة الرئيس عون اثارت ردود فعل رافضة، أبرزها من رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، الذي سارع الى الرد  معتبرا ان دور المجلس الدستوري هو المراقبة فيما تبقى مهمة التفسير للبرلمان، موضحا ان هذا الأمر حسمه الدستور ما بعد الطائف، وهو الموقف الذي ايده ايضا كل من الرئيس ميقاتي والنائب المستقيل مروان حماده. من جهة ثانية، تستمر السجالات بين الرئاستين الاولى والثالثة، فبعد المؤتمر الصحافي لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي شن فيه هجوما على الرئيس الحريري، تم تسريب فيديو للرئيس عون يقول فيه للرئيس دياب انه لم يسلّم الحريري كما يزعم الاخير اي تشكيلة حكومية خلال اللقاءات التي جمعتهما، متهما الحريري بالكذب، الامر الذي ادى وفقا لصحيفتي الديار والنهار الى توقف كل الوساطات. في الخلاصة، رأت صحيفة الاخبار ان الرئيس عون منذ البداية لا يريد الحريري وهو الآن متمسك برأيه اكثر، فيما نقلت الصحف عن مصادر في تيار المستقبل قولها ان الرئيس الحريري لن يعتزل ولن يتنازل عن اي من شروطه في التشكيل، وهو ما اكده رئيس تيار "المستقبل" مصطفى علوش،  لموقع "لبنان 24" بقوله ان "محاولات الرئيس عون وباسيل لدفع الحريري للإعتذار لن تصل إلى نتيجة، فلا عون ولا باسيل اختارا الحريري لتأليف الحكومة، بل كلّفه المجلس النيابي"، في حين اضافت صحيفة النهار ان الطائفة السنية تعتبر ان هنالك استهدافا لها مباشرا من التيار الوطني الحر، وانه في ظل ذلك لن يتجرأ اي سني (غير الحريري) على تولي رئاسة الحكومة.  (الاخبار، الديار والنهار 9، 13 ك2 2021) 

اخبار سابقة ذات صلة:
الملف الحكومي: باسيل لا يأتمن للحريري، الامارات والسعودية غير مكترثتين
https://lkdg.org/ar/node/19978
لا حكومة قريبة في الافق، والاوساط السياسية الداخلية في عطلة!
https://lkdg.org/ar/node/19961
تأليف الحكومة الى المجهول بعد الغاء زيارة الرئيس ماكرون
https://lkdg.org/ar/node/19930
الرئيس ماكرون "حردان" وقد لا يلتقي المسؤولين اللبنانيين، تأليف الحكومة بانتظار التوافق الدولي والاقليمي
https://lkdg.org/ar/node/19919
تحذير اميركي من ايام صعبة وانذار فرنسي اخير لمعرقلي تشكيل الحكومة
https://lkdg.org/ar/node/19917
مأزق تشكيل الحكومة: الحريري يناور بتشكيلة الامر الواقع، وعون بصيغة مضادة
https://lkdg.org/ar/node/19909