القطاع العقاري في 2021: تراجع معاملات البيع 68.3%، ارتفاع اسعار الشقق السكنية 10 أضعاف

بلغت الازمة الاقتصادية-المالية سوق العقارات، القطاع الوحيد الذي بقي بمنأى عن ارتداداتها، بحيث شهد وحده بخلاف كافة القطاعات انتعاشا كبيرا في العام 2020 (https://lkdg.org/ar/node/20014). فقد كشفت آخر الإحصاءات التي نشرتها المديرية العامة للسجل العقاري، ان قيمة معاملات بيع العقارات سجلت تراجعاً مقداره 68.3% في الشهر الأول من عام 2021 ، متراجعة من 4,668 عملية بيع في كانون الثاني 2020، إلى 1,482 عملية في الشهر الأول من 2021، مسجلة في كل المناطق انخفاضاً في قيمة معاملات المبيعات، جاء على الشكل التالي: المتن (-97.3%) ، البقاع (-81.0%)، بعبدا (-77.8%). تجدر الاشارة الى ان القطاع العقاري شهد في العام 2020 طفرة غير مسبوقة، اذ زادت عمليات شراء العقارات 62% عن عام 2019 وذلك بسبب اقدام المودعين على شراء عقارات لتحرير ودائعهم المصرفيّة في ضوء ازمة القطاع المصرفي بحيث كانت تجري عملية الشراء عبر شيكات مصرفية. حول الموضوع، قال الإستشاري العقاري، حسام دغمان، لصحيفة الديار، ان من الطبيعي بعد الطفرة التي حصلت في الفترة الماضية ان يتجه القطاع نحو الركود أو التباطؤ، مشيرا الى انه في العام 2020 جرت مقايضة بالتراضي بين ثلاثة أطراف هي المودع الذي إستثمر ماله، المقاول الذي أنهى دينه، والبنوك التي حصّلت أموالها، لافتا في المقابل الى ان اليوم لا شيء يوحي في الافق باستمرار القدرة الشرائية خصوصا مع غياب إمكانية الاقتراض، استحالة تحويل الأموال من الخارج، والإنهيار الجنوني للعملة اللبنانية مقابل الدولار. يبدو ايضاً ان الأزمة بدأت تؤثر في اسعار العقارات التي قد تشهد ارتفاعا ملحوظا في العام الجاري، اذ توقع المستشار والخبير العقاري لدى المحاكم والبنوك، سانتو عبيد، ارتفاع اسعار العقارات بنحو 4 أضعاف في بعض المناطق، مثل بيروت، بعبدا، كسروان، المتن، جبيل، والبترون، في حين اوضح دغمان ان الاسعار بدأت بالارتفاع منذ العام 2020 بسبب ارتفاع الطلب على العقارات، متوقعا ارتفاعا اضافيا في العام 2021 بسبب عدد من العوامل ابرزها دخول الشيك المصرفي السوق السوداء وخضوعه لعمولات كثيرة حتى يتم التوصل إلى صرفه بما سيجبر البائع إلى رفع السعر وكذلك توقف القروض. اما بخصوص اسعار الشقق السكنية، فقد توقع رئيس جمعية منشئي وتجار الأبنية، ايلي صوما، لـ موقع "المركزية" الالكتروني ان ترتفع أسعارها 10 أضعاف تقريباً، عازيا السبب في ذلك الى ارتفاع اسعار مواد البناء التي تستورد من الخارج ويسدد ثمنها بالدولار. (الديار 1 و5 آذار 2021)