يبدو ان المبادرة الفرنسية لتشكيل الحكومة اصبحت فعلياً في حكم المنتهية، وذلك ما يمكن استخلاصه من الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي، جان ايف لوردريان، الى بيروت يوم الاربعاء الفائت، والتي اقتصرت على لقاءات قصيرة مع الرؤساء عون بري والحريري، بينما افردت حيزا واسعا لمجموعات الحراك المدني والنواب المستقيلين. فقد اكتفى وزير الخارجية الفرنسي، جان ايف لوردريان، في نهاية زيارته الى بيروت يوم الجمعة الماضي، الى عقد مؤتمر صحافي شدد فيه على مسألة العقوبات، معلنا ان العقوبات الفرنسية ستتوسع لتصبح اقسى اذا استمر التعطيل الحكومي، مشددا ان بلاده لن تبقى مكتوفة الايدي وستزيد الضغوط على المعرقلين، معلنا ان السياسيين في لبنان لم يتحملوا مسؤوليتهم وان فرنسا بدأت باتخاذ خطوات تمنع بدخول المعطلين والفاسدين الى فرنسا. كذلك تطرق لودريان الى مسألة تأجيل الانتخابات النيابية، لافتا الى ان احترام المواقيت الديمقراطية في لبنان امر لا مفر منه، وان امر تأجيل الانتخابات لن تقبله المجموعة الدولية وفرنسا، مشيرا الى هذا الرأي تتشارك به فرنسا مع اميركا، ومجموعة السبع والامم المتحدة. بالنسبة للائحة العقوبات، قالت صحيفة الديار انها تشمل جهات سياسية، وان فرنسا بدأت التحضير لاجراءات وعقوبات اضافية تتعلق بالفساد تتضمن شخصيات سياسية واقتصادية اخرى ،مشككة في قدرة فرنسا في تأمين النصاب لفرض عقوبات اوروبية او عقوبات فرنسية – بريطانية – اميركية. بالعودة الى الزيارة، اختصر لودريان لقاءاته الرسمية بالرئيسين عون وبري، في حين التقى بالرئيس الحريري من خارج جدول الاعمال، وفقا لصحيفة الاخبار، التي اشارت انه ركز خلال اللقاءات الثلاثة على المساعدات الانسانية للمجتمع البناني، متطرقا بشكل موجز الى الموضوع الحكومي، في حين ذكرت الديار ان الرسالة الاشد قسوة كانت للحريري. اما لقاءاته مع مجموعات الحراك والنواب المستقيلين التي ضمّت حزب الكتائب وحركة الاستقلال وعامية 17 تشرين وتقدّم وتحالف وطني والكتلة الوطنية وبيروت مدينتي ومسيرة وطن، فكشفت الديار انها سادتها نبرة تانيبية فرنسية لناحية عدم رضا لودريان على اداء المجموعات، تشرذمها وانكفائها من الشارع، علما ان كل من الشيوعيين ومجموعة شربل نحاس والنائب اسامه سعد رفض لقاء لودريان. اخيراً حول مصير المبادرة الفرنسية، قال نائب رئيس تيار المستقبل، مصطفى علوش، ان الزيارة كانت لابلاغ المسؤولين بانهاء المبادرة الفرنسية، مضيفاً ان الفرنسيين لم يساعدوا على حل الازمة واكتفوا باطلاق المواقف، في حين أوضح عضو المجلس السياسي في التيار الوطني الحر، وليد الأشقر، أن لا جديد في زيارة لودريان، وأن المبادرة الفرنسية تتنفّس الرمق الأخير. (الاخبار، الديار والمستقبل 6،7،8،9،10 و11 ايار 2021)
اخبار سابقة ذات صلة:
الازمة السياسية: لورديان في بيروت اليوم، احتمال اعتذار الحريري، واشنطن والرياض غير مكترثتين
https://lkdg.org/ar/node/20301