على الرغم من انسداد الافقين الخارجي والداخلي على صعيد الملف الحكومي، لا يزال بعض القوى السياسية في لبنان يعول على جر الخارج الى حل ازمة تشكيل الحكومة من خلال التدويل وصولاً الى حياد لبنان (https://lkdg.org/ar/node/20071). في هذا السياق، شهد الصرح البطريركي يوم السبت الفائت تظاهرة ضمت بحسب صحيفة الاخبار 15 الف شخص من المؤيدين لأحزاب "القوات"، و"الكتائب"، و"حزب الأحرار"، فضلًا عن بعض مجموعات الحراك الشعبي الذين توافدوا لتأييد مواقف البطريرك مار بشاره بطرس الراعي رافعين شعارات منددة بسلاح حزب الله و ما وصفوه بالتدخل الايراني في لبنان. من جهته، القى البطريرك الراعي خطابا تصعيديا، معاودا المطالبة بتدويل الملف اللبناني وعقد مؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة كما جدد دعوته الى حياد لبنان، المطلب الذي سبق وتبته واشنطن وبعض مجموعات الحراك الشعبي (https://lkdg.org/ar/node/19471)، معتبرا "ان لبنان يواجه "حالة انقلابية"، داعياً الى عدم الصمت إزاء السلاح غير الشرعي، وذلك في إشارة إلى سلاح "حزب الله" الذي من جهته اعلن قبل اسبوعين بلسان امينه العام السيد حسن نصر الله، ان"أي كلام عن قرار دولي تحت الفصل السابع مرفوضٌ ومستغرب ويعدّ دعوة إلى الحرب، وغطاء لاحتلال جديد، ويتنافى مع السيادة" (https://lkdg.org/ar/node/20071). لاقى كلام البطريرك الراعي ردود فعل متبابية، تراوحت بين مُؤيّد ومُعارض، ففي أول تعليق لـ”حزب الله” قال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النيابية، حسن فضل الله، إن التدويل يشكل خطرا وجوديا على لبنان معتبرا ان هناك من يتلطى خلف البطريركية المارونية في لبنان من أجل الهجوم على رئيس الجمهورية وحزب الله، لافتا في المقابل الى ان سياسة الحزب لا تقوم على المقاطعة نتيجة الاختلاف في الرأي، وداعيا الى الحوار والتلاقي للوصول إلى تفاهمات وطنية، كذلك نقلت صحيفة الديار عن مصادر في 8 اذار، قولها ان بكركي خسرت حيادها، وتحولت منبرا للهجوم على مكون لبناني اساسي هو حزب الله، معتبرة ان البطريرك الراعي بذلك اصبح طرفا سياسيا. في المقابل، ذكرت صحيفة الديار نقلاً عن مصادر قيادية في حزب القوات، ردا على اتهامها بمحاولة القيام بانقلاب في الشارع المسيحي قولها "نحن لا نقوم بانقلاب سوى على الانقلاب المنفذ منذ 30 عاما على اتفاق الطائف والذي هو السبب الرئيسي في وصولنا الى هذا الدرك"، فيما ايّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، تحرك البطريرك الراعي ونداءه إلى المجتمع الدولي، مستطردا بقوله: "كفانا نظريات وتشكيك حول التدويل، فمنذ القرار 425 إلى القرار 1701 والقرار المشؤوم 1559، إلى "باريس 1 و2 و3" إلى "مؤتمر سيدر" وإلى المحادثات حول موضوع الثروة النفطية في أكثر من مكان وصولاً إلى "إتفاق الطائف"، ليقولوا لنا ما هي الأمور التي لم يجر تدويلها بعد". (الاخبار، الديار والنهار 28 شباط و1 اذار 2021)
اخبار ذات صلة:
واشنطن تتبنى شعار "حياد الكيان" لمحاربة حزب الله وضغوطات جديدة بخصوص اليونيفيل والمحكمة الدولية
https://lkdg.org/ar/node/19471
اقتراح تعديل دستوري فاشل لاعلان حياد لبنان!
https://lkdg.org/ar/node/19584
حراك الشارع بنكهة جديدة: شعارات سياسية تطالب بالحياد والنأي بالنفس
https://lkdg.org/ar/node/19509