اشارت صحيفة الاخبار في 4 ت2 الماضي، الى ان بيانات مصرف لبنان، اظهرت تسجيل ميزان المدفوعات عجزاً قياسياً جديداً، بلغت قيمته الحقيقية المتراكمة في الشهور التسعة الأولى من هذا العام نحو 4.8 مليار دولار، بالمقارنة مع 189.9 مليون دولار في الفترة نفسها من عام 2017. واضافت الاخبار ان ذلك المستوى القياسي من العجز في ميزان المدفوعات لم يشهده لبنان سابقاً، حتى في سنوات الحرب الأهلية، إذ للمرّة الأولى منذ الاستقلال، يسجّل لبنان عجوزات لسنوات عدّة متتالية، بدأت منذ عام 2011 ولا تزال متواصلة، حيث يقدر مجموع العجوزات المتراكمة منذ تلك الفترة بنحو 14.8 مليار دولار. واعتبرت الاخبار ان مصرف لبنان لم ينجح بعكس هذا الاتجاه، على رغم الهندسات المالية والعوائد السخية التي يمنحها للمصارف، مشيرة الى انه في عام 2016، أجرى المركزي واحدة من أكبر الهندسات المالية لدعم ميزان المدفوعات، ودرت أرباحاً فورية واستثنائية للمصارف بقيمة 5.6 مليار دولار، إلا أن ذلك لم يحقق فائضاً في ميزان المدفوعات إلا في عام 2016 فقط، ليعود بعده إلى تسجيل العجوزات.
في الشأن نفسه، أعدّ مصرف "غولدمان ساكس" الاميركي، تحليلاً للنظام المالي اللبناني بعنوان "إلى متى سيستطيع لبنان تمويل عجوزاته؟"، حذر فيه من مشكلة التمويل المالي للبنان، في ظل استبعاد ولادة الحكومة الجديدة، لكنه نفى توقعات حدوث انهيار مالي ونقدي، في ظل قدرة المصارف على تمويل استحقاقات الحكومة المالية حتى العام 2021، رغم توقعه ارتفاع الدين العام من الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 170% بحلول عام 2022. من جهتها، اعتبرت صحيفة الاخبار ان التقرير يؤكد وقوف لبنان على شفير الانهيار المالي، لان المصرف الأميركي الذي استند الى سيناريو قدرة مصرف لبنان على الاستمرار في استقطاب الدولارات عبر القطاع المصرفي، لا يخفي أن بنية النظام المالي بدأت تصبح أكثر هشاشة، وإن كانت تظهر بشكل متماسك حتى الآن. (الاخبا والنهار 4 ك1 2018)
اخبار ذات صلة:
الاقتصاد اللبناني في طريق مسدود وسلامة لتصغير حجم القطاع العام!
https://lkdg.org/ar/node/17973
الخزينة منهكة بينما حجم التهرب الضريبي 5 مليارات دولار سنوياً
https://lkdg.org/ar/node/17951
البنك الدولي: سياسة المصرف المركزي قصيرة النظر لا تخلو من المخاطر
http://lkdg.org/ar/node/17935