قال الخبير المالي والمصرفي، الوزير السابق جورج قرم، خلال لقاء يوم امس، ان لبنان لم يعش في كل تاريخه فترة انكماش اقتصادي بالشكل الذي يعيشه اليوم، لافتا الى انه رغم ذلك اقدمت السلطات النقدية على رفع الفوائد، بينما المتعارف عليه في مثل تلك الحالات، هو أن يسارع البنك المركزي الى خفضها. وتحدث قرم عن وطأة الجهاز المصرفي على الاقتصاد اللبناني، مشيرا الى تحمل الاقتصاد عبء تأمين الأرباح لقطاع مصرفي يبلغ حجمه ثلاثة أضعاف الناتج الوطني، وهو عبء كبير جداً، كما قال، وذلك خلافاً للصورة المعطاة حول تشكيل القطاع المصرفي مصدر قوة للبنان. واعطى قرم بعض الارقام عن الحالة الانكماشية التي نشهدها اليوم، متحدثا عن تراجع مؤشرات السيارات المباعة بمعدل 18%، العمليات والصفقات العقارية أيضا 18%، كما اشار الى ان الشيكات المرتجعة عددها مخيف وأرقامها أيضا. في المقابل اعتبر قرم ان العنصر الايجابي الوحيد هو القطاع السياحي الذي عاد ليحقق بعض النمو بعدما كانت معدلاته تتراجع في السنوات الماضية، وختم مشددا على ضرورة الاهتمام بالقطاعات الإنتاجية وخصوصا الصناعة. وفي شأن القطاع السياحي الذي اشار اليه قرم، تناولت صحيفة الاخبار، اليوم، مؤتمر "نحو سياحة مستدامة"، الذي نظم في 19 آذار الماضي، بحضور رئيس المجلس الوزراء سعد الحريري، مشيرة الى ان نتائجه جاءت مخيبة للآمال، اذ لم يعلن اي من المسؤولين عن اي مشاريع ملموسة او خطط موضوعة وجاهزة لإقرارها وبدء تنفيذها أو عن حجم التمويل اللازم. ورأت الاخبار انه كان يفترض ان يكون المؤتمر الأهم والأبرز منذ انعقاد مؤتمر «سيدر» قبل سنة، وبعد 4 أشهر على إصدار شركة «ماكينزي» تقريرها الذي اعتبر أن السياحة ستكون أحد أكبر القطاعات الاقتصادية في لبنان وأكثرها توليداً لفرص العمل ومساهمةً في زيادة الناتج المحلي الإجمالي. (الديار والاخبار 2 آذار 2019)

اخبار سابقة حول الموضوع:
الخلطة اللبنانية: اقتصادنا مقاوم ريعي ومنتج في آن واحد!
https://lkdg.org/node/18352
المصارف تشكو ارتفاع الضريبة على ارباحها
https://lkdg.org/node/18293
البنك الدولي: سياسة المصرف المركزي قصيرة النظر لا تخلو من المخاطر
http://lkdg.org/ar/node/17935
عون ضد الاقتصاد الريعي والنقد الدولي يحذر من الانفلاش المالي
https://lkdg.org/node/17054
موازنة 2017 اعادت للمصارف ما اخذ منها والبنك الدولي ينبه من زيادة العجز المالي
http://lkdg.org/ar/node/16907
المصارف في لبنان تربح، سوليدير تخسر والوضع المالي العام يتدهور
https://lkdg.org/node/16937