تشكيل الحكومة: انسداد الافق الداخلي، ممانعة سعودية وتردد غربي

تبدو افاق الحل على صعيد تأليف الحكومة لا تزال مسدودة، وذلك نتيج تضافر العوامل الداخلية مع الاستعصاء الخارجي، خصوصاً عدم وضوح موقف الادارة الاميركية الجديدة من حزب الله، والفيتو السعودي على الرئيس الحريري وعلى حزب الله. في هذا الاطار، وبعد عودة الرئيس الحريري من زياراته الخارجية، زار الرئيس عون في 12 شباط الماضي، لمتابعة الملف الحكومي بعد فترة قطيعة، حاملاً معه المسودة نفسها التي سبق ورفضها الرئيس عون واحدثت القطيعة بين الرئيسين، اي حكومة اختصاصيين من 18 وزيراً، ورافضاً منح الثلث+1 لتحالف عون وحزب الله. هذا وقد انتهز الرئيس الحريري ذكرى اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري، ليجدد تحميل الرئيس عون مسؤولية التعطيل، رابطا اي مساعدة دولية بقبول الحكومة التي يطرحها، خاتما بقوله ان طرحه يشكل الفرصة الذهبية للبنان ومدعيا انه يحظى بتأييد فرنسي، في وقت اعتبر مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية ان زيارة الحريري للرئيس عون لم تأت بأي جديد على الصعيد الحكومي، مؤكدا انه ليس في وارد الرد عليها. في المواقف العربية، اشارت صحيفة الديار الى استمرار الرفض السعودي لمشاركة حزب الله في الحكومة، في حين اوضحت صحيفة الاخبار ان الحريري لا يمكن ان يدخل السراي من دون موافقة الرياض وان الاخيرة تشترط لاعادة ترميم علاقاتها بالرئيس المكلف تشكيل حكومة لا يتمثل فيها حزب الله ولا نصاب فيها للرئيس عون، مضيفة ان الحريري نال وعداً من الامارات ومصر بدعمه كرئيس للحكومة وتقديم مساعدات للبنان، شرط إنجازه حكومة مصغّرة، لا تحوي على حزبيين محسوبين على «حزب الله» والتيار الوطني الحر. غربيا، افادت صحيفة الاخبار ايضاً ان الحريري عرض على ماكرون الشروط العربية للتكليف، وان الاخير شجعه على التحاور مع الرئيس عون، مضيفة ان الحكومة المطلوبة مقترنة بشرط اميركي وهو أن لا يؤثر تأليفها، إذا وقع، على المفاوضات الاميركية - الايرانية، اي ان لا تحسب ايران تأليف الحكومة بمثابة تنازلاً تكون قدمته من طرفها في اطار التفاوض حول الملف النووي الايراني. بدورها، قالت صحيفة الديار ان هناك انفتاحاً خليجياً على الرئيس ماكرون، وان تطورات العلاقة الفرنسية السعودية، ستنعكس نتائجها على الساحة اللبنانية، وبالتالي الانظار تترقب زيارة الرئيس ماكرون الى الرياض المرتقبة خلال الشهر الجاري. على الرغم من ما سبق، توقعت الصحيفة نفسها صعوبة تشكيل حكومة قبل انتهاء عهد الرئيس عون، معتبرة ان بقاء حكومة الرئيس دياب حتى نهاية العهد الحالي يعتبر مخرجاً للجميع وللحريري شخصياً. (الاخبار، الديار والنهار 12،13، 14 و15 شباط 2021)

اخبار سابقة ذات صلة:
التأليف الحكومي: الحريري يلتقي ماكرون، تحرك فرنسي-عربي في الوقت الضائع
https://lkdg.org/ar/node/20058
التأليف الحكومي: اسقاط شرط الاختصاص بتوافق فرنسي اميركي
https://lkdg.org/ar/node/20043
الملف الحكومي: تطور في موقف واشنطن من حزب الله والعقوبات
ttps://lkdg.org/ar/node/20036
تشكيل الحكومة: احياء المبادرة الفرنسية بعد تسلّم الرئيس بايدن منصبه
https://lkdg.org/ar/node/20028