تدويل ازمة لبنان الذي دعا اليه البطريرك الماروني، بشارة الراعي، بات يطرح نفسه بقوة بعد الاستعصاء الداخلي وانسداد افق تشكيل الحكومة. تجدر الاشارة الى ان دعوة البطريرك الراعي الاخيرة حول تدويل الملف اللبناني والحياد، لاقت ردود فعل مُعارضة خصوصا لكون التصريح جاء خلال تظاهرة امام الصرح رفعت شعارات على مسامع الراعي ضد سلاح حزب الله، الذي كان صرح امينه العام السيد حسن نصر الله، ان أي كلام عن قرار دولي يعدّ دعوة إلى الحرب وغطاء لاحتلال جديد (https://lkdg.org/ar/node/20071) . بالنسبة لطروحات لبطريرك الماروني حول التدويل والحياد الايجابي، تجري اتصالات بين بكركي وعدد من الجهات السياسية ابرزها حزب الله وتيار المستقبل حولها، وان لم يرشح بعد اي مؤشر على اتفاقات قريبة، اذ اعيد مطلع الشهر الجاري، استئناف عمل اللجنة المشتركة بين بكركي وحزب الله، فعقد لقاء للجنة الممثلة بالمطران سمير مظلوم وحارس شهاب، وحزب الله الممثّل بعضوَي مجلسه السياسي، محمد الخنسا ومصطفى الحاج علي، جرى خلاله البحث في موضوع الحياد الإيجابي على ان يستكمل البحث في اجتماعات لاحقة، وذلك بحسب بيان العلاقات الإعلامية في حزب الله. في السياق نفسه، عقد لقاء منتصف الشهر الحالي، بين السفير البابوي، المونسنيور جوزف سبيتار، ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد، جرى خلاله تبادل الآراء بشأن الوضع في لبنان والمنطقة، في حين افادت صحيفة الاخبار ان السفير البابوي بدا حريصاً على عدم إظهار أي تعليق على دعوة البطريرك الماروني للتدويل، مركزا على ان الفاتيكان يتمنى أن لا يكون لبنان طرفاً في صراعات المنطقة أو محاورها، وانه يريد لبكركي أن تكون محاوراً لجميع القوى خصوصاً تلك التي تحظى بتمثيل شعبيّ حقيقيّ. في الشأن نفسه، زار الرئيس الحريري مطلع الشهر الجاري، البطريرك الراعي لمناقشة الازمة الحكومية والوقوف عند طروحات الراعي، لكنه تجنب بعد اللقاء إعلان موقف صريح من دعوة البطريرك حول المؤتمر الدولي، بحسب ما اكدت صحيفة الديار، وهو ما كان فعله ايضا وفد من تيار المستقبل برئاسة النائب بهية الحريري زار البطريرك الراعي وفقا لصحيفة النهار، في حين كشفت الديار ان الوفد طلب تفاصيل اكثر عن هدف المؤتمر وكذلك توضيح لمفهوم الحياد المطلوب. من جهتها، قالت الاخبار ان البطريرك الراعي وبعد ردود الفعل التي احدثها خطابه الاخير حول تدويل الازمة والحياد خصوصا لناحية نوعية الشعارات والهتافات التي رفعت على مسمعه (https://lkdg.org/node/20109)، اعاد في برنامج تلفزيوني، بث مطلع الشهر الحالي، تصويب الخطاب والتوضيح حيث شدد على ثلاث امور: رفضه القاطع الدعوة الى استقالة الرئيس عون، رفضه للانتخابات النيابية المبكرة، رفضه تبنّي مطلب نزع سلاح المقاومة أو اعتبار الحزب جهة غير لبنانية، مبديا انفتاحه على الحوار مع الحزب. (الاخبار، الديار والنهار 2،3،10 و18 آذار 2021)
اخبار سابقة ذات صلة:
البطريرك الراعي: لبنان يواجه حالة انقلابية وبحاجة الى تدويل ازمته
https://lkdg.org/node/20109
واشنطن تتبنى شعار "حياد الكيان" لمحاربة حزب الله وضغوطات جديدة بخصوص اليونيفيل والمحكمة الدولية
https://lkdg.org/ar/node/19471
اقتراح تعديل دستوري فاشل لاعلان حياد لبنان!
https://lkdg.org/ar/node/19584
حراك الشارع بنكهة جديدة: شعارات سياسية تطالب بالحياد والنأي بالنفس
https://lkdg.org/ar/node/19509