نشرت صحيفة «الأخبار» تحقيقاً نقلت فيه شهادات اللاجئيين السودانيين الذين كانوا قد تعرضوا على يد الأمن العام «لما يندى له جبين الإنسانية» من ضرب وشتائم خلال مشاركتهم في حفل خيري يعود ريعه لطفل مصاب بالسرطان الأسبوع الفائت. وتحدّث المواطنون السودانيون بجرح عميق عن التعابير العنصرية التي سمعوها من أفراد الأمن العام مثل «على الأرض يا حيوانات»، «صايرين تعرفو تلبسو تياب حلوة كمان يا بهايم»، و«يا أسود يا فحمة»، مطالبين الدولة اللبنانية بمعاملتهم بمحبة واحترام مثلما يعامل اللبنانيين في السودان لأن «كلنا عرب وقبل ذلك كلنا إخوة في الإنسانية».
من جهته، لم ينف المدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني، في اتصال مع «الأخبار»، حصول عملية الدهم وتوقيف عدد كبير من السودانيين «غير الشرعيين»، مبرراً الضرب والإهانات التي تعرضوا لها بأنهم «حاولوا الهرب أثناء عملية الدهم بعد مواجهتهم أفراد الأمن العام، ما دفع أفراد الدورية إلى شدّهم بالقوة، ومن يقل غير ذلك فهو يكذب». وأضاف جزيني سائلاً «إذا أوقف مواطن لبناني في الخارج، فهل تبوسه الأجهزة الأمنية هناك؟ كلا، لكن للأسف يستغل بعض الأجانب في لبنان الحريات والمساعدات التي نقدمها لهم، لكن هذا لا يجوز، الأمر أصبح بحاجة إلى ضبط»، وكشف انه «بكل الأحوال نحن لا نرضى بحصول تجاوزات من أفراد الأمن العام، وإذا أظهر التحقيق الداخلي الذي بدأناه وجود تصرفات مسيئة، فإن الفاعلين سيعاقبون، لكن لن نعلن ذلك».
وتجدر الإشارة الى ان القضية أخذت تتفاعل حتى القت بظلالها على العلاقات بين لبنان والسودان. فقد عمت الشارع السوداني، اثر شيوع أخبار الإعتداءات التي تعرض لها اللاجئين السودانيين في لبنان على يد عناصر الأمن العام، موجة من الغضب وصلت الى حد قيام البعض بالدعوة الى مقاطعة المنتجات والمصارف اللبنانية في السودان اضافةً الى سحب سفير السودان من لبنان. كذلك تقدّمت الخرطوم باحتجاج رسمي لدى الحكومة اللبنانية، بموازاة مؤتمر صحافي عقده السفير اللبناني لدى السودان، أحمد شماط، تعهّد فيه باتخاذ «عقوبات مسلكية إذا كان هناك من أخطاء أقدم عليها اي عنصر» في الأمن العام. (الأخبار 18 حزيران 2010، السفير والأخبار 21 حزيران 2010)