تصنيف لبنان: "فيتش" تخفضه "ستاندرد اند بورز" تبقيه على حاله، والمؤسستان تحذران المصرف المركزي

بعدما سرت تكهنات مطمئنة حول تقرير وكالة "ستاندرد اند بورز" (https://lkdg.org/ar/node/18770)، اصدرت الوكالة في 23 آب الماضي تصنيفها للبنان، مشيرة الى انه لا يزال عند مستوى B-، مع توقعها ان تتراجع احتياطات مصرف لبنان. من جهتها، فاجأت "فيتش" الحكومة بخفض تصنيف لبنان من درجة (B-) إلى (CCC) مما يعني بحسب تعريفات الوكالة لتلك الدرجة، ان قدرة لبنان على سداد ديونه ضعيفة مع احتمال التخلّف عن السداد. تجدر الاشارة الى ان ابقاء "ستاندرد اند بورز" تصنيفها على حاله، لا يبدد المخاوف حول الوضع المالي في لبنان، خصوصا مع اقدام "فيتش" على تخفيض تصنيفها والذي سبقه خطوة مماثلة قامت به مؤسسة موديز في 21 ك2 الماضي التي خفضت تصنيف لبنان من B3 الى CAA.
وعزت "فيتش" السبب الرئيسي لخفض التصنيف، الى تسجيل الاحتياطات الصافية لدى مصرف لبنان بالعملات الأجنبية عجزاً كبيراً، موضحة ان قيمة الالتزامات المترتبة على مصرف لبنان تبلغ 62 مليار دولار، مقابل موجودات بالعملات الأجنبية تقل عن 30 مليار دولار، مما يعني أن عجز الاحتياطات الصافية يبلغ 32 مليار دولار. واضاف تقرير فيتش ان لبنان يحتاج إلى كمّ هائل من رؤوس الأموال الداخلة لتمويل العجز التوأم (أي عجز الموازنة وعجز الحساب الجاري) المُقدّر بـ 24% من الناتج المحلّي الإجمالي للعام 2019، أي ما يوازي الـ 13 مليار دولار أميركي!، منتقدا اعتماد الحكومة على مصرف لبنان لتمويل عجزها التوأم بدل تمويله من الضرائب، ولافتا الى ان قدرة مصرف لبنان وفعّالية إجراءاته لجذب رؤوس الأموال تتقلّص مع الوقت نظرا إلى عدم ثقة المستثمرين بالوضع القائم في لبنان. من جهتها، اصدرت وزارة المال بياناً قالت فيه إن التصنيفَين يذكران بأهمية خفض العجز وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية التي بدأ لبنان بها. من جهة ثانية، اشارت صحيفة الاخبار الى اجتماع اقتصادي تشاوري عقد في 21 آب الماضي، في بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، وحضور وزيري الاقتصاد منصور بطيش وشؤون التكنولوجيا عادل أفيوني، ورئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان، وخبراء اقتصاديين، هدف الى اطلاع الرئيس على اقتراحات الخبراء لمعالجة الأزمة الاقتصادية، لافتة الى ثلاث وجهات نظر تمت مناقشتها حول المدخل المناسب لمعالجة الأزم: الأولى تشير إلى ضرورة خفض خدمة الدين العام، والثانية تركّز على تضخّم القطاع العام، والثالثة تدمج بين الاثنين. (الاخبار، النهار والديار 25 و26 آب 2019)

اخبار سابقة حول الموضوع:
رغم تأجيل تصنيف "ستاندرد أند بورز" لبنان لا يزال مالياً في دائرة الخطر
https://lkdg.org/ar/node/18774
تصنيف لبنان الائتماني: ضغوطات اميركية على "ستاندرد أند بورز" لتأجيل صدور القرار؟
https://lkdg.org/ar/node/18770
"الرعاية الاميركية" الفظة للبنان: تدخل في الجيش المخابرات والوزارات بحجة العقوبات ضد حزب الله
https://lkdg.org/ar/node/18758
"جي. بي. مورغان": تزايد فقدان الثقة حول سداد الديون السيادية اللبنانية"
https://lkdg.org/ar/node/18180
"غولدمان ساكس" يحذر من الافلاس ووزير المال يعد بخطّة تصحيح مالي
https://lkdg.org/ar/node/18126
البنك الدولي: سياسة المصرف المركزي قصيرة النظر لا تخلو من المخاطر
http://lkdg.org/ar/node/17935
النقد الدولي يحث لبنان على اتخاذ اجراءات مؤلمة بغرض خدمة الدين المتعاظم
http://www.lkdg.org/node/17576
فيتش تنضم الى التحذيرات الدولية، لبنان الرسمي غير مبالٍ، وقطر تغيثه!
https://lkdg.org/ar/node/18621
وكالات التصنيف الاجنبية: سندات الخزينة في خطر والثقة بلبنان مهزوزة
https://lkdg.org/ar/node/18611