اجتماع باريس المالي: فرنسا مع الهيركات، تصغير القطاع المصرفي والمصارف معارضة

بعد الكلام الفرنسي حول حتمية الاقتطاع من امول المودعين (الهيركات) (https://lkdg.org/node/19659)، وهو المقترح الذي تعارضه بقوة جمعية المصارف ، نشرت صحيفتا النهار والديار تفاصيل اضافية حول النقاشات التي اجراها الوفد المصرفي اللبناني في باريس (https://lkdg.org/node/19659)، والتي تناولت بشكل مسهب الاجراءات المالية الواجب على المصرف المركزي تطبيقها لانقاذ القطاع المالي وابرزها: 1) الاقتطاع من الودائع (الهيركات)، 2) هيكلة القطاع المصرفي وتصغير حجم المصارف و3) التدقيق الجنائي، 4) الصندوق السيادي.

1) بخصوص الهيركات، اشارت صحيفة النهار، نقلا عن مصادر متابعة لاجتماعات الوفد في باريس، الى 3 فئات من المودعين يمكن ان يطاولها الهيركات، الفئة الاولى، حاملو سندات الخزينة بالعملة الاجنبية (الاوروبوندز) حيث من الممكن اقتطاع معدل معين (20 الى 30 % او معدل اخر) من استثمارات العملاء في تلك السندات، الثانية، حاملو سندات الخزينة بالليرة اللبنانية، اما الثالثة وهي المودعون العاديون، فيرجح وفقا للصحيفة المذكورة الا يطاول الهيركات ودائعهم اذ ليسوا معنيين بها. وبحسب المصادر نفسها، فان المعلومات لا تزال متضاربة حيال نوعية الهيركات المطروح، وتفاصيل عملية "الجز" المحتملة، بين من يقول انه لن يطاول الا حملة سندات اليوروبندز والفوائد التي جنوها من سندات سابقة، ومن يقول انه سيشمل جميع المودعين على حد سواء، ووبين من يبشر بانه سيطاول اضافة الى حاملي سندات اليوروبندز الودائع بالعملة الصعبة فقط. وفيما اوضحت المصادر نفسها ان كل ذلك يبقى توقعات بانتظار تبلور خطة الانقاذ الفرنسية التي سيصار الى صياغتها بالتعاون والتشاور مع صندوق النقد الدولي، اكدت ان هذا لا يمنعها من التأكيد ان معظم الخاسرين المحتملين سيخسرون جزءا من الفوائد التي اودعت سابقا في حساباتهم، وان اكبر الخاسرين فسيكونون المساهمين في المصارف وحاملي سندات اليوروبوندز. حول الموضوع ايضاً، نقلت صحيفة الديار عن نائب رئيس جمعية المصارف نديم القصار الذي شارك في اجتماعات باريس، قوله ان الوفد اللبناني شدد امام الخبراء الفرنسيين ان لا جدوى من تطبيق الهيركات، لانه رغم اقتطاع جزء من اموال المودع سيتعذر على الاخير الحصول على المبلغ المتبقي (https://bit.ly/2G20VyO )، علما ان جمعية المصارف لطالما عارضت ذلك الطرح، وكانت اعلنت سابقا رفضها اجراء اي مفاوضات مع صندوق النقد الدولي اذا كان محورها اجراء هيركات (https://lkdg.org/node/19511)، وهي لا تزال وفقا لصحيفة تشدد على سلبيته وانعكاسه السيىء على سمعة المصارف اللبنانية والثقة المتبقية لها.

2) في موضوع اعادة هيكلة المصارف وتقليص عددها، قال القصار ان هنالك اصرارا فرنسيا على تطبيقه، مستغربا ذلك الطرح ومتسائلا: "كيف يكون ذلك وعدد المصارف الحالي 63 مصرفاً لكن فعلياً فعددها 33! منها يدخل من ضمن مجموعة مصارف، ومنها أيضاً 4 مصارف إسلامية صغيرة الحجم، و4 مصارف أجنبية فيبقى 25 مصرفاً لبنانياً، 10 منها تمثل 85% من السوق، خاتما قائلا: "أي هيكلة تصلح في هذه الحال؟!".

3) بخصوص التدقيق الجنائي في مصرف لبنان، كشف القصار ان الوفد المصرفي اللبناني لفت النظر إلى وجوب التدقيق ايضا في الحسابات التي حوّلها مصرف لبنان إلى الإدارات العامة والوزارات مثل وزارتَيّ الصحة والطاقة، لان التدقيق وَجُب على مَن تلقى الأموال وصرَفَها وليس فقط على البنك المركزي.

4) اخيرا حول الصندوق السيادي، او ما اسمته صحيفة الديار بصندوق العقارات الذي تطالب به المصارف لوضع اليد على عقارات الدولة ((https://lkdg.org/ar/node/19481 )، شرح القصار ان الوفد المصرفي اللبناني دحض المعلومات المضللة التي بلغت الجانب الفرنسي من ان المصارف تريد بيع املاك الدولة بابخس الاثمان، لافتا ان الغرض منه ليس بيع تلك الاراضي بل تأجيرها للمشاريع الصناعية والانتاجية باسعار مقبولة.

من جهة ثانية، أصدرت وكالة التصنيف الدوليّة موديز هذا الأسبوع تحليلها الإئتماني السنوي عن لبنان، محافظة على تصنيف لبنان السيادي عند «C»، مع عدم وجود أي نظرة مستقبليّة نظراً للخسائر الكبيرة المحتملة لحاملي السندات، ومشيرة الى ان تصنيف لبنان هو الأدنى في سلّم تصنيف موديز. أمّا على صعيد القوة الماليّة، فقد نال لبنان نتيجة «ca» بحيث توقّعت الوكالة بأن يرتفع معدل الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى ما فوق الـ200% عند احتساب سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانيّة عند 3500 ليرة، بحسب ما ورد في الخطة الحكومية. ( الديار والنهار 18،19 و22 ايلول 2020)

اخبار سابقة ذات صلة:
القطاع المصرفي اللبناني في ازمة عميقة والخسائر ستصيب المودعين/ات
https://lkdg.org/node/19659
بحسب الصندوق الدولي، الهندسات المالية من أسباب تراكم الخسائر، وباريس تجترح الحلول
https://lkdg.org/ar/node/19644
ازمة المصارف: زيادة رأس المال او الخروج من السوق، لا عودة كبيرة للاموال المهربة للخارج
https://lkdg.org/ar/node/19612
توافق فرنسي اميركي على إطاحة الحاكم المصرفي، 5 مليارات دولار هربت الى الخارج منذ مطلع العام
https://lkdg.org/node/19625
لا رؤى موحدة لمجموعات "الحراك" تجاه مشكلتي الديون والمصارف
https://lkdg.org/node/19301
بدء المفاوضات الرسمية حول اعادة هيكلة الديون، "فيتش" و"موديز" تخفضان تصنيف لبنان الائتماني
https://lkdg.org/ar/node/19300
مروحة الحلول الاقتصادية: هيركات، كابيتال كنترول، تثبيت الدولار، زيادة الاجور، التحقيق في حسابات مصرف لبنان
https://lkdg.org/node/19511
الاخبار: خطة حكومية بديلة تنقذ المصارف على حساب املاك الدولة!
https://lkdg.org/node/19481