اسعافات مالية قطرية للاقتصاد اللبناني لا تؤْتِي أُكُلَهَا

لا يزال الغموض يكتنف معالجات الازمة المالية في لبنان، فبعد الهندسات المالية لمصرف لبنان التي حققت ارباحا هائلة للمصارف، واعلان وزير المال عن إعداد خطة لإعادة هيكلة الدَّين العام الذي اثار استفار اصحاب المال والمودعين، جاءت الاسعاف من قطر، التي اعلنت يوم امس عبر وزير خارجيتها، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن بلاده ستنضم الى مجموعة المستثمرين في الدين العام بالعملات الاجنبية، عبر شراء سندات يوروبوندز بقيمة 500 مليون دولار، وذلك دعما للاقتصاد في لبنان. وللتذكير، امير قطر، تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، كان الزعيم الوحيد، الى جانب رئيس موريتانيا، الذي حضر القمة العربية التي عقدت في بيروت في 20 ك2 الماضي (راجع خبر: https://lkdg.org/ar/node/18157 ). من جهتها، اعتبرت صحيفة الاخبار ان الخطوة لم يكن لها مفعول كبير في السوق المالية، مضيفة انها ستكرس مسألة تورّم الدَّين العام في لبنان بما يحققه من أرباح للجهات الدائنة المستفيدة منه، مختتمت بقولها ان الخطوة القطرية لا تنطوي على قيمة مادية كبيرة، لان المبلغ لا يكفي حاجات لبنان بالعملات الأجنبية لأكثر من 10 أيام. ويبدو ان المحاولات الترقيعية والتخبط الرسمي، لم يحجبان واقع المالية العامة المتردي، عن انظار المؤسسات العالمية، اذ اقدمت وكالة "موديز" مرة جديدة على تخفيض تصنيف لبنان للدين السيادي درجة واحدة من (B3) إلى (Caa1) بما يعكس، بحسب تعريفات الوكالة، موقفاً ضعيفاً جداً وخطورة ائتمانية عالية. وقد عزت "موديز"، اسباب الخفض، الى التأخر في تشكيل الحكومة التي كان على عاتقها أن تأخذ إجراءات إصلاحية لتخفف من العجز وتعمل على زيادة الفائض الأولي، ما كان سيوفّر لها القدرة على التخفيف من الدين واستعمال أموال "سيدر". في المقابل، لا يزال حاكم مصرف لبنان، مصراً على التفاؤل والاطمئنان، متنقدا كافة تقارير المؤسسات الدولية التي صدرت مؤخرا والتي اكدت ان لبنان متجه نحو الافلاس والانهيار الاقتصادي، وواصفا مطلقيها بصانعي اليأس والاشاعات، بحسب ما نقلت صحيفة الديار في 18 ك2 الماضي. (الديار، النهار، الاخبار والمستقبل 18 و22 ك2 2019)

اخبار سابقة حول الموضوع:
قمة عربية اقتصادية في بيروت هزيلة بكل المعايير
https://lkdg.org/ar/node/18157
ارتدادات قوية لتصريح وزير المال حول التصحيح المالي
https://lkdg.org/node/18137
لبنان في مطلع 2019، بلد بلا حكومة، اقتصاد مأزوم، وزارات بلا اموال، وسلامة يتغنى بالليرة اللبنانية
https://lkdg.org/node/18111
خدمة الدين في لبنان الى 7.7 مليارات دولار سنوياً واجماليه 84 ملياراً!!
https://lkdg.org/node/18087
الاقتصاد اللبناني على حافة الانهيار والساسة متلهون بالكراسي!
https://lkdg.org/node/17778
البنك الدولي: سياسة المصرف المركزي قصيرة النظر لا تخلو من المخاطر
http://lkdg.org/ar/node/17935
النقد الدولي يحث لبنان على اتخاذ اجراءات مؤلمة بغرض خدمة الدين المتعاظم
http://www.lkdg.org/node/17576