الصندوق الدولي يواجه بقوة الحاكم المصرفي، ويطالب بالاصالاحات اولا

عقدت يوم امس جلسة (السادسة عشر) من مفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي، سادها تشنجات وخلافات بين الطرفين بحسب صحيفة الاخبار، التي كشفت ان الصندوق بدا كمَن يريد تعليق المفاوضات حتى إشعار آخر، مشيرة في هذا السياق الى قول رئيس الوفد المفاوض، مارتن سيريزولا، للوفد اللبناني: "اتفقوا وتعالوا". وبحسب الصحيفة المذكورة، حصل اخذ ورد بين حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وسيريزولا عندما صرح الاخير قائلا: "لم نتوصل إلى اتفاق بشأن تحديد الخسائر، لذا لا نعرف على أي مسار سنعمل معكم، وإذا لم تكن هناك أرقام موحّدة فكيف سنكمل هذه المفاوضات؟"، فرد سلامة بالقول: "نحن حدّدنا الخسائر إستناداً إلى معايير محاسبية دولية، لكن إذا كان هذا ما تريدونه فسنسير بخطّة الحكومة وبما تقولونه"، ليعترضه سيريزولا قائلاً: "أنت لا تستعمل معايير محاسبية دولية، لأنك تقول إن الأموال التي أخذتها من المصارف غير مستحقة اليوم بينما هي أموال مستحقة للمودعين والفرق أننا ننظر إلى الأمر من وجهة التأثير الإقتصادي، بينما تنظر إليها أنت بطريقة محاسبية، وها هو الدولار اليوم في سوق بيروت يبلغ 9 آلاف ليرة والأرقام أرقام وتقديرنا للخسائر يفوق تقديرات الحكومة لها"، فأجاب سلامة بالقول "إن السوق الموازية صغيرة الحجم ولا تتجاوز ثمانية ملايين دولار يومياً ولا يعوّل عليها في تحديد سعر الصرف"، عندها ردّ سيريزولا على سلامة بغضب، قائلاً: "إذا كنت في حالة إنكار فهذا يعني أنك لا تتقبّل أن السعر الحقيقي هو الموجود في السوق السوداء وأنت تشعل سعر الصرف". وبحسب صحيفة البناء، تطرق سيريزولا الى الاصلاحات مشيرا الى ان الصندوق لم يلمس جدية في تنفيذ الخطة المالية، ولا جدية في الإصلاحات، بينما اضافت الاخبار ان ممثلي الصندوق اعادوا التذكير بالاصلاحات الضرورية وهي: تحرير سعر صرف الليرة مقابل الدولار، رفع الدعم عن الاستيراد وعن السلع والخدمات، بما فيها الكهرباء، تقليص القطاع العام وإعادة هيكلته، بما في ذلك إعادة هيكلة نظام التقاعد ومدفوعاته، خصخصة الكهرباء، وإعادة هيكلة القطاع المالي. في الشأن نفسه، نقلت صحيفة الديار عن مصدر حكومي قوله ان البلدان المانحة، ابلغت المعنيين في لبنان انها لن تصرف اي مساعدة خارج اطار صندوق النقد الدولي وبانها لن تحرر امول مؤتمر سيدر في حال فشلت المفاوضات مع الصندوق. في المقابل، قدّم النائب إبراهيم كنعان، يوم امس، إلى الرئيس برّي، تقرير "لجنة تقصّي الحقائق"، الذي اعاد مقاربة ارقام خسائر المصارف في الخطة الحكومية، مخفضا الارقام لصالح المصارف (https://lkdg.org/ar/node/19413). خلال اللقاء مع بري، افاد كنعان انه جرى توحيد المقاربات للخروج بصيغة واحدة للتفاوض مع صندوق النقد، لافتاً الى وجود فارق مقداره 26 الف مليار ليرة بين ما تطرحه الحكومة وحقيقة ارقام القروض المتعثرة بحسب ارقام اللجنة، فيما اعتبرت صحيفة الاخبار ان تقرير كنعان ينسف كلّ ما ورد في الخطة الحكومية، بتبنيه ارقام المصارف والحاكم المصرفي. (الاخبار، الديار والنهار 24،25،27،28، 29 حزيران، 1،2 تموز 2020)

اخبار سابقة ذات صلة:
الكباش بين الحكومة، النواب والحاكم المصرفي حول خسائر المصارف
https://lkdg.org/ar/node/19413
المفاوضات مع الصندوق الدولي "غير مبشرة"، اتجاه نحو تخفيض خسائر المصارف
https://lkdg.org/ar/node/19404
الصندوق الدولي مرتاح لارقام الحكومة المالية لكن المفاوضات شاقة
https://lkdg.org/ar/node/19367
كنعان: يطالب بخيار ثالث للمفاوضات مع الصندوق الدولي
https://lkdg.org/ar/node/19357
الصندوق الدولي للحاكم المصرفي: خسائركم 100 مليار دولار
https://lkdg.org/ar/node/19344
مفاوضات شاقة مع الصندوق الدولي، شروط صارمة، وتمويل متواضع
https://lkdg.org/ar/node/19338
التزامات سيدر تنخفض بمقدار النصف الى 6.4 مليارات دولار
https://lkdg.org/ar/node/19330
التفاوض مع الصندوق الدولي: تباين بين الحكومة والحاكم، قرض لن يتعدى 3 مليارت دولار
https://lkdg.org/ar/node/19322