خلصت الجلسة التي عقدها المجلس النيابي يوم السبت الفائت لمناقشة رسالة الرئيس عون، الى رفض الرئيس بري انهاء تكليف الرئيس الحريري، قائلا ان "اي موقف غير ذلك يتطلب تعديلا في الدستور والامر غير وارد حاليا". اتسمت الجلسة بالتشنج، لكنها لم تتحول الى منازلة طائفية كما كان متوقعا، على الرغم من كلمة الرئيس الحريري التصعيدية والحادة ضد رئيس الجمهورية، الذي اتهمه فيها بان يمتلك تجربة كبيرة في التعطيل، معتبرا ان "الرسالة تهدف إلى تبرئة ذمة فخامته من تهمة عرقلة التشكيل، شأنها شأن الرسائل الموجهة إلى عواصم أجنبية لحماية بعض الحاشية والمحيطين والفريق السياسي من العقوبات الأوروبية"، خاتما بقوله انه لن يشكل حكومة كما يريدها الرئيس. تجدر الاشارة الى ان كلام الحريري اتاه الرد سريعاً من بعبدا على لسان مستشار رئيس الجهورية، الذي توجّه للحريري بالقول "كنا اعتقدنا أنك اكتسبت الخبرة واتعظت بعد فشل، فاذا بنا للأسف أمام رئيس حكومة مكلّف، لكنه بألف عقدة مكبّل". حول مواقف الكتل السياسية، إختلفت الكتل بين من برر الرسالة وخلفياتها كحزب الله، وبين من اعتبرها طريقة لإثارة الطائفية، اذ أشار عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد، إلى أن الدوافع التي حفّزت الرئيس عون لتوجيه رسالته معروفة وكذلك العوائق التي تؤخّر، مشدداً على أنه في الأزمات ليس متاحاً أن يحصل طرف على كل ما يريد، بينما رأى عضو اللقاء الديموقراطي، النائب هادي أبو الحسن، أن الرسالة لن تحلّ الأزمة بل ستزيدها تعقيدا لانها تتطلب اجتهادات دستورية بغنى عنها، في حين من جهتها، جددت القوات اللبنانية مطالبتها بالإنتخابات النيابية المبكرة، حيث أشار النائب جورج عدوان، إلى أن الحل يكون عبرها، معتبرا أن الظروف غير مناسبة، لتسعير الأمور الطائفية ولا لتعديل الدستور وتفسيراته، فيما افاد النائب طوني فرنجية، انه ليس الوقت للتفكير بكيفية استنهاض الشارع الطائفي. في المقابل، جاءت كلمة النائب جبران باسيل هادئة، اذ قال ان هدف الرسالة هو لحثّ الحريري على التأليف وليس لسحب التكليف منه، لافتا في المقابل انه بمجرّد أن يكون رئيس الجمهورية لديه توقيع على تشكيل الحكومة، فهذا يعني أنه يجب أن يكون موافق على كل تفصيل فيها. اما حول ما بعد، نقلت الاخبار عن مصادر متابعة ان الرئيس عون والنائب باسيل قد يذهبان الى خطوات قد تفاجىء الجميع ولم تسبعد الاقدام على الاستقالة من مجلس النواب، وعكساً لذلك عن أوساط سياسية استبعادها لتلك الخطوة خصوصا وان المطلب يمكن أن يدفع آخرين الى استغلال الفرصة للاستقالة من مجلس النواب، مثل القوات اللبنانية. بخصوص افق التشكيل، قالت الديار ان الرئيس بري ينشط لاعادة تفعيل مبادرة المؤلفة من 24 وزيرا، وانه يستند الى تفويضين خارجي من قبل باريس ومصر وداخلي، في حين قالت النهار ان الرئيس الحريري متمسك بمبادرته الاولية وان كل الدلائل تشير ان لا حكومة في المدى المنظور خصوصا مع تراجع الاهتمام الدولي. (الاخبار، الديار، النهار 21،22،23 و24 ايار 2021)
اخبار سابقة ذات صلة:
زلة لسان وهبة تستفز بلدان الخليج وتسنفر حلفاءها داخلياً
https://lkdg.org/ar/node/20343
ازمة الحكم في لبنان: لودريان ينعي المبادرة الفرنسية، العقوبات الفرنسية بانتظار التنفيذ
https://lkdg.org/ar/node/20324
الازمة السياسية: لورديان في بيروت اليوم، احتمال اعتذار الحريري، واشنطن والرياض غير مكترثتين
https://lkdg.org/ar/node/20301